شعارات متشابهة وخدمات مفقودة

آراء 2023/07/05
...

  حسين علي الحمداني

مع تحديد شهر كانون الأول القادم موعدا لإجراء انتخابات مجالس المحافظات، التي ظلت غائبة عن المشهد لسنوات عديدة، مع تحديد هذا الموعد بدأ موسم ظهور الأحزاب القديمة وأخرى جديدة وبمسميات متعددة وكثرتها

 لا يعني صحة المسيرة الديمقراطية في البلد بقدر ما يعكس عدم الاستقرار لدى الأحزاب والقوى السياسية على نهج واحد وفكر سياسي واحد، بل نجد تغيرات كبيرة في المسميات ومحاولة تجميل الوجوه القديمة، التي أغلبها يتنقل بين هذا الحزب أو ذاك، من أجل مصالحه الشخصية. 

وبالتالي فإننا في كل موسم انتخابي نجد أكثر من 200 عنوان لأحزاب تشكل لغرض الانتخابات، ثم تندثر أو تدخل في غيبوبة حتى الإنتخابات القادمة.

القاسم المشترك لجميع الأحزاب في كل انتخابات يتمثل بالشعارات المتشابهة بين جميع الأحزاب والقوى السياسية بمختلف مشاربها بما في ذلك ما يمكن تسميته بالمستقلين، الذين سرعان ما يتنازلون عن استقلاليتهم بمجرد فوزهم لينخرطوا في تحالفات مع القوى الأخرى.

يتوقع الكثير من العراقيين أن تشهد انتخابات مجالس المحافظات المقبلة تنافسا في حملتها الانتخابية، وهذا التنافس سيأخذ منحى قديما يتمثل بتبليط بعض الشوارع الصغيرة وصبغ الأرصفة، ووعود كثيرة بالتعيين، وبالتأكيد هنالك مشاريع ضمن خطة الحكومة سيتم تسليمها للمرشحين من الأحزاب لتنفيذها، وهذه مشكلة كبيرة تعاني منها البنى التحتية في العراق، والتي تمنح الأحزاب صفقات إنجاز مشاريع كبرى سرعان ما تثبت فشلها دون متابعة أو محاسبة.

ومع هذا مازلنا نراهن على وعي الشارع العراقي، الذي بات يدرك جيدا أهمية الانتخابات التي من شأنها أن تحدث التغير المطلوب في محافظات العراق، التي تعاني كثيرا من سوء الخدمات التي تجعل الكثير من المحافظات تعطل الدوام الرسمي مع كل زخة مطر، وهو ما يعكس سوء الخدمات وليس سوء الأحوال الجوية، وبالتالي نجد من الضروري جدا أن تكون مشاركتنا فعالة في انتخابات مجالس المحافظات، من أجل التغيير المنشود أولا، ووضع حد للفساد والفاسدين ثانيا، وولادة طبقة سياسية جديدة تكون قادرة على تحمل المسؤولية، خاصة أن مهام مجالس المحافظات اقتصادية تنموية بالدرجة الأولى، وليست سياسية كما يتصور البعض.