نعم نزاهة الزعيم تكفي

آراء 2023/07/08
...

حسين رشيد

انعكست نزاهة الزعيم عبد الكريم قاسم على مجمل نظام الحكم منذ صبيحة ثورة 14 تموز عام 1958، حتى ساعة انقلاب شباط المشؤوم 1963، ذلك الانعكاس حول النزاهة إلى عرف اجتماعي،
وباتت نزاهة الزعيم وشفافيته مضرب الامثال والاقتداء من عامة الشعب، وما يحسب أيضا أن تلك النزاهة والمبدئية انعكست  على كل جزئيات وتفاصيل ادارة الدولة، التي قدمت النموذج الامثل للحكم في فترة قصيرة، جدا لم تخل من المؤامرات ومحاولات الانقلاب والاغتيال
لعبد الكريم قاسم، وظلت تلك النزاهة حالة خاصة في الذاكرة العراقية مرتبطة بالزعيم وثورته، رغم كل ما تعرضت له سيرتهما من تنكيل ومحاولات تشويه من نظام البعث المقبور ومن تحالف معه، وما زال بعضهم يعمل على ذلك إلى يومنا هذا.
الانجازات الكبرى لثورة 14 تموز تتمثل بالقوانين، التي اقرت والتي هي الأخرى كانت ولادة نزاهة عبد الكريم، ونتاج مفهومي الصدق والعدالة اللذين وضعا لادارة الدولة، فقانون رقم 80 الذي أعاد الحقوق للشعب من شركات النفط الاحتكارية العالمية، هو ثمرة تلك النزاهة وجوهره الوطني، قانون الإصلاح الزراعي الذي انصف الفلاحين من سطوة وجبروت الاقطاع، ورجالات الحكم الملكي الطبقي، رسخ مبدأ العدالة الاجتماعية قانون الاحوال الشخصية، الذي أنصف المرأة وقدمها في الحقوق كافة.
 وثمة قوانين أخرى عديدة ومنجزات لا تتوقف عند بناء المعامل والمصانع وانشاء الحقول والمزارع، ومجانية التعليم وبناء المدارس والجامعات، وتعزيز القطاع
الصحي ببناء عشرات المستشفيات، التي إلى اليوم تحمل اسم المستشفى الجمهوري، رغم تنوع ما أطلق عليه من اسماء، ومن المنجزات التي لا تزال تذكر بكل حفاوة واحترام بناء المساكن وتوزيع الأرضي على الفقراء، ومنحهم
قروضا للبناء وإنقاذهم من حياة الصرائف والعشوئيات، كل ذلك كان نتاج نزاهة الزعيم عبد الكريم قاسم، والآن هل تكفي نزاهته، ليكون البطل الاجتماعي، نعم تكفي، لأن النزاهة ونظافة اليد يمكن أن تبني وتعمر وتشيد الأوطان، وتعمل على
تقدمها.
كل الذين عاشوا وعاصورا تلك المرحلة وشهدوا ثورة 14 تموز يتحدثون عن المحاسن والاخلاق والنزاهة والعفة، ولم نسمع أو نقرأ عن حالة فساد أو سرقة أو رشوة، ولم نسمع ايضا عن تلكؤ مشاريع، أو أخذ كومنشنات، أو سقوط أعمدة وأسس بناء، أو تجاوز على املاك عامة وخاصة.