احمد كامل السَراي
التاسع من حزيران كان يوماً مفصلياً سيخلده تاريخ العراق على مدى عصور، حيث كانت في ليلة ذلك اليوم المشؤوم تحركاتٌ مريبةٌ في الموصل وخصوصاً جانبها الايمن، عبرَ تحركات متطرفة يقودها تنظيم داعش الارهابي.
قبل ذلك اليوم كان العراق مليئا بالأحداثِ الداميةِ جراء الانفجارات الارهابية والاغتيالات التي طالت المواطنين العُزل.
التاسع من حزيران اعتبره البعض في حينها رصاصة الرحمة في جسدِ العراق المنهك جراء الاحداث اليومية الدامية، ولولا شجاعة وبسالة الشرفاء من ابناء العراق وفي مقدمتهم مرجعية النجف الرشيدة، والتي تبنتْ قراراً مفصلياً بوجوب الجهاد الكفائي، لكنّا الآن نعيشُ قتالاً مستمراً في شوارعِ المدن، ولعاش أغلب العراقيين بين مهاجر وأسير ومشرد و قتيل، ولتحولَ العراق لخرائب تدور فيه الاحداث الدموية على مدار يومه، ويصبح ويمسي المادة الدسمة لوكالات الاعلام العالمية لما يمتلكه العراق من مكانةٍ ستراتيجية في المنطقة والعالم العربي ولمكانته الاقتصادية الغنية بالنفط والمعادن.
في هذا اليوم من عام 2014 كان يوم ترقب ليس للعراقيين فحسب بل للعالم أجمع، وسط تفرج من أغلب الدول والذين لم يكلفوا انفسهم بتقديم بيان استنكار لما حدث في هذا اليوم وهو أضعف الإيمان، فما حصل بذلك اليوم هزَّ أمن جميع البلدان في المنطقة، فظنوا أنهم لا يمكن ان يكونوا بمأمنٍ عما يحدث داخل الأراضي العراقية.
رفعت الرايات السود وسط حزن عميق للعراقيين الأحرار، وهم يشاهدون ميليشيات بلحى طويلة وملابس قصار وفيهم من دول اجنبية، وهم يستولون على أراضي ومنازل المواطنين، وسقوط المدن العراقية واحدة تلو الاخرى.
اللطف الإلهي وشجاعة العراقيين فَشَلَ المخطط الارهابي، وعادت جميع الاراضي إلى سيطرة الدولة العراقية بعد سنوات قلائل، وانمحت المشاهد الدموية التي اعتاد العراقيون على مشاهدتها بشكل يومي، وتحول العراق إلى مرحلة البناء والإعمار، ولا بد من أن يكون يوم التاسع من حزيران يوماً مهماً لدى العراقيين حكومةً وشعباً كي لا تعاد احداثه مستقبلاً، مستلهمين منه العبرَ والتجاربَ المريرة، التي مرَّ بها العراق في تلك الايام.