هل هناك علاقة بين الإبداع والعمل النقابي؟
علي لفتة سعيد
في كل مفصل من مفاصل الحياة ثمة تجمع يضم كل الفاعلين والعاملين فيه، بغية الدفاع عن حقوقهم أو تنظيم أمورهم، ولا بد من وجود أشخاص يقودون هذا التجمع سواء كان نقابة أو اتحادا، وهؤلاء لهم القدرة على العمل والتبوء لمكانة متقدمة في العمل الإداري والتنظيمي الذي يصب في صالح من انضمّ الى هذا التجمع أو ذاك. لكن السؤال.. ما هي المميّزات التي تتوافر في هذا (الفرد) المرشح.. وما هي الدوافع التي تجعله يتقدم ليكون في هذا الموقع الذي يأخذ جزءا من وقته الإبداعي؟، وهل هناك علاقة بين العمل النقابي والإبداع؟، وهل يمكن أن يكون هذا العمل من أجل الحصول على الشهرة لمن لم يصلها بعد؟، وإذا كان الأمر كذلك لماذا يرشح الأكثر شهرة للعمل النقابي؟.
المنصب والترويج
الأديب المصري أحمد فضل شبلول عضو مجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر رئيس لجنة الجوائز يقول، يجد الإنسان في نفسه القدرة على معاونة الآخرين، وتهيئة السبيل إلى من لا يعرفه، ويسعد عندما يخدمهم أو يسهم في حل مشكلاتهم، أو يضع أمامهم الحلول والخدمات التي تعينهم على المضي قدما في طريقهم. ويضيف أنّه عندما تكون هناك نقابات أو اتحادات شرعيَّة تنظم هذا العمل أو هذا العطاء، فإنَّ مثل هذا الإنسان يجدها فرصةً لتقديم خدماته ورعايته لزملائه في المهنة أو في المجال الذي ينضوي تحته، فيقوم بترشيح نفسه ضمن كتيبة المرشحين الذين يتنافسون في سبيل تقديم تلك الخدمات لغيرهم من الأعضاء.
وبحسب اعتقاده فإنَّ الأمر يعود لوجود فلسفة النقابي في أية نقابة أو اتحاد أو تجمع ما. ويستدرك شبلول.. ولكن للأسف هناك بعض هؤلاء الأشخاص الذين يأخذون هذا الأمر على أنه واجهةٌ اجتماعية وعضوية نقابية يتباهى بها أمام أقرانه وأقربائه وأسرته، من دون أن يكون قادرًا على تقديم الخدمات والحلول لزملائه، بل إنه قد يتنكّر لهم بعد نجاحه في الجولات الانتخابية التي تؤهّله للحصول على مقعد في مجلس إدارة تلك النقابة أو ذلك الاتحاد.
ويصف العمل النقابي من أن لا علاقة بينه وبين الإبداع، ويضيف ليس بالضرورة أن يكون النقابي مبدعًا كبيرًا، أو على مستوى جيّد من الإبداع، فنجيب محفوظ على سبيل المثال لم يكن نقابيًّا في يومٍ من الأيام، على العكس من يوسف السباعي الذي كان نقابيًا منذ أن تم تأسيس اتحاد كتاب مصر وقبلها. ويضع استدراكا جديدا بقوله.. قد ينتهز المبدع فرصة وجوده في منصب قيادي في النقابة أو الاتحاد ويروّج لإبداعه، من دون الخوض في قيمة هذا الإبداع. ويرى أيضا أن المنصب النقابي لا يصنع مبدعًا على الإطلاق، ولكن قد يسهم في الترويج لإنتاج هذا المبدع، ومن ثم يسهم في شهرته، ولكن المحك هل هو مبدع أصيل أم مبدع ضعيف، المنصب النقابي لا يسهم أبدا في تحويل الضعيف إبداعيا إلى درجة الجودة، وكم مرت علينا أسماء نقابية ذات إنتاجات أدبية ضعيفة، تم الترويج لها بحكم منصبها النقابي، وفور مغادرة هذا المنصب، يُنسى تماما لأنه لم يكن مبدعا أصيلا أو جيدا. مشيرا الى أن لعبة الانتخابات والترشح لعضوية مجالس إدارات النقابات والاتحادات، تُكسب الكاتب نوعا من الشهرة، ولكنها لا تسهم في صناعته كمبدع أبدا، مثلها مثل الجوائز، فالجائزة لا تصنع مبدعا، ولكنها تسهم في تشجيع المبدع. ويقول: إنّ الناخبين يختارون الأكثر شهرة، ظنّا منهم أنه الأقدر على خدمتهم وتوفير مكتسبات لهم من خلال العمل النقابي، ولكن إذا لم يكن هذه النقابي المنتخب قادراً على ذلك، فإنّه لن يحقق نجاحا في دورات تالية، فالمهم هو الإنجاز والوفاء بالوعود الانتخابية.
ويؤكد وينتهي بالقول إن عضوية تلك النقابات والاتحادات تسحب من رصيد الوقت المخصص للكتابة والقراءة والإبداع.
آليَّات وصفات
الشاعر ورئيس اتحاد أدباء كربلاء سلام البناي يقول إنّ العمل النقابي أو الاتحادي، هو فعلٌ تنظيمي بالدرجة الأولى، وهو عمل جماعي الغاية منه رعاية مصالح الأعضاء المنتمين، وكل تجمّع سواء كان نقابةً أم اتحادًا فهو يخضع لنظام داخلي أو لقانون ينظّم عمله، مثلما يتضمّن آليات وضوابط لاختيار الأشخاص المناسبين لهذا العمل. ويذكر البناي بعض أهم هذه الآليات هو «الانتخاب» الذي يأتي بأشخاص يمثلون إرادة الهيئة العامة سواء كانت من الأسماء المبدعة المعروفة أو من غيرها، كما أن مقومات النجاح في العمل كما يراها مرتبط بمدى فهم سياسة النقابة أو الاتحاد، ويضيف مميزات أخرى لها علاقة بشخص المتقدم للعمل النقابي من قبيل المقبوليَّة والحضور لدى الهيئة العامة، فضلا عن الخبرة في العمل الاداري، والاستعداد لتقديم الخدمة، بروح الإيثار والمحبة، وأهم من كل ذلك هو الانتماء الحقيقي للجهة التي يمثلها بحيث يقدم كل ما من شأنه الحفاظ على سمعتها في العمل والتفاني من أجل الارتقاء بأدائها. وعن موضوعة أن العمل النقابي هو لأجل البحث عن الشهرة فهذا الرأي يراه البناي ثانويا أو ليس دقيقا، فهناك الكثير من هم يعملون عملا إداريا تنظيميا في نقابة أو اتحاد وهم بعيدون عن الإعلام، لكنهم معروفون لدى الهيئة العامة التي انتخبتهم ..ويضيف انه أحيانا يكون الإيمان بالقضية أو حب العمل النقابي والانتماء الحقيقي للتجمع، هو الدافع الحقيقي للتصدي للمسؤولية مع مشروعية أن يُشار لهذا الشخص أو ذاك أنه إنسان ناجح أو متميز، ويضع سؤالا مفاده: هل كان الجواهري مثلا بحاجةٍ للشهرة عندما تصدى لرئاسة اتحاد أدباء العراق بدورته الأولى؟، فهو قد ترأس اتحاد الأدباء بظروف صعبة مع نخبة مهمة من الأدباء في ذلك الوقت وهم من خيرة المبدعين المشهورين في وقتهم. مستدركا أن المسؤولية وحب الثقافة دعتهم للتصدي لهذه المسؤولية، ومن ثم فإنّ المبدع الحقيقي الذي يحمل روح الانتماء للجهة التي ينتمي اليها، وحبه للعمل والخدمة، ولديه القدرة على العمل الإداري والتنظيمي يُعد إضافة مهمة تسهم في تعزيز نجاح التجمع الذي يمثله.
الالتزام والمهنيَّة
الأديب ورئيس اتحاد أدباء ميسان حامد عبدالحسين حميدي يتحدّث في البدء عن مميّزات المرشّح للعمل الإداري في أية منظمة أو مؤسّسةٍ نقابية وعلى اختلاف مسمّياتها ،لا بدَّ أن يضع أهدافاً مستقبلية لعمله أيّ خطّة عمل يوضّح من خلالها البرنامج الذي سيقدمه للآخرين.. ويقول إن تطبيق البرنامج يحتاج الى قائد حقيقي ميداني مؤمنٍ وواعٍ وله رغبة كبيرة بما تناط به من مهمة، حاملٍ روح الإيثار، باثٍّ أواصر التعاون المشترك، وأن يتخطّى المشكلات الطارئة بحلول هادفة ناجعة، صادقٍ فيما يقدّمه للآخرين، لأنّهم ينتظرون منه الكثير جداً.
أما بالنسبة للعمل النقابي والإبداع يرى حميدي أن هنالك مَن يمتلك صفة واحدة، وهي نقابي إداري أو يمتلك صفتين تجتمع لديه بنقابي إداري وأديب مبدع، لكنّ ما نراه واقعياً أنّ الإدارة تسلبُ منّا الوقت ولا تترك لنا المجال المناسب، لخوض لهاث الكتابة في الأغلب، وطالما للعمل أثرٌ على انحسار الكتابة لدى النقابي الملتزم مثلما نراه. وعما إذا كان العمل الاداري يمنح الشهرة؟ يجيب بنعم ربّما يمنح هذا المضمار شيئاً من الشهرة والتميّز والتعريف به، كونه فردًا فاعلًا نشيطًا استطاع أن يثبت جدارته في هذا المجال، وأن يكسب المكانة والحظوة التي من خلالها تتفرّد شخصيته وتتضح معالمها، إذا ما اتسمت بالالتزام المطلق والمهنية العالية، وخلاف ذلك لا يمكن أن يحظى بالشهرة.
بل يزيد بالقول إن لا غرو أن هنالك شخصيات عدّة تطرق وترغب في هذا المجال، لكن ما نراه أنَّ الأكثر إبداعاً وتجربة يبتعد دائماً عن زجّ نفسه حفاظاً على تجربته الإبداعيّة، وهذا حقّ مشروع له، ولا يعني أنّنا نجرّد النقابي من تجربته، بل أنّ لكلّ فرد رؤية خاصة به، وهو مَن يختار هذا الأمر ويخوض غماره، ويتحمّل أعباء العمل، فالمسؤولية ليست مجرد تنظير عابر، بل هي عبء حياتي ومهني يحتاج بناءً له ديمومته واستمراريته نحو تغيير وتطوير المنظومة النقابيّة وبناء الشخصية التي تدور في فضاءاتها، وبما يتلاءم مع الخطوات البناءة، التي نستطيع من خلالها أن نفسح المجال أمام مَن يمتلك القدرة الحقيقيّة على العمل والتفاني، فالإدارة صراع متناوب تحتاج الى طاقات شبابيّة وقوة وحضور فرد فاعل يبذل جهداً كبيراً لكي يحقق ما نصبو إليه جميعنا.
الشهرة وانقلاب السحر
ويرى الشاعر والناقد الجزائري الدكتور عيسى ماروك في قول ابن خلدون أن الإنسان اجتماعي بطبعه، لذا نجد الكثير من التكتلات في شتّى ميادين الحياة وليس في المجال الأدبي فقط. ويقول إن الحديث عن نقابات الكتاب واتحاداتهم التي تهدف إلى ضمان حقوقهم والدفاع عن مصالحهم، فالدنيا تؤخذ غلابا كما يقول أمير الشعراء، ولا بدَّ من توحّد المبدعين وتآزرهم وتكتلهم لافتكاك حقوقهم والحفاظ على مصالحهم. ويرى أنّه على من يتولى هذه المهمة أن يكون متمرّسًا في العمل النقابي والإداري وملمًّا بمختلف القوانين التي تؤطّر الحياه العامة، ومن هذا المنطلق نجد أن الكثير ممن يتصدون للعمل النقابي لا يقدّمون ما يلبّي طموح المنخرطين والمنتمين للنقابة، فينالهم السخط؛ ذلك أن الاختيار لا ينبني في مجمله على شروط واضحه المعالم ولا على القدرة على المفاوضة
والمناورة.
ويرى ماروك أن القواعد النضاليَّة تميل إلى من لهم الشهرة والحضور الإعلامي بغض النظر عن الإلمام بالعمل النقابي عموما، ومن هنا يخيب أملهم في اختيار ممثليهم، ويرى أيضا أن الشهرة لا تكفي وحدها وليست امتيازًا لتحقيق المرجو، كما أن من يختار لهذا المنصب سينقلب عليه السحر وتوجه ضده سهام الطامعين والطامحين ولا يكسبه المنصب إلّا العداوات هو في غنى عنها، خاصة إذا لم تكن لهم غايات من وراء ذلك إلا خدمة الأدباء ومصالحهم. أما بخصوص الإضافة التي يمكن أن يحققها ما ترشح لمنصب قيادي فهي لن تزيد عن بعض المكاسب الماديَّة لا غير، وفي أحسن الحالات يمكن أن تحقق له التواصل مع تجارب رائدة والاطلاع على منجزات متعددة بحكم التواصل مع مختلف المبدعين والمثقفين، غير أن الطفرة التي شهدها مجال الاعلام خاصة وسائط التواصل الاجتماعي قد قضت على هذه الميزة، ومن هنا أرى أن التصدي لمهام الدفاع عن حقوق امتيازات الكتاب والأدباء تقتضي بالضرورة الإلمام بالقوانين المنظمة للحياة والقدرة على المناورة وافتكاك المكاسب أكثر مما تستدعي الشهرة والمكانة والتميزالإبداعي.
الانتماء والإبداع
الشاعرة والأكاديمية الدكتورة سجال عبد الوهاب الركابي تضع في البداية تحديد نوع التجمّع أو النقابة، فاذا كان لأفراد مهنيين أو ذوي شهادة معيّنة أو مهنة معيّنة لا علاقة لها بالإبداع، كما في الأدب والفن مثلاً سيرشّح من يشعر بأن له القدرة على خدمة المجموع وتنظيم أمورهم وله الاستعداد للتضحية بوقته الخاص في سبيل ذلك، وتؤكد أنه يجب أن يكون كفوءاً في مجال اختصاصه منظّمًا وله تأثير ايجابي على جماعته وايضاً أن يتّصف بروح العمل الجماعي والاستماع الى آراء الآخرين وطروحاتهم والعمل على الحصول على مكاسب مشروعة لهم كما في حالة المرض او غيرها من أمور. وترى أنه إذا كان العمل النقابي يختص بالأدب والثقافة والفن فمن المؤكد يجب أن يكون المرشّح مبدعاً وإلّا كيف انتمى الى هذه المجموعة سوى بإبداعه وإنجازه الأدبي أو الفني مثلاً وايضاً ليستوعب ما عليه أن يسعى لأجل تطوير وتنظيم العمل الابداعي للنقابة أو الاتحاد الذي ينتمي إليه أن تتّصف به المثابرة والنزاهة والقدرة على العمل كفريق بعيداً عن الذاتية والتكتل مع أفراد معينين أو الترويج لفكرٍ معيّن وكلّما كان واسع الثقافة والاطلاع فإن ذلك سيجعله الشخص المناسب في المكان المناسب.
وتؤكد الركابي أنّ الانخراط في العمل النقابي للمبدع سيأخذ من وقته الخاص به فعلى الأكثر الهدف هو الخدمة العامة وربما قليلا من إثبات الذات ولا بأس في ذلك لمن لديه المقدرة والكفاءة حتى إن لم يكن يسعى للشهرة، فإنّ العمل المخلص سيجعله محط إعجاب وتقدير ويصبح معروفاً أكثر. وترى أنه في بعض الأحيان يتفجر الإبداع عند ضيق الوقت بسبب العطاء وخدمة الآخرين. وتضيف أن البعض مجبول على الإيجابية والخدمة ومهما كان مبدعاً مشهوراً ربما يضيف اليه هذا العمل الدؤوب الوصول الى مواقع إدارية أعلى تمكّنه من خدمة الثقافة خاصة والمجتمع
عامة.
مسك العصا
الأديب البحريني أحمد المؤذن يقول من دون أدنى شك ثمة مميّزات يتوفّر عليها المرشّح الذي يدخل بالوسط الثقافي أو النقابي ابتغاء مزاولة العمل التطوعي، فالتحمّل والمرونة والإلمام بالبعد الإداري في تسيير دفّة الأمور وإنكار الذات والتفاني كلها عبارة عن متطلبات ضرورية لا بدَّ منها. ويضيف أن مسألة الدوافع التي تجعل الفرد يخوض تجربة العمل النقابي أو اقتحام العمل التطوعي ضمن اتحاد كتاب أو نادٍ، فهي مسألة بالغة التعقيد تعتمد على رؤية فردية أما تنبع من اعتقاد شخصي وتوجه لخدمة المجتمع بالعمل التطوعي في شقه الثقافي أو سواه وأحيانا ثمة أسباب يكون محورها البحث عن تأطير المكانة المجتمعيَّة لحصد الوجاهة بالمنصب ولفت الانتباه الإعلامي حتى وإن كان على حساب الجانب الإبداعي فيما لو كنا نتحدث عن رئيس فرع اتحاد كتاب يصوم عن الشع، ويعتقد بوجود إشكالية في هكذا وضع وكثير ممن يدخل دوامة العمل التطوعي لا يتمكن من مسك العصا من المنتصف، فيأخذ بالركض والقتال ابتغاء الحصول على امتيازات المنصب وإن كان على حساب الإبداع وبقية رفاق الحرف! أما عن ربط العمل بالإبداع فيرى المؤذن أنا أميل هنا الى أن ثمة علاقة بين العمل النقابي والإبداع، ومن خلال التجربة وجدت أن العمل الإداري بوجه عام فن وذوق وعلم كثيرا ما نخفق فيه نحن الكتاب والمثقفون ولا نستوعب آلياته بالشكل السليم، وهو ما يفجّر الكثير من الصراعات الداخلية في جمعيات المجتمع المدني على أثرها تتصدع الصفوف وتنتشر الاستقالات ما بين أعضاء الجمعيات والاتحادات، وهذا مما خبرته على الصعيد الشخصي وليس مجرد تنظير.
ويمضي بقوله إن الهرولة خلف الشهرة شرٌّ لا بدَّ منه في سيرة المثقف، والعمل التطوعي هنا يخدم البعض ممن لا يخاف على نظافة الساحة الثقافية العربية من الأمراض ولا تهمه إلا مصلحته في المقام الأول.
ويستدرك أنه أحيانا البحث عن الشهرة في هذه الجزئية أعلاه يأتي لاعتبارات مغايرة تتركز في فكر المرء وبعضهم يريد تحقيق مكانة مجتمعية تؤثّث حضوره أعلى قمة البرج العاجي الذي يسكنه فيتحول إلى قناص مناصب وحسب لرفع مكانته المجتمعية ولكن ليس حبا في الثقافة أو سواها، ربما يكون وبالا عليها، وهذا هو آخر همه في نهاية المطاف.
ويستدرك ان مؤسساتنا الثقافية العربية بالذات أو حتى النقابية غرقت في دوامات لا نهائية من المشكلات الداخلية التي عطلت تلك النهضة الثقافية التي نحلم بها، وهذا لأن تقاسم امتيازات المنصب مغرية وصارت ترفع من لا يستحق، وهنا تسللت الشللية واصطف المتسلقون وانتشرت اتفاقات ما تحت
الطاولة.