العراق وقطر... الخطوات المرتقبة لتعاون مشترك

آراء 2023/07/11
...

 محمد حسن الساعدي



مثلّت العلاقة القطرية- العراقية خط الشروع في تغيير الرؤية تجاه العراق، كما أنها مثلّت نهاية للكثير من الجولات والحوار، الذي توج بالزيارة الأخيرة لامير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى بغداد، حيث وقع الطرفان عددا من الاتفاقيات المهمة، كما أجرى عددا من التفاهمات في مختلف المجالات، والتي منها القطاع العام أو على مستوى الاستثمار، بالاضافة إلى تعزيز التعاون وتنمية القطاعات المختلفة بين البلدين.

الزيارة تناولت عقد عدد من الاتفاقيات في مجال الطاقة والكهرباء، والاتفاق على إنشاء شركة نفط مشتركة وبناء مصفاة للتكرير، بالاضافة إلى توريد الغاز المسال إلى العراق، ما سيسهم في تلبية احتياجات الطاقة وتعزيز القدرة الانتاجية للبلاد، كما سيكون هناك اتفاق على بناء مدن سكنية ذات سعة 50 الف مسكن، ومن المتوقع أن تصبح هذه المدن نموذجية في المنطقة باكملها، ما ستسهم في توفير السكن عالي الجودة للمواطنين.

كذلك تم التوقيع على انشاء عدد من الفنادق وتطوير العدد الآخر بما في ذلك الفنادق ذات الخمس نجوم، وذلك من أجل سد الحاجة في ظل التطور الاقتصادي القادم والثورة الصناعية التي تحصل في البلاد، كما شهد التوقيع على إدارة وتشغيل عدد من المستشفيات الجديدة، والتي سيتم افتتاحها خلال الاشهر القليلة القادمة.

الاتفاقيات تصب في إطار إيجاد التكامل في جميع المجالات بين المؤسسات القطرية والعراقية وتحديداً الصحية منها، وتحسين نوعية الخدمة المقدمة للمواطن العراقي، بالاضافة إلى تأهيل البنى التحتية للقطاع الصحي العراقي، وبناء مستشفيات تسع الواحدة منها 400 سرير، ما تسهم في تعزيز الجانب الخدماتي للقطاع الصحي، حيث من المتوقع أن تقدّر الاستثمارات القطرية بحوالي 7 مليارات دولار،ولمدة خمس سنوات، حيث من المتوقع أن تكتمل المشاريع الاستثمارية نهاية عام 2028،ما يعني أن هناك فرصة مهمة لتعزيز التنمية الاقتصادية في العراق، وتوفير فرص عمل جيدة للشباب، وتحسين الوضع المعاشي، ونحو نمو مستدام ما يعزيز التعاون الثقافي بين البلدين.

العراق يرتبط مع قطر بعلاقات تاريخية وستراتيجية مهمة، يمكن لها ان تكون الركيزة الاساسية في أي حوار أو اتفاق قادم، بالاضافة إلى المشتركات التي تربط البلدين الشقيقين وتعزيز روح التعاون في المجالات كافة، كما شكّل نقطة تحول في المجال السياسي والاقتصادي بين البلدين، يتمثل في إعادة الاستثمار والاعمار وتعزيز طريق التنمية (القناة الجافة)، والتي تربط دول الخليج بتركيا عبر العراق، ناهيك عن بناء علاقات مشتركة لتعزيز العلاقات العربية بين دول الجوار وتوسيع أفق التعاون بين البلدين بما يخدم مصالحهم، ويقطع الطريق امام أي تدخل في الشرق 

الاوسط.

أعتقد وكما يرى الكثير من المراقبين أن من الضروري على حكومة السيد السوداني أن تعمل وبسرعة، من أجل استقطاب وتشجيع الاستثمارات في العراق، وتوفير الأرضية لهذه الاستثمارات من توفير الجو الأمني الآمن، وتحقيق الاستقرار السياسي، وإجراءعمليات استباقية لملاحقة عصابات الفساد ومافيات السرقة في البلاد، من أجل منع ابتزاز هذه الشركات، ومنع تدخل التأثير السياسي على البنية التنموية للبلاد، إضافة إلى تجاوز البيرقواطية والروتين القاتل، الذي خسّر العراق مليارات الدولارات وما زال مرتعا لمافيات الفساد في مؤسسات الدولة كافة.