فيلنيوس: وكالات

انطلقت أمس الثلاثاء في العاصمة الليتوانية فيلنيوس قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، لمناقشة عدد من الملفات أبرزها؛ دعم أوكرانيا ووضع آليات دفاع ضد روسيا وانضمام السويد للحلف، وفي حين ألمح الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ إلى إمكانية تقليص المراحل المطلوبة من أوكرانيا للانضمام إلى الحلف، قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إمداد كييف بصواريخ بعيدة المدى. وذكر ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي مع الرئيس الليتواني في العاصمة فيلنيوس، أنَّ الحلف أقوى من أي وقت مضى رغم التحديات، موضحاً أنَّ الاجتماع سيؤكد على دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا وتقديم مساعدات عسكرية لها وتعزيز دفاعات الحلف، وقال: إنه "يجب منع روسيا من الانتصار في الحرب"، عادّاً أنَّ الخطاب الروسي عن السلاح النووي "خطير ومتهور"، بحسب تعبيره، وأن الحلف يراقب التحركات النووية الروسية عن كثب.
وفور وصوله إلى ليتوانيا، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنَّ بلاده ستشرع في إمداد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى لمساعدتها في الدفاع عن نفسها، وقال: "قررت زيادة شحنات الأسلحة والعتاد لتمكين الأوكرانيين من امتلاك القدرة على تنفيذ ضربات عميقة مع الحفاظ على قناعتنا بالسماح لأوكرانيا بالدفاع عن أراضيها"، وأضاف أنَّ فرنسا سترسل لأوكرانيا صواريخ بعيدة المدى طراز "سكالب". وصاروخ "سكالب" هو النسخة الفرنسية من صاروخ "ستورم شادو" البريطاني، وهو عبارة عن صاروخ فرنسي - بريطاني من فئة "كروز" يتم إطلاقه من الجو، وكانت بريطانيا قد زودت أوكرانيا بهذا النوع من الصواريخ في وقت سابق، واستخدمته القوات الأوكرانية في قصف مناطق خاضعة لسيطرة القوات الروسية في أوكرانيا. وتمكنت القوات الروسية من إسقاط وتدمير عدد من صواريخ "ستورم شادو"، بل وتمكنت أيضاً من السيطرة على هذا الصاروخ وسحبته داخل روسيا لتفكيكه من أجل دراسته. من جهته، أعلن البيت الأبيض، أنَّ حلف شمال الأطلسي سيعرض في قمته التي تستمر اليوم الأربعاء، مساراً يتيح في نهاية المطاف انضمام أوكرانيا إلى صفوفه، لكن من دون تحديد "جدول زمني" لذلك. وبعيداً عن مسألة العضوية، تناقش الدول الأعضاء في "ناتو" إجراءات أمنية مؤقتة ملموسة لعرضها على أوكرانيا، بالإضافة إلى المساعدات الحالية التي تتدفق لمساعدة جيش كييف في صدّ القوات الروسية. في سياق مواز، نقلت وكالة "رويترز" عن 3 دبلوماسيين قولهم: إنَّ الدول الأعضاء في "ناتو" توصلت إلى اتفاق حول خطط توضح بالتفصيل كيف سيرد الحلف على هجوم روسي، متغلباً على محاولة تركية لعرقلة الاتفاق، ويشير ذلك إلى تحول كبير، فهي المرة الأولى التي يضع فيها الحلف مثل هذه الخطط منذ نهاية الحرب الباردة قبل ثلاثة عقود، وحاولت تركيا عرقلة الاتفاق على الخطط بسبب مشكلة صياغة تتعلق بمواقع جغرافية، مثل موقع قبرص. وفي موسكو، قال الكرملين: إنَّ انضمام أوكرانيا إلى "ناتو" يشكل تهديداً لروسيا، وهو ما يتطلب رد فعل سريعاً، موضحاً أن روسيا تراقب قمة "ناتو" عن كثب. ميدانياً، أعلنت أوكرانيا أمس الثلاثاء إسقاط 26 مُسيرّة هجومية روسية ليلاً، منها طائرات استهدفت العاصمة كييف،  وقالت الإدارة العسكرية في كييف: إنَّ مُسيّرات هاجمت كييف للمرة الثانية هذا الشهر، واستُخدمت في الهجوم طائرات مُسيرّة إيرانية الصنع متفجرة انطلقت من الجنوب، على الأرجح من منطقة كراسنودار الروسية، بحسب مزاعم كييف. كما استُهدفت مدينة أوديسا الساحلية الغربية في غارة ليلية بطائرة مُسيّرة، بحسب سيرغي براتشوك من الإدارة المحلية، الذي أشار إلى أنَّ الدفاعات الجوية تصدت للهجوم، دون تقديم تفاصيل إضافية. من جهتها، نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن مصدر عسكري أن المدفعية الروسية دمرت قوة أوكرانية حاولت التوغل في أحد محاور دونيتسك، وقال موقع "ريبار" العسكري الروسي: إنَّ القوات الروسية تمكنت من السيطرة على آخر طريق إمداد عسكري للجيش الأوكراني في مدينة أفدييفكا، مشيراً إلى أنَّ القوات الروسية واصلت ضرباتها المكثفة على مواقع القوات الأوكرانية في المدينة المتاخمة لدونيتسك.