الكوت: محمد ناصر
بالفرشاة والألوان ينثر الفنان مخلد حبيب، إبداعاته على الجدران؛ ليجعلها تنبض بالحياة، معتبرا عمله امتداداً لتاريخ قديم أيام كان الأجداد يرسمون على الجدران للتعبير عن أنفسهم في حضارة العراق والعالم المتلاحقة. وقال الفنان حبيب لـ "الصباح": فن الرسم على الجدران له تاريخ قديم، عندما كان الإنسان البدائي يقطن الكهوف والمعابد، وصولاً الى التاريخ المعاصر حيث استخدمه الفنانون في أمريكا إبان الستينيات والثورة الفرنسية للتعبير عن آرائهم"، مؤكداً "الفنان العراقي استخدمه كي يعبر عن رأيه بحرية أكبر للوصول والتأثير على فئات المجتمع".
وتابع "هذا النمط من الفن مسؤولية؛ لذا يجب ان يجري تحت إشراف وترخيص مؤسسات حكومية أو مدنية، تدير وتنظم أداءها للرسامين الموهوبين الحقيقيين والقادرين على الإنجاز بشكل صحيح وجميل، بعيدا عن التشويه البصري"، مضيفاً "رسمت جداريات كثيرة، أهمها جدارية الراحل احمد راضي وأخريات عبرت فيها عن معاناة المواطن، خصوصاً تراجع الوضع الاقتصادي وجائحة كورونا". ولفت مخلد: "أوفق بين عملي.. صيدلانياً والرسم"، مفيداً "بصراحة لا أحب مجال الصيدلة، وشأني شأن كثير من الناس درسوا وتخصصوا بمجالات ليست قريبة من اهتماماتهم فقط لضمان تعيين أو فرصة عمل جيدة حتى أضمن حياة كريمة.. الصيدلة بالنسبة لي عمل أعيش منه، والرسم عمل أعيش من أجله.. أنا قادر على التوفيق بين مهنة الصيدلة والرسم، خصوصاً أن الرسم لا اعتبره مهنة، إنما شغف وممكن في أي وقت أرسم". نوه بأني "أستعد لمشروع مهم.. رسم جداريات في مدن عراقية عانت حروباً وصراعاتٍ، مثل الموصل والأنبار وديالى"، مواصلاً "المشروع غايته إيصال فكرة للعالم، عن التفاؤل العراقي الذي تخطى الحرب وتبعاتها بقوة وعاد الى الجمال".