{طريق التنمية}.. إيرادات اقتصادية تولّد الاستقرار الأمني والسياسي

العراق 2023/07/16
...

 بغداد: حيدر الجابر

تراهن الحكومة العراقية على مشروع "طريق التنمية" الستراتيجي، الذي من المتوقع أن يكون مصدراً موازياً للنفط في تمويل الخزانة العامة، وأن يسهم في نقلة نوعية في الاقتصاد العراقي عموماً والخدمات خصوصاً، في وقت أعلنت فيه وزارة النقل، أمس السبت، بدء الخطوات الأولى فعلياً لإنجاز المشروع.
وكان وزيرا النقل والإعمار، قد التقيا في وقت سابق لبحث إجراءات وآلية تنفيذ مشاريع "طريق التنمية"، بحضور أعضاء اللجنة الفنية الخاصة بالمشروع.
وتوقّع عضو اللجنة الاقتصادية النيابية، كاظم الفياض، أن تشمل الطفرة الاقتصادية المتوقعة كل محافظات العراق من دون استثناء، بينما دعا إلى تشكيل لجان حكومية لمتابعة العمل في المشروع.
وقال الفياض لـ"الصباح": إن "طريق التنمية تشارك به شركات أجنبية ومحلية وستقوم بالاستثمار والإسهام في تشغيل الأيدي العاملة، وبذلك ستكون لها مصالح داخل البلد وستحافظ على أمنه واستقراره"، وأضاف أن "كل مناطق ومحافظات العراق ستستفيد من هذا الطريق بصورة مباشرة أو غير
مباشرة".
وتابع، أن "عائدات المشاريع الاستثمارية ستكون أفضل من عائدات النفط إذا تم تنفيذه بطريقة صحيحة، إذ إن في هذا المشروع الاستثماري مردودات اقتصادية مهمة"، ودعا إلى "تشكيل لجان حكومية مختصة تضع الخطط الصحيحة والستراتيجية المدروسة التي من خلالها ينفذ المشروع بالصورة الصحيحة، مثل لجان الطاقة والنقل والبنى التحتية والسياحة"، لافتاً إلى أن "طريق التنمية ليس شارعاً وإنما مشروع تنموي، وأن العراق سيكون أهم جزء في هذا المشروع الإقليمي المهم".
من جهته، عدّد الباحث بالشأن الاقتصادي، د. هيثم الخزعلي، مميزات "طريق
التنمية".
وقال الخزعلي لـ"الصباح": إن "طريق التنمية المقرر أن يمتد من ميناء الفاو إلى أوروبا عبر الأراضي التركية، فيه كثير من المزايا والفوائد الاقتصادية والأمنية والعمرانية والجيوسياسية، فهو سيوفر نظام بنية تحتية حديثة في العراق من موانئ وسكك حديد ومطارات وطرق نقل حديثة"، وأضاف "سيكون طريق التنمية مساراً لتوطين الصناعات على جانبي الطريق، وسيخلق مناطق تبادل تجاري حول مسار الطريق".
وأوضح، أنه "سيكون مساراً لنشأة مدن حديثة قريبة من المصانع والمناطق التجارية حول الطريق، واعتماد الطريق على قطارات بسرعات عالية يحتاج إلى بناء محطات كهربائية متطورة لتسيير هذه القطارات، وسيكون هناك دعم دولي لإنجاح هذا الطريق".
وأضاف، "سيكون هذا الطريق والمشاريع حوله مناطق جذب للاستثمارات الأجنبية بما تحققه من فرص، وستجعل استقرار العراق أمنياً وسياسياً ضرورة عالمية لمصالح كل الدول المتعلقة بالطريق سواء كانت أوروبا أو دول آسيا ودول الخليج"، وختم الخزعلي بالقول: إن "كل مزايا هذا الطريق تتوقف على بناء ميناء الفاو الكبير لأنه العصب الرئيسي لهذا المشروع".
في غضون ذلك، قالت المتحدث باسم وزارة النقل، شذى راضي: إن "الخطوات الأولى لإنجاز طريق التنمية بدأت فعلياً، وتم تأسيس مقر للمشروع في (المحطة العالمية) التابعة للشركة العامة لسكك حديد العراق، لتكرّس فيه كل المباحثات والاجتماعات والمراسلات والمخاطبات سواء مع الشركة الاستشارية الإيطالية (بي إي جي)، أو مع الحكومات المحلية في المحافظات، لمعرفة مدى إمكانية إنشاء هذا الخط ضمن حدود المحافظات".
وأكدت، أن "الوزارة بصدد إنجاز الطريق الذي يربط ميناء الفاو الكبير بالنفق المغمور أو بميناء أم قصر، ويرتبط هذا الخط بالطريق السريع الدولي أو طريق مشروع التنمية، ويبلغ طوله 63 كيلومتراً".
ولفتت راضي، إلى "إنجاز مراحل متقدمة من الطريق، وسوف ينجز في القريب العاجل كمرحلة أولى لمشروع طريق التنمية، وسينقل البضائع ويكون حلقة وصل بين ميناء الفاو الكبير وطريق التنمية".