حسين علي الحمداني
التغيرات المناخية التي حدثت في السنوات الأخيرة، التي استهدفت بدرجة كبيرة منطقة الشرق الأوسط، حيث تم تغييب فصول من السنة على حساب فصل الصيف، عبر ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير جدا، ما جعل فصل الصيف في بلدنا أطول من أشهره المعروفة، فوجدنا الصيف يأخذ من الربيع أكثر من شهر، ومن الخريف ما يروق له من الأشهر، وبالتالي يمتد هذا الفصل الحار جدا في بلدنا من آيار وحتى تشرين الأول، وربما يعبر إلى الشهر الذي يليه مما يعني نصف العام له والنصف الباقي للفصول الأخرى التي بالكاد تجد لها مكانا في روزنامة المناخ في العراق.
لذا نجد أن عملية (تلطيف أجواء العراق)، تحتاج لأن تكون لنا بيئة خضراء حقيقية وليست (على الفيسبوك)، كما نراه يوميا على مواقع التواصل الاجتماعي، الذي يجعل من العراق أخضر، بينما الواقع إنه صحراوي حار جاف وأحيانا كثيرة يصعب العيش فيه.
نعرف أن ذلك يحدث بسبب التغيرات المناخية، ولكن هذا لا يمنع من أن تتخذ الحكومة إجراءات لتخفيف ذلك، ومنها بالتأكيد عملية تشجير مداخل المدن، وهي عملية سهلة وليست معقدة وتحتاج إلى تكنولوجيا، يصعب توفيرها، وهنالك مساحات كثيرة من الأراضي يمكن زراعتها بالأشجار، الجانب الآخر الاهتمام بتوفير الطاقة الكهربائية، التي باتت معضلة عراقية بامتياز حتى بات الجميع يدرك أن حلها من (سابع المستحيلات)، خاصة أنها خاضعة لعوامل سياسية واقتصادية، حيث يشعر الجميع أن حل معضلة الكهرباء يتطلب حوارا سياسيا عراقيا مع أكثر من جهة إقليمية ودولية، وهو الأمر الذي ظل معلقا سنوات طويلة، ما جعل الشعب يعتمد على البديل، وهي المولدات الأهلية، التي تؤمن ساعات عديدة من الكهرباء، رغم ارتفاع الأسعار في فصل الصيف، إلا أن المواطن يجد فيها ملاذا من الحر وتبعاته الصحية
عليه.
وهذا الصيف كما في السنوات الماضية بدأت درجات الحرارة تتجاوز الخمسين في الكثير من المدن العراقية ومع هذا يطالب المواطن بترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، وكأنها متوفرة 24 ساعة في اليوم، والترشيد يحصل عندما تتوفر الطاقة وليس في غيابها.