بغداد: رغد دحام
قوبل قرار حكومة البصرة المحلية بشأن هدم جامع السراجي والذي يبلغ من العمر أكثر من 300 عاماً برفض شعبي، حتى أن هذا الرفض والغضب وصل إلى الأطراف الحكومية والسياسية، حيث عبرت وزارة الثقافة رسمياً رفضها لهذا الفعل، مبينة أنها ستتخذ الإجراءات القانونية في خطة تأكيدية لمنعها المساس بأي معلم تراثي وحضاري.
وقال المتحدث باسم وزارة الثقافة، أحمد العلياوي، لـ"الصباح": إن "جامع السراجي من الجوامع التراثية في البصرة، وهو شاخص بمنارته التي يصل عمرها إلى 300 عام وتحتوي على نقوش وأشكال هندسية إسلامية"، مؤكداً "إجراء التصليحات والتأهيلات الخاصة بالمبنى" .
وأضاف، "لقد سمعنا بتسبب المسجد بالاختناق المروري، وقامت على أساسه الهيأة العامة للتراث في البصرة بمتابعة الموضوع وتقديم مقترحات علمية فنية لمعالجة هذا الموضوع بعد طرح كان يقضي بإزالة المنارة والمسجد."
وأكد أن "إزالة المنارة والمسجد تمثّل هدماً لشاخص تراثي، وهذا غير مسموح به على مستوى قانون الآثار في العراق، وغير مسموح به على مستوى الهوية التراثية الثقافية، وأن الحلول كانت موجودة ومتوفرة على مستوى توسعة الشارع"، مبيناً "أن الاختناق المروري لا يعد سبباً وجيهاً في التجاوز على منارة تراثية بهذا العمر" .
واستدرك العلياوي، أن "محافظة البصرة لم تهتم بالجانب التراثي للمنارة، وهذا يعد انتهاكاً للتراث، ولاحظنا ردود الأفعال من الجانب التشريعي، فضلاً عن استنكار الوزارة ببيان رسمي، حيث أن هذا الفعل غير مبرر."وكانت محافظة البصرة شهدت في وقت سابق، هدم بعض شناشيلها بحجة توسعة الشوارع أيضاً، والتي تعتبر من أبرز معالم التراث المحلي في المحافظة. بدوره، بيّن الأكاديمي عبد الواحد مشعل، في حديث لـ"الصباح"، أن "جامع السراجي يعتبر تراثاً شعبياً لمدينة عريقة مثل البصرة، حتى أنه يعتبر جزءاً من التراث العالمي الذي يعتبر ملكاً للعالم بأسره وليس ملكاً للعراق فقط" .وأضاف، أن "الدول تنظر إلى أن التراث ثروة ثقافية وليست معنوية، وأنه ليس لهذه الأجيال فقط إنما للمقبلة أيضاً، وأن توسعة الطرق والشوارع يمكن أن تذهب إلى معالجات أخرى وليس بهدم المعالم التراثية على اختلافها" .واستدرك مشعل، بأن "كل ما يمر عليه أكثر من 100 سنة يعتبر تراثاً، ولهذا لا يخضع إلى أي عملية هدم بل يذهب الرأي إلى ترميمه بطريقة احترافية تخدم الآثار وطرازه، وأنه ممكن أن يعالج أي موضوع يخص الطرق والازدحامات عبر مشاريع (المترو) فهو يحل جميع قضايا السير" .
تحرير: محمد الأنصاري