باسم عبد الحميد حمودي
ولدت رنا الخفاجي في مدينة الحلة عام 1976 ودرست في مدارسها، حيث أكملت الدراسة الجامعية لأولية عام 1998 في كلية الفنون في جامعة بابل متخصصة بالفن التشكيلي، ثم أكملت في الكلية ذاتها دراسة الماجستير عام 2003، وكانت رسالتها في (جماليات توظيف الحرف العربي في الرسم العراقي المعاصر- جميل حمودي أنموذجا)، لتستمر في الدرس الاكاديمي بعد دراستها التشكيلية الحروفية الأولى في موضوعة (الأنساق الفنية وتحولاتها في الرسم الحديث)، في مرحلة الدكتوراه، التي أنجزتها عام 2007 بإشراف الاستاذ الدكتور محمد أبو خضير المعروف باهتماماته الفنية التشكيلية المصاحبة للدرس الانثروبولوجي.
كانت دراسة الدكتورة رنا حسين الخفاجي للانساق الفنية تتكون من أربعة فصول، أبرزها الفصل الأول الذي تضمن تأثير طبيعة صيرورة التحولات النسقية في النص الرسموي الأوروبي الحديث، وهي دراسة بنيوية معمقة لتحليل النماذج الممثلة لحركات الرسم الحديث.
كان الفصل الثاني من الدراسة قد قدم إطارا نظريا لثلاثة أنساق، هي دراسة ماهية النسق، ثم ماهية البنية- فضلاً عن دراسة النسق معرفيا.
كانت الفصول الأخرى لهذه الدراسة التشكيلية الحديثة، التي تدرس البناء الفني من حالته البنائية الداخلية قد درست تاريخ اللون، الذي تحول إلى نسق كامل مع الاهتمام بتجارب هود –شيفرول الخاصة بتفكيك الضوء، حيث يعد الضوء مفتاحا لبناء لون (الوان) البنية التشكيليلية للمادة المكونة والمعروضة كنسق فني متكامل.
شاركت رنا حسين في الكثير من المعارض الفنية داخل العراق وخارجه، وكان للوحاتها مكانتها الفنية المتوافقة مع فكرها التحليلي المتخيل للون نسقا وللوحة نتاجا تجسيديا لهذا النسق.
في الوقت ذاته نشرت الدكتورة رنا الخفاجي بحوثا معمقة في الدراسات التشكيلية في المجلات الأكاديمية المتخصصة، ومنها بحثها المشترك مع البروف فاطمة عمران حول (أثر النتاج التشكيلي المترشح في لوحة الجورنيكا لبيكاسو) وتكون من فصول تفصيلية في اللون والضوء، والاثر الذي نتج عنه بناء اللوحة، التي أفرزت انفعالات المداليل في أيقونيتها المقننة وصولاً لشمولية مرئية عدت خروجا على المألوف، الذي اسماه البحث (الأنغلاق التحايثي) إلى شمولية أوسع.
إضافة لذلك فقد اقترن هذا العمل التجديدي بمفهوم المرونة في النتاج التشكيلي وتنوع التحولات الأسلوبية لدى بيكاسو، وهو يجسد شكل (الثور) بنسق صوري غير مالوف.
ويوصي البحث المشترك للاستاذتين بضرورة دراسة أشكال التجاوز في التفرد الصوري في هذه اللوحة في اقسام الفن في كليات الفنون الجميلة في العراق، بحثا عن الاصالة والتفرد الفني.