أدوار منطقية

الرياضة 2023/07/22
...

علي حنون

عندما يَقول زميل يعمل في بلاط صاحبة الجلالة أو في برنامج تلفزيوني أو منصة إعلامية، إن الشارع الرياضي يُريد منا ذلك وإنه يتعيّن علينا مُسايرة من يُتابعنا، فإن الأمر يُشير في مضمونه إلى وجود خلل في المنظومة الإعلامية، التي يَنتمي لها من نقصد من زملاء المهنة، لأننا نَتطلع إلى إعلام إيجابي، إعلام يَقود ولا يُقاد، أو يَنقاد، والذي نَقصده، بمفهوم القيادة هنا ليس الفلسفة الوظيفية؛ مسؤول ومرؤوس، وإنما نَنشد إعلاما يُؤثر بإيجابية في تَوجيه الرأي العام الرياضي، من خلال تَسليط الأضواء أمام الجماهير لتَقف بوضوح، على الحقيقة من زاوية موضوعية وشفافة، وأن نعمل باجتهاد في كنف فلسفة مُتوازنة تُراعي في أبعادها التوازنات الإدارية والفنية وحتى الجماهيرية.
فَالجَماهير، بمثابة حالة تُعاني من عدم وضوح في الرؤية، ذلك أن حماستها الكبيرة، ورَغبتها الحاضرة بالإطلالة على مُشاركاتنا سواء الخارجية للمنتخبات وفرق الأندية في المحطات العربية والقارية أو من خلال متابعة المسابقة المحلية ورصد أحداثها، في استحقاقات كرة القدم، من باحة النتائج الإيجابية وجعلها مُؤشرا يعلو وفقه الدعم أو يهبط، ويَجعلها كذلك تَرفض الحقائق، التي تَنتجُها الظروف. من هُنا يَتجلى دور الإعلام في تَوضيح الصورة أمام المُؤازرين عبر التأكيد على مواقع القوة في الفريق، مع الإشارة إلى مواطن الوهن، ولكن بدلالة التَقويم وليس التركيز عليها لغايات غير مهنية.
بيت القصيد هنا، يتعلق برحلة جميع فرقنا ومنتخباتنا، وكيف علينا التَعاطي إعلاميا مع الأمر، إذ علينا، أن نَعي، كمنظومة صحافية، حدودنا الواقعية وليس الافتراضية وأن نُؤمن أيضا بأن للآخرين حدودا، وأن درجة الالتزام بتلك الحدود، تَرصد مقياس التزامنا بالمعايير المهنية.. تأسيساّ على ما جئنا عليه، حَري بنا أن نُدرك أن الواقع لن يَتغير وأن النتائج واختيارات المُدربين للوجوه، التي تُمثل التشكيلة من أبسط حقوقهم الفنية، وأن (التسويق) في جوانب أخرى لشؤون بعيدة عن ساحة الحقيقة، بهدف فرض أسماء بعينها، هو أمر سَيجعل المُدربين يَتمسكون أكثر، ومن باب عدم فتح نافذة التدخل بعملهم، برؤيتهم في هذه الموضوعة، وكذلك يُؤسس لرأي عام ربما يَسير باتجاهات تأخذ من جرف الحالة المعنوية لفرقنا المُختلفة في مرحلة مُهمة تَتَطلب فيها الحال، الابتعاد عن هكذا تَوجهات، لذلك علينا أن نسعى باستمرار لأن نُساند منتخباتنا وفرق أنديتنا سواء في المُسابقات الوطنية أو في المشاركات الخارجية.ولا ريب، أن في تَعضيد قرارات الكوادر التدريبية، من الإنصاف المَطلوب ما يجعلنا إزاء كثير من الحالات الإيجابية، طالما أن الوقت لا يُعطي فُسحة للتغيير، وأيضا لأن جميع الظروف التقت عند ضفة الواقع المَفروض، وأن الإصرار على إطلاق وجهات النظر المُتباينة، ستكون بمثابة سلاح يُصيب كل فريق وجهازه الفني في مَقتل، وكذلك يُؤثر سلبا، في الحالة المعنوية للاعبين. ووفق ما أتينا عليه من حديث، فإن المنطق يفرض علينا تأدية أدوارنا - كصحافة وإعلام رياضي - بمهنية عالية تُؤطرها المسؤولية كشركاء نبحث باستمرار عن الفضاء الإيجابي، الذي يُتيح لنا تنفيذ رؤيتنا بحيادية عالية.