علاء الفضلي
لقد كان لانفتاح العراق على العالم بعد أحداث 2003 ودخول التكنولوجيا الحديثة، المتمثلة بشبكة الانترنت والاستخدام الواسع للمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، الدور الرئيس والأول في نمط تفكير الشباب من الجنسين في عدة اتجاهات، تحتاج إلى وقفة جدية وتحليل منطقي، يخلو من الآراء المسبقة شديدة الانتقاد، من ضمن ما أفرزه التغيير ميل بعض الشباب إلى ارتداء الملابس الممزقة، التي نراها مسيئة إلى طبيعة المجتمع، بوصفه ذا طبيعة تحتفظ بجملة من التقاليد والأعراف، مبدأ التقليد الذي شاع قبل سنوات وأخذ بالانتشار وبشكل مقلق لأنه خالٍ من الذوق، ولكونه يواجه انتقادات حادة في كثير من الأحيان، والبعض يحتج بصمت، ظهور مغني الراب الشهير في إحدى حفلاته، وهو يرتدي الملابس المبتذلة والممزقة لا تعني تقليده في اليوم التالي أنها أزمة جيل لا يعرف أين تتجه بوصلة تفكيره، ويقتنع بأن ارتداء الملابس الممزقة رسالة احتجاج ضد الخراب، الذي يسود العالم أو أنها وثيقة تضامن مع مساكين العالم، لكن السؤال هل يفكر هؤلاء الصبية بتلك المضامين الإنسانية، أم إنها مجرد تقليد أعمى، لا سيما أن البعض يتصرف بشكل مزرٍ داخل مجتمعه، وقد انسلخ من مجتمعه، وينتمي إلى مجتمع مغاير باسلوب حياته وسلوكه، يرى الكثير أن من يرغب في قبول النتاج الوافد، عليه أن يستفيد من الإنجازات العظيمة في الغرب، وليحاول تقليدها إن استطاع ذلك، ولم يقتصر الأمر على المحاكاة الساذجة، بل الامر تعداه إلى حد تقليد التصرفات والحركات ما يثير السخرية في الشارع، وربما الشفقة على جيل يكاد يضيع في متاهات الوهم، وليس الاعجاب كما يعتقدون، العديد من الأسر ينتابها القلق الشديد، خوفا من انجراف أبنائها على هذا السلوك غير اللائق، ذلك لأن تمسك هؤلاء بهذه الأزياء المتهرئة، ما هو إلا انسلاخ من شخصيته الوطنية، التي تتميز عن غيرها بالكثير من الصفات الايجابية، هذا يبعث فينا التساؤل أين الجمال في بنطلون ممزق من أسفله أو من الركبة أو «تي شيرت» مليء بالرسوم والكتابات في لغات غير عربية، لو ترجم بعضها سوف نجدها تتضمن كلمات تخدش الحياء، دون أن يعرف من يرتديها.
وكيف بارتداء مثل هذه الأزياء الرديئة والدخول إلى دائرة محترمة، لإتمام معاملة فيها أو حرم جامعي أو مسجد لإقامة الصلاة.
وسؤال آخر يفرض نفسه لماذا لا يقلد الغرب أو غير الغرب أزياءنا الوطنية؟
لن تتوقف التقليعات الوافدة، مهما حاول ما دامت هناك شركات مصممة للأزياء اللافتة، التي تلاقي قبولا واستجابة من شباب العالم، ويبقى السؤال الأكبر هل هذا الذي يسود مجتمعنا جاء من فراغ أم من أسباب تقف خلفها وأولها وجود عمالة ساكنة، تبحث عن فرص عمل تهذب سلوكيات الفرد والجماعة.