لماذا تراجع دور الأديب عن التأثير في المجتمع؟
علي لفتة سعيد
يعد الأدب أحد مصادر التغيير في المجتمع والتأثير فيه، وكان الأديب صاحب الكأس المعلى في التأثير والأثر داخل المجتمع وينظر له على أنه من مثقفي البلد والمؤثرين فيه ومن أعلى رجالاته. وإذا ما قال كلمة فإنها تعني التغيير وربما تصل الى الثورة ولنا نماذج كثيرة في هذا الاتجاه. فالجواهري الكبير إذا ما قال كلمة أو قرأ قصيدة فإنها تعني التحريض والتأثير. وغيره الكثير سواء من خلال التاريخ أو حتى ما بعد ستينيات القرن الماضي أو أكثر قليلا؟ السؤال. لماذا تراجع دور الأدب وبالتالي دور الأديب عن التأثير في المجتمع؟ وهل كانت هناك أسباب سياسية أو دينية أو أي سبب أدى الى تراجع هذه المكانة العالية، وأصبح الأدب غير منظور بصورة عامة من قبل الناس؟ وهل حقا إن رسالة الأدب هي التغيير في المجتمع أم لزيادة الوعي بالثقافة؟
وظيفة الأدب
الناقد العراقي أسامة غانم يقول إنه من البداية، علينا الاتفاق أن الأدب ما هو إلّا انعكاس للواقع.
نتيجة علاقة جدلية بينهما، خاضعة للظروف والمتغيرات والتحولات التاريخية – السوسيولوجية– السياسية، هذا كله يؤدي (يجب) بالكاتب بالتفاعل مع هذه الأمور المهمة وأحيانا الخطيرة، وأن يكون له وجهة نظر متبلورة وواضحة، مع طرحٍ صادقٍ وحقيقي لأية مسألة، إن كانت سالبة أو ايجابية، لا مساومة في الوقائع أو الحقائق ولا تنازل عنها.
ويوضح أن الكاتب يعتبر العامل المركزي في نهوض وتفعيل المجتمع من حيث تنمية الوعي وتثوير.. ويضع سؤالا يراه بديلا ما هو مدى عمق تأثير الكاتب في المجتمع وبالذات في الظرف الراهن؟، وما عمق تأثر المجتمع بما يطرحه؟، بالرغم ان للكلمة قوة تأثيرها وضخامة مسؤوليتها ودورها في البنّاء، ولكنها عندما تحاصر بين: الأمية – الجهل – الفقر – المرض، تنتج شعباً جاهلاً غير متعلّم، بعيد كل البعد عن الوعي، فكيف به أن يستطيع بناء مجتمع متعلم متحضر متنور، غير ممكن أبداً .
ويضيف غانم عاملاً مهماً، يراه أسهم اسهاما كبير في تراجع الثقافة والمثقفين، وابتعاد المواطن العربي وعزوفه عن كل ما له صلة بالثقافة والمعرفة، الذي يجب ان لا يغيب عن بالنا، وهو علاقة المثقف العربي مع السلطة الحاكمة في بلاده، فنحن نعرف أن السلطات الحاكمة جميعها لا تؤمن بالثقافة والمثقفين، ولا بالأدب والأدباء، ولا تحسب لهم حساباً بتاتاً.
ويطرح تساؤلًا آخر هل تحققت وظيفة الأدب؟، وهل استطاع الاديب الامساك بمفاصل التغيير، ونشر الوعي التنويري في العقلية تلك، رغم ما طرحناه.
ويجيب من أن هنالك نقطة جوهريّة في خضم هذه العملية هي علاقة المثقّف بالسلطة، وكيف تكون؟
البعض منهم التزم الصمت، والبعض الآخر باع نفسه وأصبح بوقا للسلطة كما فعل بطل غوته في مسرحيته “فاوست”. والبعض الآخر القليل تعالى صوته رغم الحصارات البربريّة بأشكالها المتنوعة، وهذا يذكرني بمقولة لينين “المثقفون هم أقدر الناس على ارتكاب الخيانة، لأنّهم أقدر الناس على تبريرها” بينما عند ادوارد سعيد تكون وظيفة المثقف هي ازعاج السلطة.
قلق الأدب قلق السياسة
ويفسّر القاص الدكتور ناظم علاوي الأدب ويعرفه عندما تُثار جدلية التأثير بين الأدب والمجتمع فإنّنا سنكون أزاء فرضيات وثنائيات متعددة منها فرضية الجدوى والأثر ومنها فرضية الوجود والمحو، ومنها فرضية الجمال والقبح، وإلى غير ذلك من الفرضيات والثنائيات الأخر.
ويرى فثمة من يشكّك من جدوى وجود الأدب بالمطلق ويرى أنّه نشاط هامشي غير فاعل، في حين يرى آخرون أهميته القصوى في إعادة التوازن إلى الوعي الحياتي الذي سيصاب بالاختلال إذا ما أركن إلى السلطة أو الفجوة التي تنشأ بين الوعي والوعي المضاد.
ويعتقد ايضا أن كل التيارات التي نشأت ضد التجربة الأدبية الإبداعية بدأت بحماس عالٍ لكنها اضمحلت وتلاشت لأنها وضعت نفسها أمام تحدٍ كبير له جذوره وإرهاصاته الإنسانية والفكرية على مر العصور، وبما أن الأدب هو قيمة جمالية عليا فإنّه ينأى بنفسه على كل وجوه القبح التي تنتج عن السياقات البشرية بقصدٍ أو بغير قصد، فالأدب هو محاولة لردم الفجوات والتصدعات التي تنشأ بتقادم هذا العالم وبزحفه نحو إنتاج حياة جرداء خالية من الورد والهواء الطلق، في كناية للبعد الجمالية الكبير الذي يشغله الأدب في التجربة الحياتية بوجه عام.
ويضع علاوي تساؤلا، هل نجد الأديب أو الكاتب أو الفنان يحظى بالأهمية نفسها؟ ويجيب أن أهمية الأديب تنحدر من أهمية الأدب نفسه ومن عمق الرؤية التي يشغلها في خضم العالم المزدحم بالترهلات، ويعود إلى التساؤل، هل كل المجتمعات تضع الأدب موضعاً مناسباً؟ ويجيب بالتأكيد ستختلف هذه المجتمعات في التفاعل مع الموضوعة الأدبية تبعاً لدرجة الوعي الإنساني والفني والذوقي لدى تلك المجتمعات، وكلّما ارتفعت أسهم المعرفة زاد الوعي وازدادت معه أسهم الوعي الفني وتعاظمت معه درجة التأثير بين المجتمع والأدب.
وعن دوره في العراق يقول علاوي قد نكون بحاجة دائمة لإقامة علاقة قوية بين الأدب والمجتمع لاعتبارات متعددة منها أن الأدب ليس طارئاً أو وافداً فينا بل هو يمثل جذوة متأصلة في وعينا الإنساني والوجودي، وهو يشكل جزءاً من هويتنا، ناهيك عن كونه الأدب ينحدر من تلك التنقيبات الأنثروبولوجية المتعددة في العراق، فهو بلد التعدد الديني والعرقي والأثني، تتلون فيه صور البوح وصور التجربة وصور الاستشعار الحياتي الحر، فضلاً عن القلق السياسي والعسكري الذي لازم هذا البلد على مر التاريخ، والذي أنشأ شكلاً من أشكال التوتر الفني والأسلوبي على مستويات التعبير المتعددة، من هنا نجد أننا على درجة عالية من الخصوصية في تنظيم العلاقات الفنية المجتمعية بالدرجة التي تضمن صناعة الوعي الإنساني السليم.
العقائد والتنوير
الشاعر اليمني زين العابدين الضبيبي يشير إلى أن القضية الكبيرة وحدها من تحمل المبدع على كتفيها وتطوف به في أروقة القلوب والعقول وتجعل لكلماته صدىً عابراً للحظة وقادراً على اختراق جدارن الصمت والقفز على حواجز الخوف.
ويرى أن هذا ما نفتقده في جُل أدب عصرنا فقد صرنا نسبح داخل محيط اللغة يغطينا زبد الكنايات والمجازات المركبة.
وفوق ذلك نجد الكثير منا يفضل الصمت وما يضمنه من مكاسب على المواجهة والصدق مع الذات والجماهير التي تنتظر منه أن يعبر عنها وما يتبعها من خسائر ومعاناة.
كل ذلك وغيره أحدث قطيعة بين الأديب والمتلقي وهو ما يؤدي بحسب اعتقاده لأن تطفو وسائل وجهات أخرى للتعبير عن حاجة المجتمع تقوده وتتحكم به غير أن كلفة تأثيرها أكبر بما لا يقاس من تأثير الأديب والشاعر الذي ينحصر تأثيره في توعية المجتمع بحقوقه ودفعه لانتهاج الوسائل الأقل كلفة للوصول للحياة الأفضل والتغيير الآمن.
ويبين أن هذه الوسائل هي التي تتحكم بالحياة اليوم وهي ذات بعد عقائدي لا تنويري وبسببها تعيش مجتمعاتنا العربية اليوم في حلبة من الصراع الممتد من المهد إلى اللحد.
بين الالتحام والاقتحام
الباحث والناقد صباح محسن كاظم يضع منذ البدء أسئلته التي يراها ملحة وإشكالية ترتبط بالدور الذي يلعبه المبدع بكافة الأجناس الأدبية والفنية.. هل يُنتج لغاية الظهور الإبداعي والمشاركات بالمسابقات المحلية والعربية والعالمية للتميز؟
أم يُعبر عن هموم المجتمع والأمة والإنسانية؟
في عصر تحتدم به الصراعات المحلية والكونية وتتشابك المصالح والاستراتيجيات بالعصر الرقمي والتكنولوجي وعصر السرعة؛ الذي لم يترك الفسحة للتأمل كالعقود التي خلت لينظر بهدوء من شرفات إبداعه.. حينما كان الشعراء والأدباء أحد محركات الثورات كما بثورة العشرين، أو بثورة 14 تموز 1958 حينما ناصر الأدب العراقي قضايا جميع الكادحين والفلاحين مع الدعوة لتطوير التعليم والجوانب الأخرى؛ لذا عُدَّ الأديب العراقي قريبا من تطلعات الجماهير بل أحد المساهمين بالحراك نحو التغيير.
ويمضي بقوله إن الآيديولوجيا نحت هذا الدور بثقافة الأدلجة الموجه صوب صناعة الدكتاتور فانعزلت وذوت عن الدور الطليعي للتأثير عند تمجيد الحرب وصانعها.
فيما بعد 2003 في فسحة الحرية للنشر من خلال التعدديّة السياسيّة والدينيّة والأثنيّة للأسف تشتت الخطاب أفقد الدورالريادي للأديب بالارتقاء بالوعي، مع التابو الديني الذي يحرم المساس بالشخصيات -إن أخطأت- بالسلوك السياسي من خلال عدم النزاهة أوالصفقات المريبة والاختلاسات الملياريّة أصبح الكاتم قريبا من رأس المثقف الفاعل الوطني الذي يأمل لشعبه ومجتمعه الرقي المدني والصعود الحضاري وتجاوز الإخفاقات والسلبيات.
ويرى أن تعدد وسائل النشر وكثرتها وتقاطعاتها وتنوعاتها ينفع بعض الشيء لتمرير الخطابات الإبداعية بكل الجوانب لكن أدى للتشتت الذهني في آتون هذا الهوس من النشر وقد جعل تدني الصورة الأدبية والفكرية والثقافية بأذهان المجتمع.
مع ذلك الإحباط يبقى العراق القنديل المضيء بالإبداع بإنتاج: ويشير الى أننا نحن مقبلون على تنمية كبرى ينبغي أن يكون المثقف العين الباصرة، واليد البيضاء للارتقاء، والصوت المدوي بالحق للنهوض الحضاري ليلتف المجتمع مع النداء للمضي للأمام.
وسائل التواصل
الشاعرة التونسية فتحية جلاد ترى ان تعريف الأدب اختلف عند العرب في الجاهليّة نادراً ما استخدم هذا المصطلح حيث نجد كلمة: الآداب وبعد الإسلام وصلنا إلى التهذيب ثمَّ استمرَّ الجمع بين التهذيب والتعليم كما ظهر جليّا ذلك في الأدب الصغير والأدب الكبير لابن المقفع.
أمّا في الغرب فقد اشتقَّ مصطلح الأدب من اللاتينية – ليتيرا- وهي معرفة الكتابة والقراءة ثمّ التبحّر والثقافة والآداب.
وترى أنه في المجتمعات التي تحترم فيها المرأة والقيم الإنسانية والبيئة والعمل وترفع القبّعة للكادحين يكون للقلم مكانة حتميّة.
حينما تتفشّى في المجتمعات ظاهرة الزوايا والتدجيل والشعوذة والرقيات الشرعيّة لا ننتظر أن يكون للأدب قيمة ولا مكانة كما عهدنا ذلك زمن الفتوحات أو حتى في فترتي الستينات والسبعينات من القرن الماضي لقد أصبحنا نعيش زمن الرداءة عصر
الرويبضة.
وتقول نأسف عندما يقدّم شخصاً ما برنامجا في إذاعة على الواب ومن الغد تجد صوره على جميع الأعمدة ويمسي إعلاميّا وصحفيّا مشهورا لا يشقّ له غبار.
وهو في الحقيقة لا صلة له ولا دراية بهذا القطاع.
في مجتمع كهذا لا تنتظر أن يكون للأدب دور في التغيير.
في بلد يصبح الأديب رجل دين ومرشدا وواعظا يموت الأدب .
وتقول إيضا إنه في البلدان المتقدّمة التي تحترم نفسها وتحترم الأدباء يتحوّل الأديب إلى بنك فاعل في الحياة الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة حيث تقدَّرُ كتبه حقّ قدرها وتصل مبيعاته إلى الملايين في حين ينشر ويطبع الأديب في البلدان العربيّة كتبه على حسابه الخاص ومن قوت يومه بل يصل الأمر إلى أدهى وأمرّ من ذلك إذ يطلب منه رخصة إداريّة إذا سنحت له الفرصة للمشاركة في أمسية شعريّة أو أدبيّة، وهذا للأسف معمول به في تونس وهو مسّ من كرامة المبدع.
فكيف ننتظر من الأدب أن يكون سلاح قومه يغيّر ويقيّم ويكون مرجعا وصورة للبلد.
أضف إلى ذلك تقدّم التكنولوجيا وانتشار وسائل الاتصال الاجتماعي كالفيس بوك والتويتر والانستغرام وغيرها من الوسائل التي أصبحت تلعب دورا كبيرا في التغيير الاجتماعي والثقافي والسياسي وحلّت محل الأدب ودليل ذلك ما عرفته المجتمعات العربية في العشريّة الأخيرة بما يسمّى بالربيع العربي إذ لعبت هذه الوسائل الدور العظيم في إسقاط.
وترى أن هناك أسبابا عجّلت أفي تدهور مكانة الأدب في مجتمعنا العربي منها تغيّر السلّم الاجتماعي حيث تفاقمت نسبة الفقر وأصبح همّ المواطن البحث عن لقمة العيش وتوفير الخبز والأمن الغذائي والصحي والشغل في ظلّ حكومات عاجزة عن المبادرات الإصلاحية لمجتمعاتها من دون أن ننسى تقلّص النسبة المائوية لميزانية الدول الخاصة بالثقافة لذلك لا ننتظر أن يكون الأدب سبّاقا في التغيير وسيّد الموقف في التحوّلات التي تمرّ بها الأمّة.
كلّ هذه الأسباب وغيرها أسهمت في تقلّص دور الأدب الشعوب بل وفلم يعد ذاك البرّاق الذي ينهض بالأفراد أختير له أن يكون مجرّد حركة تنعش المشهد الثقافي العربي وتنشط الأطروحات والملتقيات الأدبية الثقافيّة ولعمري أنّ ذلك ليس بالهيّن لكنّهم لا يفقهون.
لكنها تستدرك أن تغيّر العصر يظلّ الأدب نبع الحكمة وسفرا نحو إعادة التفكير في الحياة.
سيواصل نحت تجربة الإنسان ورسالته الفنيّة والإبداعيّة بمنأى عن الرّماد.
ألم يذهب المسعدي إلى أنّ الأدب مأساة أو لا يكون.
وعي الكتاب
الاكاديمي التونسي الدكتور منذر يشير الشفرة يقول إنه يتبين لنا من خلال التأمّل في متعبة ودور الأديب والمثقف في مدار المجتمع انه يسهل تقهقرا واضحا تبعاً للثورات المتعددة وعالم الديجيتال.
ويرى انه لا يمكن الحديث الآن عن فكر مستنير ينبثق من الذات ويصل الى متقبل ممكن يستمع الى نبضات الوعي الإنساني الذي يتطور لكي ينحني جميلا جديدا.
لا نتفق كثيرًا حول مفهوم التقبّل القديم الذي أضحى من عالم الافتراض لأن الإنسان قد أصبح في وهم كبير وهم ما يسمى الديجيتال والاعلامية وركون الشباب الى وسائل جديدة ليس لها أي فاعلية أن الأديب الان محاصر والمثقف أصبح في عزلةٍ وسجنٍ كبير لا يمكن أن يتوصل الى رؤى أخرى جديدة من خلالها يطور ويغير في السابق كان جان بول سارتر في باريس يغير ويكتب الكتب وكانت هنالك فاعلية قوية في مسرحيات جان بول سارتر او البركة أو صداه في تونس وهو محمود المسعدي الذي كتب غيلان في كتابه السد حيث يقول علينا ان نبني السدة كي نغير ونصنع كيانا ثقافيا جديدا ما جدوى الشاعر الآن وما جدوى الأديب الذي يكتب الرواية وانبثاقه في عالم مختلف.
ويشير الى انه علينا الآن أن نعيد الكرة فيرجع الكتاب الى مكانته بصيغة أعمق حيث على الكاتب أن يستمع الى أصوات الشباب وقوتهم التي تعود به الى آفاق جديدة كما قال في ذلك ريتشارد فاجنر علينا أن نتحدّث عن عالم نحو الغرب نحو المستقبل وهو يسمى الفن الشامل فن الموسيقى والكتابة والأدب والشعر والسينما ومفهوم شامل للأدب يستمع إليه الشاب فيقتنع به إننا نبحث الآن ليس عن كتابٍ ولكن عن وعي بالكتاب حتى تتطور الاليات ويقول الانسان قد اصبح فاعلا، نعم لقد تقهقر دور الاديب في عصرنا الحاضر ولكن علينا ان نفكر جيدا في تعميق وتقريب الشقة ما بين المتقبل شاب العشرينات والباث اي الكاتب الذي نضج تجربته حتى يستمع الى
آراء الآخرين.