عمان: يعرب السالم
بأنفاسٍ بعيدة عن الوطن، وبحنينٍ عراقيٍ دامع، اجتمعن - دون موعدٍ- على مائدة تزاحمت عليها استكانات شاي أبو الهيل، والبقصم أبو السمسم البغدادي، ومنحوتات لأم سبع عيون، وحافلة بغداديَّة أم طابقين نزل منها الركاب الى غير رجعة، مختومة برقم (77) الميدان وحي الجامعة، وقوري حجري مزركش فقدَ غليانه، وشربة ماء جعلتها غربتها زهريَّة جامدة بدلاً من لونها الطيني الذي تركته في العراق، وشناشيل دون عشاق، ونخيل غير مثمر، وشموع افتقدت الفرح، ولوحات لعراقيين وعراقيات لم يبقّ منهم سوى رائحة ذكرياتهم.
والكثير والكثير من الأعمال اليدويَّة بأنامل سيدات عراقيات احترفن ترتيب فرحهن وحزنهن في أشكالٍ فنيَّة، اجتمعن بدهشة آسرة في بازار الريحانة الثالث تحت سقف جاليري الصابونجي الذي تحدى حرارة الصيف وجمع الفن بالجمال الأنثوي، وأطلق العنان لأعمالٍ فنيَّة جميلة، وتذكارات من زمن كان يعيش بين ثنايا الضلوع وما زال.