لؤي امين
صدر عن دار الأمل في البصرة كتاب جديد يحمل عنوان "حكايات جدتي للأطفال"، وهو كتاب مميز يضم عشر حكايات مستوحاة من التراث الشعبي العراقي، ويهدف إلى تعريف الأطفال بجزء من تاريخ وثقافة بلدهم.
الكتاب من تأليف الدكتور ضرغام الاجودي، وهو أستاذ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ومن رسوم معصومة حاجي ولد، وهي فنانة تشكيلية مبدعة. الكتاب من القطع الكبير، ومطبوع على ورق ذي جودة عالية، ومغلف بغلاف سميك ومتين، يحميه من التلف أو التمزق.
يحكي الكتاب قصصاً شيقة ومسلية، تنقل الأطفال إلى عالم خيالي، يتعلمون منه قيماً ومبادئ وحكماً. القصة الأولى بعنوان "التاية راية"، تروي مغامرات رجل سمه بلهان الذي كان يعاني من شظف العيش والفقر والحرمان، وكيف التقى الرجل الحكيم الذي ينصحه بالذهاب إلى جزيرة الحظوظ للبحث عن سر تعاسته، ليخوض بلهان بعد ذلك رحلة مع المغامرة، تنتهي بحكمة ودرس مستفاد، حيث يخصص الكتاب صفحة كاملة عن الدرس المستفاد من كل قصة من القصص العشرة.
القصة الثانية بعنوان (الكلمات الذهبية)، وهي تحكي قصة أختين احداهما فقيرة والأخرى ثرية، وفي أحد الأيام تضطر الأخت الفقيرة لطلب الطعام من اختها الغنية لإطعام أطفالها الجياع، فترفض الأخرى لتخرج الأولى برحلة بحث تقودها إلى طريق تحدث فيه الكثير من الأحداث، التي لتصل إلى حقيقة ان الكلام الطيب هو أفضل من كنوز الذهب والفضة.
القصة الثالثة كانت عن (حمدة الفتاة الشجاعة) وهي بنت لرجل عجوز له سبع بنات، تحدث لهم مغامرة غريبة مع (عفريت) يقرر أن يضع امانة في بيتهم ريثما يعود من سفرة.
لتحدث بعد ذلك أشياء ومفارقات غريبة ومغامرة، تشير إلى أن عدم حفظ الأمانة يجلب المتاعب والبلاء.
القصة الرابعة عن (بربخ)، الذي يخوض تجربة مريرة مع الشر، الذي استطاع الانتصار علية بفضل حكمته وذكائه وحكمة القصة، هي ان الأشرار دائما يقومون بحيل وخدع محكمة في بادئ الامر، لكن سرعان ما تنكشف حيلهم وخدعهم.
القصة الخامسة بعنوان (البقرة الشجاعة) تلك البقرة، التي انقذت عائلة مكونة من شيخ كبير يعيش مع زوجته العجوز حين أراد الضبع افتراسهما. القصة تشير إلى أن مواجهة الباطل تحتاج إلى شجاعة أكثر من حاجتها إلى القوة. والنجاة تكون في المواجهة بشجاعة وليس بالهرب والاختباء.
القصة السادسة (إنصيص إضيبع) أو عقلة الأصبع، والتي تحكي عن صبي قصير القامة يتعرض للتنمر من قبل صبيان القرية التي يسكن فيها. ويحدث أنه تاه في أحد الأيام في مكان بعيد، وتكون له قصة غريبة مع أسد الغاب لنعرف من خلالها بان صغر حجم الانسان أو قلة امكانياته أو دمامة منظره لا يمكن أن يكون حاجراً عن إنجاز الأعمال الكبيرة.
القصة السابعة (حمقان)، الذي يقرر ان بيع جميع محصول جناه من مزرعة ليشتري به حصاناً، ليتجول به والتفاخر امام بقية الفلاحين وحيث لم تفلح معه نصائح كل من حوله بالعدول عن هذا الراي تنتهي القصة بنصيحة أصبحت مضرب للأمثال.
حين أضاع أمواله بسبب انسياقه وراء اهوائه وعدم سماع نصائح العقلاء.
القصة الثامنة (ريمبا) التي تمارس الدجل والشعوذة وتخدع الناس، ومن خلال احداث القصة الشيقة نتعلم بأن مصير الدجالين، هو الافتضاح مهما طال الزمن وسيدفعون ثمن خدعاهم.
القصة التاسعة (ضاع الأبتر بين البتران)، وهي تحكي قصة ثعلباً مكارا يسرق الدجاج من الناس، ويحدث أن تتربص به الكلاب ذات ليلة فتنال منه، ولكنه ينجو بصعوبة بالغة، لكنه يفقد ذيله.. ثم يصبح أضحوكة لأقرانه من الثعالب فتخطر له فكرة ماكرة فينفذها، الدرس من القصة ان الشخص السيئ يود أن يجعل جميع الناس سيئين مثله.
القصة العاشرة (لطيف وخفيف)، وهي حكاية عن صراع الخير والشر، فلطيف شاب صالح يحب الخير للناس جميعا ويساعدهم بما يستطيع يخوض مغامرة من خلال احداث القصة ويتعرض للمكر والخداع لكنه ينجو بفضل دعاء الوالدين وينجو من الهلاك، فالإنسان يحصد ما يزرع.
يفاجئنا المطبوع وفي صفحته قبل الاخيرة بنشر روابط على شكل (باركود) مع صورة لكل قصة من القصص العشرة، مشيرا إلى إمكانية سماع التسجيل الصوتي لجميع القصص من خلال تلك الروابط.