السورياليَّة في أعمال عمر عزت هبرة

ثقافة 2023/07/27
...

 سرور العلي 


ينتمي عمر عزت هبرة إلى المدرسة السورياليَّة، إذ يراها عالما غريبا ومختلفا، ويعبر عن واقع الكثيرين، ويجد نفسه يرسم بالفحم والقلم الرصاص، والحبر الأسود، وشغوفاً بالسواد، كونه يعكس حقيقة أحلامه، وأحلام من حوله، واهتمَّ بأعماله برسم قضايا مهمة، ويرى شخصيات لوحاته من خلال آلام البشر والطبيعة، وتسليط الضوء على بعض المتلوّنين، والذين يظهرون للآخرين جمال صورهم المزيفة.

ولفت إلى أنه طعن بالكثير من الكلمات، لكنه لم تكن له ردة فعل سوى لوحات بلا عناوين.

مؤكداً أنَّ السورياليَّة هي سرياليَّة الحلم الذي يتمرّد، ويكشف واقعاً مؤلماً، فهي أحلام نحلم بها، ونراها ويترجمها إلى عمل بصري بسيط، يفهمه الجميع، كما أنه شغف بالسريالية والتعبيرية، لكنه ينتمي لكل مدارس الفن.

والهدف من لوحاته ليس شكلاً فنيَّاً مبهراً بألوانه، بل هو الغوص بهموم ومعاناة من هم بحاجة إلى أعماله، لذلك لم 

تكن لوحاته للزينة والصالونات فقط. 

ولد هبرة في سوريا، بمدينة حماة في العام 1955، ومنذ نعومة أظفاره كانت لديه موهبة الرسم، وقام بتنميتها بمفرده، وبمساعدة أساتذته في معاهد الفنون، وكان يميل إلى التمثيل، وتأليف المنولوجيست وتلحينه وغنائه، وشارك بالعديد من المسرحيات، قام بتلحين بعض المنولوجيست فيها، وكان يعزف الإيقاع مع كشافة حماة، ليتعلم لاحقاً بمفرده العزف على آلة العود، كما أنه مثل الكثير من الأعمال والمسرحيات على مسرح كلية الهندسة بدمشق، ومقصف الأزروني بالجامعة، واشتهر بأداء الأدوار الكوميدية وتقليد الأصوات، إلا أن عشقه للرسم هو الذي دفعه إلى الغوص في بحوره، وأبعده عن التمثيل.

وقام بتدريس الرسم في العديد من مدارس حماة، ومدارس دمشق بالتزامن مع دراسته الجامعية، وشارك بالكثير من المهرجانات والفعاليات، وتصميم المجسّمات ورسمها وتنفيذها، فضلا عن أنه يقوم بتعليم مادة المنظور الهندسي لطلاب كلية الهندسة المعمارية، ورسم الكثير من واجهات المحال في مناسبات، وأعياد رأس السنة، وميلاد السيد المسيح.

أقام هبرة عدة معارض شخصية في سوريا، وبعد هجرته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بداية العام 1982، عمل هناك مصمماً إعلانياً، ومخرجاً للكثير من الكتب لمدة سبع سنوات في جريدة البيان بإمارة دبي، وتصدر اسمه في إخراج وتصميم الكتب المدرسيَّة صفحاتها لمدة عشرين عاماً، ونال الكثير من شهادات التقدير والجوائز.

وأشار إلى أنه يعشق التعبيريَّة والسرياليَّة، لكنَّه ليس أسيرا لهما، لاعتقاده أنّ المدارس الفنيَّة تمتد وتتداخل، وعلى الفنان التنوع شريطة الحفاظ على بصمته الفنيَّة.

مضيفاً "لا بدَّ أن يكون للفنان دور في نقل معاناة وطنه، والعالم بشكل حضاري، ومن هنا تأتي مسؤولية الفنان وعطاؤه، وهناك الطبيعة الجميلة التي يبدع برسمها الكثير من الفنانين، وهناك أيضاً المعاناة والهموم، لذا أحاول عكس كل الحالات من خلال لوحاتي".

ويرى أنّه ليس هناك سبب لعنوان اللوحة، فهي تحمل عنوانها من خلال طرحها البصري، والذي يختلف من متلقٍ إلى آخر، لذلك يعتقد أنَّ عنونة اللوحة يؤطر هدف الفنان، ويحدُّ من أبحار المتلقي، والتعمّق بتفاصيلها، بل يختصر على المتلقي زمن التوقف عندها، وكشف 

مفرداتها.

وهبرة حاصلٌ على بكالوريوس في الفنون الجميلة جامعة دمشق سنة 1978، وحاصلٌ على الإقامة الذهبيَّة فئة المبدعين بدولة الامارات العربية المتحدة، وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين في سوريا، وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين في مدينة حماة، وعضو جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في الشارقة.