بغداد: عمر عبد اللطيف و بتول الحسني
ذكرت "اللجنة العليا لطريق التنمية" أنها بصدد اختيار الموديل الاقتصادي والاستثماري له، وفيما عدّ خبير اقتصادي مشروع طريق التنمية يمثل قفزة نوعيَّة نحو توظيف واستثمار ما يتمتع به العراق من مزايا، أعلنت وزارة النقل أمس الأربعاء إنجاز 68% من الأرصفة الخمسة لميناء الفاو الذي يعد المحطة الرئيسة لمشروع "طريق التنمية" تمهيداً لرسو أول باخرة في الرصيف الأول بعد إكماله قريباً.
وقال مستشار رئيس الوزراء لشؤون النقل ناصر الأسدي، في حديث لـ"الصباح": إنَّ "هناك بعض الأعمال الداخلية في المشروع كالتصاميم وبداية أعمال فحص (الجيوتكنك) وأعمال التصاميم الأولية؛ منها أعمال وضع المواصفات في الطرق بالتعاون مع وزارة الإعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة".
وأضاف أنَّ "المشروع يسير في الطريق العملي الصحيح كونه طريقاً هندسياً ومحترفاً، ويمكننا أن نجد مشروعاً عملاقاً داخل العراق"، مبيناً أنَّ "(اللجنة العليا) كمصدر قرار تعتمد ما تتخذه اللجان الفنية من
توصيات".
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي جليل اللامي: إنَّ "مشروع (طريق التنمية) يمثل قفزة نوعية نحو توظيف واستثمار ما يتمتع به العراق من مزايا، منها الموقع الجيوسياسي والقدرات والثروات الطاقية والزراعية والمعدنية والبشرية، وبما يعزز من مكانته على خارطة الاقتصاد العالمي وشبكة المواصلات وسلاسل التوريد وطرق التجارة
دولياً".
وبيّن اللامي في حديث لـ"الصباح"، أنه "لضمان نجاح وديمومة هكذا مشروع ستراتيجي؛ لابد من أن تكون هناك دراسات جدوى واسعة بشأن المشروع، كونه ذات تكلفة كبيرة جداً وخاصة بالنسبة إلى التقنيات والآليات التي ستستخدم لتطوير هذا المشروع، لذا فإنَّ دراسة الجدوى الاقتصادية التي أعدتها الشركة الاستشارية الإيطالية تؤكد عزم العراق على إنجاز هذا المشروع كونه يشكل انتقالة نوعية في الواقع الاقتصادي والتجاري للعراق والمنطقة والعالم".
وأكد الخبير الاقتصادي أنَّ "المشروع بالغ الأهمية بجميع المقاييس الستراتيجية، لاسيما في مسألة تقليل الاعتماد على النفط، وكأحد أهم طرق سلاسل التوريد والإمداد الدولية، وفتح آفاق تنموية واقتصادية متنوعة المصادر والمجالات أمام العراق، وقد لمست دول المنطقة جدية الحكومة في تنفيذ هذا المشروع، لذا تقدم عدد كبير من دول المنطقة لتمويل وتنفيذ مشروع (طريق التنمية)".
إلى ذلك، قام وزير النقل رزاق محيبس، أمس الأربعاء، بزيارة إلى محافظة البصرة، لمتابعة سير الأعمال في ميناء الفاو.
ونقل المكتب الإعلامي للوزارة عن محيبس قوله: إنَّ "نسب الإنجاز في مشروع الأرصفة الخمسة لميناء الفاو الكبير بلغت 68 % بعد أن كانت 19 %"، مشيراً إلى أنَّ "رصيف رقم واحد شارف على التشغيل التجريبي لإرساء أول باخرة عليه".
وتعليقاً على ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة النقل، شذى راضي، في حديث خاص لـ"الصباح": إنه "سيتم التشغيل التجريبي لأحد أرصفة ميناء الفاو، وسوف ترسو أول باخرة فيه نهاية العام الجاري 2023 وفق ما مخطط له من قبل الوزارة"، ولفتت إلى أنَّ "العمل جارٍ لإنهاء ما تبقى من مشاريع (المرحلة الأولى) لميناء الفاو وبما يتناسب مع التوقيتات الزمنية المحددة".
وأضافت المتحدثة باسم الوزارة أنَّ "الحكومة تتابع بشكل منتظم مراحل إنجاز هذا المشروع الستراتيجي الذي جعلته في مقدمة المشاريع الاقتصادية التي ستسهم في تحقيق أكبر قفزة اقتصادية للبلاد"، وبيّنت أنَّ "عمليات ربط ميناء الفاو بالنفق المغمور قد استكملت بشكل نهائي من قبل الشركة المنفذة، وستكون هناك نقاط تقادم وتسارع واضح في إنجاز المشاريع المرتبطة بالميناء"، ونوّهت بأنه "تم الإيعاز من قبل الوزارة بالإسراع في تنفيذ مشروع الأرصفة الخمسة والتحوّل إلى تنفيذ الجزء الأول من (المرحلة الثانية) وهو إنشاء الأرصفة النفطية وأرصفة
أخرى."
تحرير: محمد الأنصاري