سكوت ريبيرن
ترجمة: كريمة عبد النبي
شهد مزاد ساوثبي في لندن بيع لوحة للفنان النمساوي غوستاف كليمنت بمبلغ هو الأعلى في مزادات أوروبا الفنية منذ عام 2010. وبهذا المزاد تستعيد العاصمة البريطانية لندن، بعد بريكسيت (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي)، مكانتها كسوق لبيع التحف الفنية ذات القيمة العالية.
من بين هذه التحف الفنية رائعة الرسام النمساوي كليمنت "السيدة والمروحة" التي بيعت في مزاد ساوثبي ب (85.3) جنيه استرليني أي ما يعادل (108.4) مليون دولار وهو أعلى مبلغ يصله عمل فني في أوروبا منذ بيع أحد الأعمال النحتية للنحات ألبيرتو جياكوميتي بقيمة (104.3) مليون دولار في مزاد ساوثبي عام 2010.
بعد أربع جولات في المزاد استمرت لمدة عشر دقائق، فاز باللوحة أحد جامعي التحف الفنية من هونغ كونغ. وقد جاوز سعر اللوحة التقديرات السابقه التي وصلت الى ثمانين مليون دولار. وقد تنافس على شراء اللوحة ثلاثة من هواة جمع التحف الفنية الآسيويين ليرسوا المزاد على باتي وونغ من هونغ كونغ التي كانت جالسة وسط قاعة المزاد. وقد قوبل فوزها بهذه اللوحة بموجة تصفيق لم تشهدها القاعة منذ سنوات.
بعد فوزها بالوحة قالت باتي، الرئيس السابق لمزاد شاوثبي الآسيوي "كان سعر اللوحة ضمن توقعاتنا". وأضافت "اشتريت اللوحة لأحد هواة جمع التحف الفنية في هونغ كونغ".
وقد جاوز سعر هذه اللوحة السعر السابق للوحة كليمنت المسماة"غابة شجرة البتولا"، التي أنجزها الرسام عام 1903 وبيعت في مزاد كريستي الأمريكي بسعر (104.6) مليون دولار. وقال مدير قسم الانطباعيين والفن الحديث في مزاد كرستي "إنه سعر جيد جدا". وأضاف رسم الفنان لوحة"السيدة والمروحة"، وهو في قمة مجده، وهي لوحة يرغب جامعو التحف الفنية الآسيويون بالفوز بها".
تتميز اللوحة بطابع آسيوي، حيث تنتمي الى ما يعرف ب "الجابونيزم" وهو مصطلح يعني تأثر فناني أوروبا الغربية بالفن الياباني. وقد لجأ كليمنت في هذه اللوحة الى استخدام الزخارف الصينية، من بينها أزهار اللوتس التي تدل على الحب وطائر الفينيق، الذي يظهر في خلفية اللوحة، والذي يرمز إلى الخلود.
من جهتها قالت هيلينا نيومان، رئيسة دار ساوثبي ورئيسة الفن الانطباعي والحديث في أنحاء العالم "لوحة السيدة والمروحة هي آخر لوحة رسمها غوستاف كليمنت قبل وفاته عام 1918، عندما كان في قمة مجده الفني وهي الفترة التي أنجز فيها مجموعة من الأعمال التي تميزت بالبراعة".
وأضافت نيومان "اشتهر كليمنت برسم اللوحات ذات القيمة الفنية العالية، إلا أن لوحة السيدة والمروحة تعد تجربة فنية خارجة عن المألوف، وهي واحدة من ضمن اللوحات النادرة التي أنجزها هذا الرسام".
وتمثل هذه اللوحة النصف طولية سيدة عارية الكتفين، تحمل بيدها مروحة وهي لوحة من لوحتين غير مكتملتين للرسام النمساوي. وكانت اللوحة لا تزال على حامل اللوحات في مرسم كليمنت عند وفاته في عام 1918 بعد معاناة من مرض الانفلونزا الاسباني، حيث توفي وهو في عمر الخامسة والخمسين.
ويقول سيمون ستوك، وهو أحد المختصين في الفن الانطباعي والحديث "على الرغم من أن اللوحة كانت على حامل اللوحات عند وفاة كليمنت، الا أنها تعدُّ مكتملة وإن كان ينقصها توقيع الرسام". ولغاية عام 1994، كانت اللوحة "التي لم تتم تسميتها، ضمن مقتنيات عائلة الرسام النمساوي".
ويعدُّ كليمنت واحدا من أبرز فناني حركة الانفصال الفنية في فيينا. وخلال حياته الفنية أنجز العديد من اللوحات والرسومات الجدارية، التي لا تزال معروضة على قاعة الانفصال الفني في معرض فيينا.
ولد غوستاف كليمنت في فينا عام 1862 وتوفي 1918 وهو من أبرز الفنانيين النمساويين وأحد أشهر فناني حركة الانفصال الفنية في فيينا. اشتهر بالرسومات الجدارية وغيرها من اللوحات والتحف الفنية. درس فن الزخرفة المعمارية. ومن أشهر لوحاته لوحة "القبلة"، التي رسمها بداية عام 1907 وانتهى منها عام 1908، حيث صنفت واحدة من أفضل خمس لوحات في تاريخ الفن التشكيلي العالمي.
عن صحيفة نيويورك تايمز