د عدنان لفتة

ليست مجرد مشاركة للشرطة في كأس الملك سلمان للأندية العربية، هو ينتظر ساعة ونصف الساعة من الزمن كي يكتب التأريخ ويسجل اسمه بحروف ذهبية ضمن المتأهلين إلى ربع نهائي البطولة.

تأهل يستحقه ممثل العراق بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، بعد أداء باهر انتزع فيه أربع نقاط من أقوى أندية تونس وأفريقيا ( الصفاقسي والترجي)، ولم تهتز شباكه في المباراتين اللتين ينتظران الحصاد بالمرور من بوابة نادي الاتحاد السعودي المتأهل سلفاً إلى الدور الثاني بست نقاط مدعوماً بمدرجات حاضنة للآلاف من المشجعين وكوكبة من النجوم يتقدمهم (كريم بن زيمة، نغولو كانتي، رومارينهو، عبد الرزاق حمد الله، غوتا ، كورنادو...الخ).

مباراة لا بد من خوضها بقراءة صحيحة وتركيز عالٍ ودراية بكل الجزئيات مع انتظار نتيجة المباراة الأخرى بين ممثلي تونس والمقامة في التوقيت ذاته، ليس علينا فتح الجبهات أمام فريق هجومي، علينا حساب الوقت جيداً والتعامل بذكاء دون ارتكاب الأخطاء في دفاعاتنا وملعبنا والاعتماد على الارتداد السريع كلما سنحت الفرصة للمبادرة.

الفريق السعودي برغم ارجحيته وجد صعوبات في الفوز على الترجي والصفاقسي بفارق هدف واحد ومن المهم التعامل بالأسلوب المتبع من قبل التونسيين الذين كانوا أقل جودة من لاعبي الشرطة في غلق المنافذ وتقليل الأخطاء والمراقبة الصارمة، والضغط المتواصل ذلك أن هذه العوامل ستحجم من الأدوار الهجومية الذي لا يريد المجازفة بسلامة لاعبيه وعدم انهاكهم قبل ربع النهائي ،،وقد يلجأ المدرب نونو سانتو إلى إراحة نجومه تحضيراً للجولة المقبلة وهو مايصب في صالح الشرطة.

المدرب الشاب أحمد صلاح نجح في مباراتي تونس وهي المهمة الأصعب التي ينتظر أن يحسن فيها توظيف أدواته بحثاً عن أفضل نتيجة ممكنة وأيسرها كسب نقطة من المباراة.

القلوب تنتظر ما يقدمه الحارس أحمد باسل واللاعبون أحمد يحيى، كرار عامر، مناف يونس، فيصل جاسم، ادريسا، عبد المجيد ، علاء عبد الزهرة، احمد فرحان ، فهد اليوسف، اسو رستم ...الخ.

هو يوم للتاريخ يستحق أن يقدم فيه الشرطة عصارة الأداء والمهارة لتتويج مجهوداته ومواصلة المشوار العربي الناجح الذي يرفع  فيه أسهم كرتنا ورصيدها بعد اخفاقات عديدة عشناها في النسخ السالفة.

اليوم يثبت الشرطة قيمته وأحقيته بالتأهل، وهو رهان لا بد من الفوز به برغم المواجهة المعقدة مع حامل لقب الدوري السعودي ، لن يكون هناك أثر للأسماء والنجوم والأرض والجمهور، الأثر البالغ سيكون للميدان وما يحرص عليه لاعبونا من مستويات يزهر بها طريق المجد الذي نتمناه في بطولة عربية تضم أفضل الأندية الآسيوية والأفريقية ، حافظوا على رباطة جأشكم وقدموا مباراة العمر ، فبكم ومعكم تنطلق كرتنا لأيام بيضاء زاهية جديدة للعراق نفخر بها جميعاً وتمنحنا الأمل بنجاحات وإنجازات رفيعة يحفل بها مستقبلنا الذي تصنعه سواعد الأبطال وهمم الغيارى من أبناء هذا الوطن الحبيب.