بطولة ورؤية

الرياضة 2023/08/03
...

علي حنون

ركن الاتحاد العراقي لكرة القدم إلى الإعلان عن تحديد جداول ومباريات بطولة الجمهورية لمنتخبات المحافظات بعد موت سريري لمنافساتها دام سنوات وسنوات عجاف، ومع اننا قد نلتمس للاتحاد بعض دوافع قراره بإعادة إحياء هذه البطولة، التي كانت المنجم الذي تقصده المنتخبات والأندية للتسوّق نظير حضور المواهب، التي كانت تقدمها منتخبات المحافظات في فترة لم تكن مُعبدة بالدعم الإعلامي ولا بالمتابعة..نعم كانت بطولة الجمهورية في عقود خلت مطلوبة جداً لأنها اعتبرت فيما مضى، إحدى واجهات استقطاب اللاعبين وإعلان كفاءتهم، مع غياب منصات التواصل، وقلة البطولات والفعاليات التخصصية، لكنها الآن ستكون حلقة مُرهقة وغير مُجدية مع وجود عشرات مدارس كرة القدم والأكاديميات، إلى جانب ولادة الأندية الجديدة في مُختلف المحافظات.
هي بطولة لن تحظى بمتابعة إعلامية ولا جماهيرية وستُعيق عملية تحضير الأندية والمنتخبات، خاصة وأنها تعتمد على لاعبي الأندية والمنتخبات الوطنية ذاتهم وأيضاً سَتُؤثر سلباً في عملية تأهيل أرضيات الملاعب وتكلف المزيد من المال، ويقيناً ومن وجهة نظرنا أنَّ إعادة الحياة لجسد البطولة، في هذا الظرف وهذه الكيفية هي فقط لإعطاء حيز من العمل الجديد للاتحادات الفرعية، سوى ذلك لا نجد في ظل زحمة الاستحقاقات والمشاركات والفعاليات أنَّ هناك غايات أخرى وإن سعى من سعى لتقديم موجبات غير واقعية لإطلاق البطولة.
هناك من وضع على طاولة النقاش أسباب إعادة البطولة، هو أنها ستُعاود من جديد مهمتها في إظهار المواهب الجديدة، التي يُمكن أن تكون سلاحاً فنياً تستعين به الأندية والمنتخبات الوطنية، إلا أنَّ التمعن في تفاصيل هذه الرؤية يضعنا في قلب الاستغراب، ذلك أنَّ المدربين، الذين يتصدون لقيادة منتخبات المحافظات شرعوا في تحضيراتهم اعتماداً على ذات الأسماء، التي تلعب ضمن الأندية الممتازة وهذه الخطوة تدحض الدوافع، التي يقدمها البعض على أنها الحلقة الأهم، التي تُؤطر قرار إحياء البطولة، كما أن انطلاقتها في هذه الفاصلة الزمنية تبعد تشكيلات فرق الأندية عن الخضوع إلى الراحة الإيجابية وبالتالي سَتُشكل فواصلها من وحدات تدريبية ومباريات عامل إرهاق ربما تلحق الإصابات بنجوم صرفت عليهم الأندية مبالغ كبيرة.
نعم نُريد إحياء مثل هكذا بطولات لأننا نُؤمن أنه يمكن أن نحقق من خلال إقامتها عديد الغايات والأهداف، ولكن وفق رؤية مُغايرة وفي إطر إيجابية وضمن معايير أداء مهنية ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا من خلال وضع سياسة خاصة لتنفيذ الأهداف تعتمد في فلسفتها على حصر المشاركة مع منتخبات المحافظات بلاعبي فرق أندية الدرجتين الثانية والثالثة والأكاديميات والمدارس المُنتشرة في كل محافظة وهنا سنتمكن حقاً من إصابة الغايات المنشودة، في العثور على المواهب وتقديمها لملاعبنا، عدا ذلك فان تنفيذ البطولة اعتماداً على ما هي عليه لن يضع أهدافنا نصب مُرادها ولن نحصد من بطولة الجمهورية سوى الصرف وقتل الوقت والإصابات، التي ستلحق باللاعبين، وهذا ما جعل عديد الأسماء سواء التدريبية أو اللاعبين الى الاعتذار عن قبول دعوة المشاركة لأنهم أدركوا أنها لن تأتي بجديد ولن تذهب سهامها صوب أهدافها المرجوة.