بغداد: حيدر الجابر
مَع اقتراب الانتخابات المحلية المقررة في كانون الأول المقبل، بدأت عملية الاستعداد والتحشيد الحزبي باضطراد، خوفاً من انخفاض الإقبال على صناديق الانتخابات، وهو ما دفع عدداً من المختصين إلى طرح عدة بدائل لتشجيع الناخب على المشاركة.
واقترح مختصون بالشأن الانتخابي الاعتماد على التصويت البريدي، وهو تصويت في الانتخابات يتم عن طريق توزيع أوراق الاقتراع على الناخبين وإعادة إرسالها عبر البريد، ويختلف عن تصويت الناخبين شخصياً في مراكز الاقتراع، أو إلكترونياً عبر نظام التصويت الإلكتروني.
ويؤكد الأكاديمي والباحث بالشأن الانتخابي د. عبد العزيز العيساوي، أهمية هذا النوع من التصويت، والذي يساعد المرضى وكبار السن في الإدلاء بأصواتهم، إضافة إلى وجود قدر أكبر من الشفافية. وقال العيساوي لـ"الصباح": إن "أسباباً عديدة دفعت بعض الدول لاعتماد التصويت البريدي، من بينها فسح المجال أمام ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والمرضى للتصويت"، وأضاف "أدى التصويت البريدي إلى رفع نسبة المشاركة في الدول التي طبق فيها"، وتابع: "تختلف تسمية التصويت عبر البريد من دولة إلى أخرى، إذ يطلق عليه أحياناً التصويت عن بعد، وأحياناً أخرى يسمى التصويت الغيابي".
وأكد، أن "حالات التزوير التي رافقت التصويت عبر البريد في الولايات المتحدة وسويسرا وكندا ودول أخرى كانت على نطاق محدود"، ولفت إلى أن "الولايات المتحدة الأميركية هي أول من طبق التصويت عبر البريد بعدما لجأت إليه على سبيل الاضطرار خلال الحرب الأهلية من أجل السماح لعناصر الجيش بالتصويت بعد أن منعتهم الظروف من الوصول إلى مراكز الاقتراع، وبعد ذلك سمحت القوانين الأميركية بالتصويت عبر البريد الذي بلغ ذروته خلال جائحة كورونا التي شهدت إجراء الانتخابات الرئاسية عام 2020".
ونبّه العيساوي، إلى أنه "لا يمكن إجراء هذا النوع من التصويت من دون وجود تعداد للسكان يؤدي إلى تحديد أعداد الفئات التي يمكن شمولها بالتصويت البريدي"، وأشار إلى أنه "يمكن للدول حديثة العهد بالتصويت البريدي تطبيقه أولاً على فئات محددة مثل المرضى والراقدين في المستشفيات وذوي الإعاقة والسجناء من أجل رفع نسبة المشاركة، وكذلك لتخليص هذه الفئات من الحرج الذي يمكن أن يتعرضوا له إذا صوتوا بمساعدة آخرين، إذ إن المرضى وذوي الإعاقة مثلا قد يحتاجون إلى من يوصلهم إلى مراكز الاقتراع في يوم التصويت وهذا الأمر قد يؤثر في خياراتهم".
ولا توجد آلية التصويت البريدي ضمن برنامج المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وقد تم تفعيل الفرق الجوالة التي تتوجه إلى الناخبين في محل سكناهم لإجراء عملية تحديث البيانات.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الانتخابات جمانة الغلاي لـ"الصباح": إن "لدى مفوضية الانتخابات 1079 مركز تسجيل، فضلاً عن 1800 فرقة جوالة تصل إلى الناخبين في كل مكان، ولا سيما المناطق النائية"، وبينت أن "هذه الفرق تستهدف كبار السن والمعاقين".
وأضافت، أن "مفوضية الانتخابات سيّرت الفرق الجوالة لغرض الوصول إلى الناخبين في مؤسسات الدولة وكل من لم يستطع الوصول لمركز الانتخابات وتسلم البطاقة البايومترية أو تحديث بياناته"، مؤكدة أن "إجمالي المحدثين حتى 13 تموز الماضي بلغ 336292 حالة تحديث للتصويت العام والخاص".
تحرير: محمد الأنصاري