أ.د. عماد مكلف البدران
لا يمكن أن نعطي للمنحرف سلوان موميكا اكبر من حجمه مهما وصفناه بالكافر أو الملحد أو أي وصف آخر فهو واحد من عشرات تجاوزا على كتاب الله الكريم القرآن، الا أن ما يجعل حجمه ذا اهمية هو فعلته الشنيعة وتجاوزه على كتاب حجمه السموات والارض، كونه كتاب الخالق العظيم، لذلك اصبح لسلوان هذا الحجم والا فهو نكرة مغمور مهما حاولنا البحث في سيرته، لكن ما يهمنا ان تتحول مسألة حرق القرآن إلى ظاهرة وتشيع وتتكرر من نكرات وتافهين وامام مرأى ومسمع العالم بأسره في تحدٍ واضح لله عز وجل الذي بين لهؤلاء انه:
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) سورة الحجر الآية (9 )، فمهما حاول سيجد انه محفوظ في قلوب المؤمنين وفي ضمائرهم وهم مستعدون لان يفتدوه بأرواحهم اذ يكفي انه يمثل اسس المنظومة القيمية لإمة الاسلام ومهما حاول اعداؤه وصفه بكتاب الارهاب فشلوا ؛لان آيات الرحمة والتسامح والمودة اكثر واوضح مما يتصور هؤلاء،انما هم يدركون جيداً ان نفراً ضالاً محسوباً على الامة الاسلامية متطرفاً هو من روج لنصوص قرآنية عدّها المتصيدون تكفيرية اجرامية،ونحن نعرف وسلوان المنحرف وزمرته كذلك، ان التطرف الاسلامي هو صنيعة سياسية ارهابية غربية مثل صناعة القاعدة وداعش الذين حوروا النصوص واولوها لتصبح طيعة للمزاج المتطرف لكي ينفذوا اغراضهم،مثل ايجاد مقاومة اسلامية شرسة للتوسع السوفيتي في افغانستان عام 1979، اذ اسسوا القاعدة وأمدوها بالسلاح وكذلك فعلوا حينما ارادوا تفعيل الطائفية في العراق وادخال العراق في نفق مظلم هم وجيراننا الاشقاء الاعداء محيطنا النفعي كله ومن اراد تقزيم دورنا واسقاط هويتنا،والنوع الاخر من التحدي هو تحدي هؤلاء المنحرفين للامة الاسلامية واستفزاز مشاعر شعوبها ومحاولة ايصال رسالة ان ما تؤمنون به وتقدسونه وتتبركون به، اصبح بلا فائدة ولا قيمة في محاولة لإيجاد جيل يكفر بمبادئ السماء والرسالة المحمدية ليمنحوه ديناً جديداً وعقيدة جديدة،هي عقيدة المثلية والانحطاط ليصبح مطيعاً لحضارة الالحاد والانحلال الغربية التي كشرت عن انيابها عندما منحت إجازة حرق القرآن وتدنيسه وهنا نتكلم عن ظاهرة محمية بقوانين دول مثل السويد وغيرها تحت لافتة حريات فهل لقوانين مثل هذه الدول صفة الفرض القسري على الشعوب وقيمها ؟!
وهل قوانينهم تجيز الإهانة وتحدي مشاعر الناس ودياناتهم؟
ام هي فرصة لإشعال نار الفتنة وإذكاء الصراعات مع وجود اصطفاف دولي جديد بدأ يظهر جلياً ما ان اندلعت الحرب الروسية الاوكرانية، فلا اعرف ولا اكاد اتصور اي حماقة يرتكبها الغرب حينما يسمح بانتشار ظاهرة حرق القرآن واعلام الدول امام سفاراتها، فهل يريدون ان يصطف المسلمون إلى جانب روسيا التي عبرت عن ادانتها ورفضها لمثل هكذا
افعال؟
بل اعرب رئيسها بوتين عن احترامه للقرآن، ربما هناك مدرسة نفسية جديدة بدأ يعتنقها الغرب واراد ان يمنحها المسوغ والغطاء القانوني، وهي تسفيه قيم الناس وتدمير معتقداتهم حتى لا يوجد في بلادنا الجندي العقائدي الصلب الذي يدافع عن بلده وهويته امام تهرؤ جبهة الغرب،اذ تحولوا إلى ملحدين متميعين في مجتمع ميمي، وقد اثبتت الحرب مع روسيا صحة هذا التصور اذ بدأوا يخشون المواجهة وجهاً لوجه واعتمدوا على التكنلوجيا فقد بدا مجتمعهم خاوياً من القيم عكس مجتمع الاسلام، ولذلك يشجعون الظاهرة السلوانية من اجل كسر عزة المسلمين وهيبتهم في رعاية واضحة قانونية واعلامية
وسياسية.