{الإقامة} و{معادلة الشهادة} تنغِّصان الدراسة العليا في لبنان وإيران

العراق 2023/08/06
...

 بغداد: حيدر العذاري ومهند عبد الوهاب


لا يزال ملف طلبة الدراسات العليا في إيران ولبنان يكتنفه الكثير من العراقيل من ناحية بطء إكمال الوثائق الدراسية وتوفير الفيزا وإجراءات الإقامة المطلوبة في ظل ضعف الخطوات التي تقوم بها الملحقيات الثقافية لإنهاء معاناة الطلبة.   

وبعد ان ضاقت بهم السبل بسبب قلة المقاعد المخصصة للدراسات العليا داخل البلاد، واعتماد شرط النجاح لحجز مقعد في الماجستير والدكتوراه، وصعوبة استحصال موافقات الدراسة بالنسبة للموظفين، لجأ الكثير من الطلبة إلى خيار الدارسة في الخارج خلال المدة الماضية. 

وتشير الإحصائيات إلى وجود 60 ألف طالب يدرسون في الجامعات الإيرانية، وأكثر من 13 ألف طالب في لبنان.

لفيف من طلبة جامعة الأديان والمذاهب في إيران، أوضحوا في حديث لـ"الصباح": أن هناك مشكلات بين الجامعة ووزارة العلوم الإيرانية انعكست على الطلبة، حيث لم يتم حتى الآن إصدار (فيزا) دراسية لمئات الطلبة والقبول النهائي إلى آلاف منهم.

واضافوا أن موافقات الإقامة تتطلب وقتاً يتجاوز الأسبوعين، أما موافقات الخروج الاعتيادي والقطعي فتتطلب أسبوعاً، أي يضطر الطلبة إلى قضاء هذه المدد لحين إكمال مستلزمات الإقامة، على الرغم من صعوبة الحصول على الإجازات من الدوائر لاسيما بالنسبة للموظفين.         

ولفتوا إلى أن دور الملحقية الثقافية في طهران لا يزال دون مستوى الطموح على الرغم من المشكلات العديدة التي يواجهها الطلبة. 

من جهتهم، أكد طلبة دارسون في الجامعة اللبنانية لـ"الصباح": أن وزارة التربية والتعليم اللبنانية لا تزال لغاية الآن تعرقل ملفاتنا الخاصة بمعادلة الشهادات الدراسية، في ظل أجواء مليئة بالإجراءات الروتينية والتعقيدية، مشيرين إلى أن السفارة العراقية في بيروت لم تحرّك ساكناً بهذا الشأن.

وتابعوا أنه بين مدة وأخرى تصدر من الوزارة اللبنانية تعليمات جديدة كان آخرها حركة المرور وهو إجراء تتخذه السلطات اللبنانية لايخص الدراسة لا من قريب ولا بعيد.    

وانتشر في آذار الماضي، مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر اعتداء عدد من عناصر قوى الأمن الداخلي وموظّفي وزارة التّربية والتّعليم العالي اللبنانية، على مجموعة من الطلبة العراقيين وطردهم لاحقاً، ذلك أثناء وقوف الطلاب في طابور أمام شباك المراجعة، بانتظار الحصول على شهاداتهم المُنجزة ومتابعة أمورها، فضلاً عن معادلتها في لبنان، حيث أثار هذا الفيديو حفيظة روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، ووصلـت أصداؤه لاحقاً إلى العراق، ما أدّى إلى تدخل رسمي لبناني وعراقي.

بدوره، عزا نائب رئيس لجنة التعليم النيابية الدكتور ياسين العيثاوي، سبب تأخر إصدار الوثائق وتصديقها بالنسبة للطلبة العراقيين الدارسين خارج البلاد، إلى الأعداد الهائلة في بعض الدول التي لاتتناسب مع حجم الموظفين في الملحقيات الثقافية. 

وأوضح العيثاوي خلال حديثه لـ"الصباح": أن لجنة التعليم النيابية تتابع بشكل مستمر عمل الملحقيات خارج البلاد والتنسيق المتواصل مع وزارات التعليم العالي في تلك الدول بغية تسهيل عملية إصدار الوثائق للطلبة وإكمال مسيرتهم العلمية.

واشار إلى أن تصنيف الجامعات خارج البلاد ومدى الاعتراف بها ضمن دليل الابتعاث للجامعات الأجنبية يعتمدان على معايير عدة أبرزها أن تقع الجامعة ضمن الـ  1500 جامعة في تصنيف التايمز، والـ 1000 جامعة ضمن تصنيف QS، إلى جانب الرصانة العملية لكل جامعة حتى تدخل ضمن دليل الاعتراف في الجامعات الأجنبية.