{تظليل} الرأي العام

آراء 2023/08/07
...

حمزة مصطفى

لا يختلف "تظليل" زجاج السيارات، الفارهة، الفايخة، لمن يدفع أكثر عن " تضليل" الرأي العام.
نمر الآن بلا شك في مرحلة "التظليل والتضليل" معا.
والأخيرة من "ضلال" عمنا أبو حامد الغزالي، الذي بحث لضلاله عن منقذ في كتابه المعروف "المنقذ من الضلال". لا أعرف إن كان "لقى"المنقذ أم لم "يلقاه" بعد؟
الإجابة عند أستاذ الفلسفة الدكتور طه جزاع. من عصر السلاجقة حتى عصر الفاشنستات والبلوغرات تنوعت صيغ التظليل والتضليل، حتى تزامنت مع "جام" السيارات الفارهة، ومعها بيع الأرقام المتميزة، والتي باتت في "ظل" لا "ضل" إحذروا التقليد في عصر المساواة تفرضها متوالية السوق "بين البايع والمشتري يفتح الله". تزامنت مع القصة أيضا وشغلت الرأي العام قيام أحد البلوغرات باستخدام "النعال" ضد أحد ضباط المرور. ملاحظة "قبل ما تفوتني" ظهر النعال في المقطع الفيديوي غير "مظلل" مع وعيد صارم بالاستناد إلى "الخلفية" التاريخية للموضوع بأنها سوف "تكعده يم خواته".
 قصة التظليل وبيع الأرقام كتب عنها الزميل عبد الهادي مهودر هنا في "الصباح" مقالا جميلا تحت عنوان "المواطن المميز.. المواطن العادي". لن أضيف جديدا إلى ماكتبه الزميل بشأن قصة التمييز واللا تمييز في عالم التثريد والتحفيز. والتحفيز والتثريد خير من يستخدمها سجعا صائدا بجعا أستاذ الإعلام الدكتور كاظم المقدادي، لا سيما عندما "يتسلطن" باثا شكواه لتمثال من شمع عسى أن يسمع الشكوى ويستجيب، متسائلا دوما هل من مجيب؟ نعم هل من مجيب لمطالب تبدو مشروعة في وطن بات رأيه العام تحفزه فاشنسته، وتثرد "بنص لكنه" بلوغر. عندها يهب القوم شاهرين سيوفهم ناجدين مستنجدين لمن تصرخ "وا.. فلاناه"
لا يحتاج الأمر هنا إلى استدعاء أبي تمام حيث واقعة الحارثية، فالسيف في زمن التظليل والتضليل لم يعد "أصدق أنباء من الكتب"، كما لم يعد في حده الحد "بين الجد واللعب"، بل وحتى البطيخ الذي مر مؤخرا يومه العالمي بهدوء. مع ذلك لنعترف فقد تاهت علينا "السالفة"، في زمن التضليل والتظليل إن كان في حارثية بغداد، حيث الفيديو يوثّق لحظة "النعال"، التي توقف عندها الزمن للحظات موثقا حدثا أخذ طريقه إلى القضاء، إلى "أم قصر" التي أعاد الرأي العام فيها أحداث التاريخ لمن باع ولمن اشترى منذ عهد نوري السعيد إلى اليوم، مرورا بقرار مجلس الأمن 833 وما سبقه وما تلاه من أحداث ووقائع.
على كلا الوترين لعب الرأي العام لعبته المفضلة في صناعة التوجهات وصياغة حدود المسافات وردم الفجوات وفتح الثغرات وسد الذرائع والهفوات بين تاريخ من وقائع وحروب ومآس، وبين إغراءات ومغريات ترسمها إبتسامات على شفاه البلوغرات والفاشنستات دون أن تظهر الحقيقة كاملة، أو حتى نصف كاملة، إن كانت في واقعة النعال، أم واقعة ترسيم الحدود الطوال. فالحقيقة دائما هي الضحية طالما باتت صناعة المفردات والمصطلحات أسهل من أية بضاعة صينية تغزو أسواقنا المحلية الجائعة دوما لكل نطيحة ومتردية. الخلاصة.. ماذا إستنتجنا مما حصل؟ لا شيء. سرعان ما طمرنا الواقعتين في قعر الاهتمامات، بعد أن حولناهما "ترند" وهميا في مخيلتنا القادرة دوما على صناعة تمثال التمر، الذي نعبده في تويتر ونكفر به في الفيسبوك. لم يكن همنا "التظليل" أو "التضليل" طالما أن العزاء الذي نلطم به مظلل مرة ومضلل مرة أخرى. على أية حال.. سلموا لي على نوري السعيد بمناسبة الحدود، وعلى "شهد".. بدون
مناسبة.