حراسات المدارس الحكوميَّة

آراء 2023/08/07
...







 حسين علي الحمداني

قبل أيام قليلة سُرقت إحدى المدارس وهي ظاهرة تحدث بين الحين والآخر في العديد من المدارس خاصة في العطلة الصيفية، حينها سألت أين كان حارس المدرسة؟ كان الجواب لا يوجد فيها حارس، ولم يتم تعيين بديلا عن بعد إحالته على التقاعد.
والأمر هذا موجود في عدد كبير من مدارس العراق، التي تعاني من نقص حاد في الحراس الليليين وأيضا في موظفي الخدمات، الذين يتناقص عددهم شهرا بعد آخر بسبب بلوغهم السن القانونية أولا، وثانيا بعضهم يحيل نفسه للتقاعد ويأخذ الحد ألأدنى من الراتب التقاعدي الذي يساوي ما يتقاضاه في الخدمة والبالغ 500 ألف دينار، وهو الأمر الذي يشجع الكثيرين على التقاعد المبكر جدا، والانخراط في العمل الحر من جهة، ومن جهة ثانية التخلص من مسؤولية حراسة بنايات مدرسية بدون سلاح، حيث تم سحب جميع الأسلحة منهم.
هذه الحالة تستوجب إيجاد الحلول لبنايات المدارس، التي تظل بدون حراسة ليلية على الأقل إذا ما افترضنا أن حراستها نهارا تقع على عاتق موظفي الخدمات في العطل، ودوام المدارس فيها في أشهر السنة الدراسية، لكن المشكلة هنا في الحراسات الليلية، والحراسة ليلا ليست من واجبات مدير المدرسة أو موظفي الخدمة، لهذا تترك المدارس بدون حراسة ووزارة التربية يفترض بها تعيين حراس، بدلا عن الذين يحالون للتقاعد، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ سنوات عديدة ما ترك المدارس عرضة للسرقة. وهنا نجد في حالة عدم قدرة وزارة التربية على تعيين حراس يتوجب عليها التنسيق مع وزارة الداخلية، لتوفير الحراسات لهذه المدارس خاصة وإن عناصر الشرطة المحلية موجودين في مراكز الأقضية والقرى القريبة منها والبعيدة وأحيانا نقاطهم قريبة من المدارس أو بجوارها، لكنهم غير مسؤولين عن حمايتها أو حراستها لكونهم غير مكلفين بهذا.
أعداد عناصر الشرطة كافية جدا لتغطية المدارس، بدليل في موسم الانتخابات يخصص عددا كبيرا جدا من الشرطة، لكل بناية مركز انتخابي وكل مدارس العراق هي مراكز انتخابية، وبالتالي يمكن تخصص حراسات للمدارس بشكل رسمي ودائم، من أجل الحفاظ على المال العام.