محطات لتحلية مياه الخليج في البصرة

العراق 2023/08/07
...

 بغداد: نافع الناجي

رهنت الإدارة المحلية في محافظة البصرة المباشرة بتنفيذ محطات تحلية مياه الخليج بإطلاق موازنة المحافظة للعام الحالي.
وخول مجلس الوزراء مؤخرا محافظة البصرة تنفيذ مشروع إنشاء محطة تحلية الفاو بعد نقله من وزارة الإسكان والإعمار والبلديات، وجاء هذا القرار بهدف مواجهة أزمة شح المياه، ومن أجل الإسراع في إنشاء محطة تحلية مياه البحر في محافظة البصرة، استناداً إلى أحكام المادة (2) من قانون الموازنة العامة الاتحادية لعام 2023.
ويتناقص مستوى نهري دجلة والفرات في كل عام، كما أن نسب المدّ الملحي وفق الخرائط المعلنة بدأت ترتفع مع دخول فصل الصيف مع تنامي الشح والجفاف، الأمر الذي جعل الحكومة المحلية تعيد إطلاق التحذيرات من مغبة إهمال إقامة المشروع.
وقال محافظ البصرة أسعد العيداني لـ"الصباح": إن خطة المحافظة تتضمن إنشاء محطات تصفية في شمال البصرة، وكذلك محطات تحلية بالنسبة لقضاء الفاو وأبي الخصيب وناحية صفوان.
وأضاف أن هذه المشاريع سيتم الشروع بتنفيذها فور إطلاق موازنة المحافظة، مؤكدا التركيز على مشروع تحلية مياه البحر لمحافظة البصرة، فضلاً عن المشاريع الأخرى الخدمية للمحافظة التي تشمل بموجب خطة مبرمجة جميع الأقضية والنواحي.
وتشير دراسات ستراتيجية إلى أن العراق مهدد بفقدان 10 مليارات متر مكعب من مياه دجلة والفرات خلال العام 2035، جراء تكرار مواسم قلة الأمطار وبناء السدود من قبل دول الجوار، الأمر الذي جعل الحكومة تطالب بتدخل دولي لضمان الأمن المائي، أما المراقبون فيرون أهمية الذهاب إلى البحر لتعويض أزمة مياه خطيرة ستتجرع قسوتها محافظات الجنوب مستقبلا.
بدوره، قال الخبير في شؤون المياه علي حسين فرحان لـ"الصباح": إن هناك مشروعا لتحلية مياه البحر في محافظة البصرة لا يزال مدار البحث، ويوفر احتياطيات مستقبلية لقلة إطلاقات المياه من نهري دجلة والفرات.
وحذر خبراء في المجال البيئي من تأثيرات انخفاض مناسيب المياه في الحياة في البصرة والمحافظات الجنوبية بما فيها مسطحات الأهوار التي تعيش جفافاً شديداً، موضحين أن أزمة المد الملحي كانت تنشأ في السابق خلال ذروة فصل الصيف فقط، بينما حاليا باتت تنسحب على أغلب الأشهر نتيجة قلة مياه دجلة والفرات، وحذروا من تكرار أزمة 2018 خلال هذا الصيف.
وأظهرت دراسات أن المحافظات الجنوبية خسرت أكثر من 50 بالمئة من حصتها ضمن نهري دجلة والفرات، وهي مرشحة لخسارة المتبقي خلال الأعوام المقبلة.

تحرير: علي موفق