رواية «الزعيم»

ثقافة 2023/08/08
...

  نوارة محمد


يعد الروائي العراقي علي بدر واحدا من أهم الروائيين العرب المعاصرين، وهو إن اختار فاختار لنفسه أن يواكب ما بعد الحداثة في السرديات. 

عرفه العالم في المشهد الروائي في روايته (بابا سارتر) التي تُرجمت إلى لغات عديدة.

كأغلب أعماله ونال شهرته الواسعة في أوروبا حيثُ يقيم. 

وحصل على جوائز عديدة أبرزها جائزة الدولة للآداب في العراق، جائزة الرواية في تونس، جائزة ابن بطوطة في الإمارات، جائزة الكتاب الأجنبي في فرنسا. 

يتحدث بدر لـ(الصباح) عن آخر أعماله التي ستصدر قريباً:

  “عملي القادم والذي سيصدر هذا العام هو رواية “الزعيم”.

تتناول هذه الرواية حياة الزعيم عبد الكريم قاسم منذ ولادته في العام 1914 والى مقتله في العام 1963 بانقلاب عسكري. 

هل هي رواية تاريخية؟ نعم ولا. 

فهي رواية تاريخية من كونها تقوم بإعادة ترميم التاريخ، وهي ليست تاريخية لأنها تنفلت من الاعتماد على الوثيقة التاريخية وحدها.

لقد جعلتها تتجاوز الوثيقة نحو قراءة العصر من العام 1914 إلى العام 1963، الحركات الأدبية العالمية مثل الدادائية، السريالية، البتنغز، لا يمكن أن تحدث احداث كبرى في العالم ولا تؤثر في العراق. ومن ثم تناولت الحركات الاجتماعية الهيبز والانارشيك، الموضة، الكوكا كولا، أغاني البيتلز، حركة الشعر الحر في العراق، جواد سليم. لقد اعتمدت هنا الطريقة التي تسمى بالفرنسية ريكونستسيون “ترميم التاريخ”، لتسير الرواية بثلاثة خطوط:

 حياة الزعيم بكل أحداثها المضطربة منذ ولادته حتى مقتله.  وبعدها الأحداث الكبرى: تاريخ الدولة الوطنية، الملوك الثلاثة الذين حكموا العراق، نوري السعيد وسياساته، تأثير الناصرية على الوضع السياسي ونشأة الأحزاب القومية. 

والخط الثالث هو التاريخ العالمي، الثورة البلشفية، عقيدة آيزنهاور، مقدار تأثير التاريخ العالمي على التاريخ الوطني، وبعدها مقدار تأثير التاريخ الوطني على الأفراد وعلى حياتهم الخاصة. وجربت أسلوبا جديدا كي لا يبدو الرواي مثل المؤرخ جعلت الشخصيات هي التي تتحدث بضمير الأنا، والواقعة ذاتها أحيانا تروى بأكثر من وجهة نظر. 

هذه الرواية هي تجريب جديد في نمط كتابة الرواية التاريخية، ومن المفترض أن تكون حلقة في سلسلة من الروايات، التي تتناول تاريخ المنطقة وتاريخ العراق”.