نساء وحكايا

ثقافة 2023/08/08
...

 إسماعيل إبراهيم عبد


يحاول عقيل اكرام في مجموعته القصصية (نساءوحكايا) الصادرة حديثاً عن دار لازورد في بغداد ولاهاي. إيصال رسالة مفادها: «أن القص لغة تواصل أصيل» لن يتوقف على المتعة فقط، بل يتعداها إلى النفع الاجتماعي والثقافي، وإذ ينوع مصادر فعله القصصي مبتعداً عن الذاتية والنمطية، فهو يرسم مساراً خاصاً به، خاصة على الصعيد الفني و(التيمي). 

تلك الرسالة ميزتها الأهم برأينا، قدرتها على التواصل المعرفي عبر ثلاثة مستويات، وهي: (المعرفة، الفضيلة، الفنية). يتعلق المستوى الأول (المعرفة) بالحقائق العلمية والنفسانية في المجموعة. أما الفضيلة، فهي ما يجعل المعرفة منحازة إلى التعقل البشري، عبر لغة سرد متسقة دلالياً، بمعنى أن الرسالة تتحول إلى قيمة ثقافية. ويتجلى المستوى (الفني) في اللغة والحوار والسرد، والنهايات غير المتوقعة التي تنتهي بها أغلب القصص، كمحصلة أخيرة في مساحة القص.

في مجموعة (نساء وحكايا) سيلمس القارئ التضافر بين ما هو بيئي جامد، وبيئي عاقل، بالاستناد إلى الفعل القصصي من خلال لغة بسيطة فيها من التلميح أكثر من التصريح، بينما الدلائل الملموسة ظاهرياً، هي أقل من تلك المضمرة.

     أود الإشارة هنا إلى أن الكاتب عبر تتابع قصصه يخطو بالمتلقي حثيثاً نحو ضفاف حياة نعيش تفاصيلها اليومية في أيامنا. ضمت المجموعة ست وثلاثين قصة قصيرة تنوعت بين العام والخاص في النظرة صوب أحداث رسم خطوطها القاص بين دفتي مجموعته.  

جاءت المجموعة بعد (سوسم أوغاريت) 2008 الصادرة عن مطبعة صلاح زنكنة في بغداد، و(رسائل حب في بيت بغدادي) 2021 و(للذكر حظ الأنثيين) 2023 الصادرتين عن دار أروقة للدراسات والترجمة والنشر في القاهرة.  تقع المجموعة بـ 119 صفحة من القطع الوسط.