نسيانُ الحكومات يُغيِّبُ البُنى التحتيَّة للثقافة

ثقافة 2023/08/10
...

  استطلاع: صلاح حسن السيلاوي 

السماوة والديوانية جارتان، لا تختلفان الا في انتمائهما الجغرافي، فإحداهما من الجنوب والأخرى من الفرات الأوسط، تتشابهان في الحاجة الى البنى التحتيّة، وتفتقران الى المشاريع الحيويَّة والاستثماريَّة المهمة.أما المشهد الثقافي، فتحمل راياته نخبة مضيئة من أبناء الإبداع هناك، في ظل نسيان الحكومات المتعاقبة لحاجات المجتمع الابداعيَّة، نسيان مريرٌ حط على أزقة الحياة بغباره الخانق، فخرّب لمعانها، ولكنه لم يستطع الوصول إلى جوهرها، ذلك الجوهر الذي ينبع منه المبدعون كالأنهار الصافية، لهذا تتصاعد أسماؤهم كالأغصان حتى تلامس قلوب النجوم وتتدلى ثمارهم في السماء.

عن الإبداع في المثنى والقادسية، عن يومياته ومساره العام، تساءلت في حضرة نخبة من مثقفي المدينتين، عن فاعليته وأثره؟ عن خصائصه ومميزاته؟ ماذا يحتاج من مشاريع على مستوى النوع والكم؟ هل تمتلك المدينتان بنى تحتيّة ثقافيّة، كمسارح ودور عرض سينما، وما إلى ذلك؟ ما أهمية الدعم المادي والمعنوي المقدم لهما من الدولة ومؤسساتها المتنوعة؟ ما الذي يقترحه مثقفوها لإغناء واقعهما الإبداعي والمعرفي؟.


 حالة من الاغتراب الثقافي 

رئيس اتحاد أدباء المثنى الناقد الدكتور عزيز الموسوي يرى أن السَماوة تعيش بوصفها مدينةً، حالةً من الاغتراب الثقافي، جعلتها الأخت الغريبة بين مدن هذه البلاد، حالة من الثقافة المترددة والمرتابة والثابتة، غير المندمجة في ثقافة البلاد التي تنتمي إليها، فهي الأخت البعيدة كذلك، ومردُّ ذلك حسب الموسوي إلى بنية جغرافية واجتماعية قديمة، ما استطاعت إدارة البلاد من تمدينها في عقود عمر هذه المدينة الطويلة، بنية بدويّة وريفيّة وبلدة صغيرة، ووحدات إداريّة تقترب من التقسيم القبائلي أكثر من اقترابها الى التقسيم الحديث للبلدان.

وأضاف موضحا: بنية اجتماعية تعيش في سرديات تاريخيّة وبطوليّة ودينيّة معينة، تمنعها من الاستسلام للحداثة والتغيير، وتثبّتها في الماضي، انتج المجتمع فيها أدباً تقليديّاً، يعيد الثقافة القديمة بأدوات فقيرة في الفن والإبداع، بمرجعيات تراثيّة، كان هذا من مطلع القرن العشرين إلى ربعه الأخير، لم تفلح هذه الكتابة في صناعة ثقافة جديدة متفوقة، ولا إنسان جديد يثق بمفاهيم الحياة الحديثة.

 وفي عصر السماوة الحديث، تواجه مشكلات كبيرة في الثقافة، من تجلياتها غياب التقاليد الثقافيّة، فلا معايير للجيد والجميل والمهم، ولا تقاليد مستقرة في الثقافة، الشعبي يربو على النخبوي، وانشغال كبير بما هو شعبي وغيبي وأسطوري، والمركزيات تتداخل، والخطابات الثقافيّة مضطربة، كذلك من مشكلاتها غياب المشاريع الواضحة المستمرة، التي تضع الاهداف العالية وترمي اليها، فلا مشاريع في ثقافة الناشئة وهويتهم الانسانية والوطنية والجمالية، ولا مشاريع في الفرادة والاختلاف في بعض بيئات السماوة الثقافيّة.

وقال أيضا: من مشكلاتها الكبيرة غياب البنية التحتيّة الثقافيّة غياباً تاماً، فلا قاعات عامة للناس، ولا مسارح ولا سينمات ولا دور للعرض والاحتفال والعمل الثقافي، من أمثلة ذلك عدم امتلاك اتحاد الأدباء في المدينة بناية خاصة به، ولا فضاءات عامة للحركة والتأمل والحوار، فالمدينة سوق كبير وشوارع، ومن مشكلاتها الكبيرة كذلك، غياب الشراكات الثقافيّة والمعرفيّة الواضحة، فالجامعات والمؤسسات التعليميّة والثقافيّة منفصلة انفصالاً تاماً عن المجتمع، غير فاعلة فيه، والإدارة العامة في المدينة غير معنية بالثقافة وبالإنسان وما إليه من مفاهيم وأعمال وأزمات.

في السَماوة حاجة ماسّة الى مشاريع في الثقافة تجعلها تنسجم في ثقافة البلاد، أعمال ومؤتمرات ومهرجانات تكرّس النزعات الوطنيّة والحداثيّة والانسانيّة، وإنجاز بنية تحتيّة حقيقيّة تتيح العمل والتفاعل والتنمية، وصناعة شراكات ثقافيّة حقيقيّة، بين جهات مهمومة بهموم الانسان وأزمته ونشأته وثقافته، وتوجه حكومي وإداري كبير لرعاية الثقافة وتطويرها ودعمها، بوعي عميق لقيمة الثقافة وأهميتها في المدينة والناس.


تشتّت وصراع وراثي

الشاعر عيَّال الظالمي يجد المشهد الثقافي في المثنى مشتتا نوعا ما، بعد أن هدمت بناية البيت الثقافي، لافتا إلى أن الهيئة الادارية في اتحاد أدباء المثنى تسعى وهو منهم لترميم ما أتلف عبر سنوات، حتى أنهم بدأوا الخروج الى الأقضية والنواحي لجلب الجمهور لاتحاد الأدباء لأنّه أصبح المتنفس الثقافي الوحيد في المحافظة، على حد وصفه.

وأضاف الظالمي مبيناً: المثنى محافظة تتميز بطابعها الملتزم بالموروث البيئي والشعبي، فضلا عن صراع وراثي بين قضاء السماوة والاقضية الاخرى، فلا يهتم ادباء قضاء السماوة كمركز محافظة، بالمبدعين بباقي المحافظة، لكن المحافظة غنية بالمبدعين في شتى مجالات الادب وتحتاج ليد المثقف الحقيقي.

يحتاج المشهد الثقافي في المثنى الى مهرجان مهم، واهتمام إعلامي ودعم حكومي، وتعاضد بين مؤسسات الابداع في المحافظة، واهم المشاريع، مثلا افتتاح المكتبة العامة، وتوفير بناية لمنظمات الابداع وللبيت الثقافي، لكي توجد قاعدة ثقافية وادبية لزرع التنافس الابداعي.

توجد في قضاء السماوة ما يقارب ست قاعات لها مسارح بالاضافة لقاعة الجامعة، وتمتلك الاقضية الرميثة والخضر قاعات ممكن ان تكون منصات ابداعية في هذا المجال، ولكنها لا تمتلك المال ولا التفكير الثقافي الجاد لان الحكومة المحلية قاصرة جدا في هذا الجانب، او خارج اهتماماتها قطعا، منذ سنة ونحن نوعد بمكان للمِّ الشمل لنقابات الابداع والكتابة، لا توجد سينما في المحافظة، ولكن توجد جهود سينمائية جبارة ومهرجان عالمي للافلام القصيرة تجدّ به وتقيمه رابطة (ثقافة) وهناك مهرجان لانواع اخرى من الافلام القصيرة والسماوة رائدة بجهود فنانيين مخلصين. وكان هناك مهرجان مسرحي خارج اهتمام الدولة وقدمت مسرحيات مائزة وبجهود فرديّة وخاصة الصرف المالي.

وقال الظالمي أيضا: لا يوجد دعم مادي ومعنوي من الدولة ومؤسساتها نهائياً ولا تدخل الثقافة ضمن أي مشروع على الرغم من ان كل مشاريع الاستثمار لها حصة ضمن قانون الاستثمار في العراق، بل قتلت الذائقة الجمالية بتحويل المتنزهات العامة الى مطاعم غالية، مما ادى الى انحسار اللون الاخضر في المدن وخاصة قضاء السماوة الاكثر سكانا.


يمكن للمشهد الثقافي في المثنى أن يتطور عبر المقترحات التالية:

1 - امتلاك مكان لكل نقابة او اتحاد وكذلك البيت الثقافي الحكومي، فعملية وجود مقر سوف يسهم بتفاعل وتواصل الادباء والمثقفين والجمهور.

2 - افتتاح المكتبة العامة، سيزيد أعداد القرّاء، وهذا يؤدي الى تطوير المجتمع عامة.

3 - دعم المديريات العامة كالتربية ومشاركة أنشطتها مع اتحاد الادباء ونقابة الفنانين في السماوة، لاكتشاف المواهب بين الطلبة.

4 - إلغاء استثمار القاعات الحكوميّة، فقد هجرت وغطاها التراب على الرغم من الأموال الضخمة التي صرفت على بنائها.

5 - الدعم المالي وهو عصب كل عمل فني او ادبي، فالحكومة بكل تراتبيتها لا تهتم بثقافة البلد، ما عدا مهرجانات قطريّة لكي لا تكون بمواجهة مع طبقة النخبة في المجتمع.


خالية من البنى التحتيَّة الثقافيَّة 

الناقد تحسين عباس، أشار بإجابته إلى بقاء السماوة كمملكة سومريّة جميلة على الرغم من الاهمال والتغاضي، لها طقوسها الأصيلة المتمثلة بانتمائها لوطنها حيث خرج من معطفها العشرات من مثقفي وأكاديمي العراق.

وأضاف عباس قائلا: هناك قول لشتراوس (إنَّ أهم اختراعين في العالم هما الكتابة والتدجين وباقي التطورات ما هي الا تنويع عن هذين الاختراعين الرائدين) فمن هذه الأرض انبثقت حروف النور في ليل التاريخ التي أنقذت البشريّة من الجهل والأميّة، هذا الاختراع الذي يستدعي استذكار ملحمة البحث عن الخلود، الملحمة التي نقشها على ألواح الطين كاهن أو شاعر وصارعت الطبيعة على مرِّ العصور لتحكي لنا رواية نشوء الأدب العالمي. 

لكن! ما يحزن المثقف في زماننا هذا، هو غياب الفاعلية من المشهد الثقافي في هذه المدينة الولّادة للمثقفين، فالغيابُ هذا لا يتحمل مسؤوليتهِ الفنان أو الأديب الا القليل لأنَّه ما زال يجاهد في إيصال رسالتِهِ من دون جدوى لأنَّ محاولاتِهِ باتت فرديّة ومن سعيه الخاص وعلى الرغم ذلك فقد تأسست فرقٌ مسرحية من الشباب تنهض بين الحين والآخر في عرض الأعمال الساخرة من المشهد الاجتماعي والسياسي فضلاً عن فوز أدبائها في المحافل المحليّة والعربيّة. 

وقال أيضا: السماوة كونها محافظة لم تخلُ من المؤسسات الحكوميّة التابعة لوزارة الثقافة ففيها (البيت الثقافي وبيت الأغنية الريفيّة ودار ثقافة الطفل) لكن، كل هذه المؤسسات لا بنايات لها على أرض الواقع ما عدا دار ثقافة الطفل، فإذا كان الفنان الموظف لا يملكُ مقراً لممارسة فنّه فكيف بالفنان الآخر؟! وبالرغم من ذلك فالبيت الثقافي مستمر بنشاطاتهِ بالتعاون كمقر مع البيت التراثي الذي هو ملكٌ خاص أباحهُ صاحبُه الأستاذ عبد اللطيف العيسى للثقافة السماويّة.  

فالمحافظة خالية من أيّ بُنى تحتيّة ثقافيّة وتكاد أن تكون هي الأسوأ على مدار الحكومات المتتابعة فالمنظمات الثقافية كنقابة الفنانين واتحاد الأدباء لا تملكُ مقراتٍ لها ومعظم النشاطات تقام في مقرات لمنظمات أخرى أو في البيت التراثي. 

فالثقافة السماوية عنوان للجهاد، فكيف ستكون لو توفرت لها أدنى حقوقها وهي المقار؟، كيف ستكون لو توفرت لها أموال تشجيعية بسيطة لإقامة المعارض التشكيلية والمسرحيات والمسابقات الأدبية؟.


فعاليات دون مستوى الطموح

رئيس اتحاد أدباء الديوانية، الباحث كامل داوود لفت إلى أنه وعلى الرغم من المحددات الاجتماعية والثقافية التي تهيمن على مزاج التلقي الثقافي التنويري في الديوانية، وابتعاد النخب المثقفة عن اداء دورها العضوي «باستعارة تعبير غرامشي» ، فإنّ المدينة تشهد نشاطات ثقافيّة لا بأس بها، تديرها مؤسسات حكوميّة مثل قصر الثقافة والفنون، بتقديمه نشاطات متنوعة، تمتد على العروض المسرحية وثقافة الاطفال والدورات الثقافية وما الى ذلك من الانشطة، وأشار داوود إلى وجود حراك ثقافي لمنظمات غير حكومية، إذ تدأب نقابة الفنانين على إقامة المعارض الفنيّة التشكيليّة والسينمائيّة، في الوقت ذاته يواصل اتحاد الأدباء والكتاب في الديوانية تنظيم الأماسي الثقافية بشكل أسبوعي مستمر، ثم استدرك قائلا: ولكن تبقى كل هذه الفعاليات الثقافية من دون مستوى الطموح، فالديوانية تمتلك طاقات إبداعيّة بشتى ضروب المعرفة، وجامعة عريقة ومهمة، يمكن للتعاون بين هذه المؤسسات أن يزيد المشهد الثقافي بريقا، ليس أقله مهرجان ثقافي سنوي بمستوى مهرجانات البصرة والموصل وغيرها من محافظات الوطن، وفي هذا الصدد، تقدم اتحاد الادباء بطلب اقامة مهرجان ثقافي سنوي باسم (مهرجان النفري) والكرة الآن في ملعب وزارة الثقافة «كما يقال» في الديوانية قاعتان ، يمكن ان تسد حاجة المسرح و المعارض الفنيّة، وحتى العروض السينمائيّة، لأنَّ دور السينما تحولت إلى مخازن ومحلات ومحطات للماء (الآرو)!!.

الحكومات المتعاقبة تنظر للثقافة التنويريّة شزرا، فهي عندهم تغريد خارج السرب، والمثقفون أقليّة لا وزن لهم في صندوق الاقتراع.

إذن نحن أمام اشكاليّة، طرفا هذه الإشكالية هما المثقف والحكومة، الطرف الأول يحجم عن تبني مشروعه الثقافي والوقوف بعيداً عن دوره الحقيقي، مستمتعاً «بأوهام النخبة» وحكومة مشغولة بالكثير من المشاغل إلّا الثقافة.


مسرح سبعيني وسينما للمخازن

الشاعر معن غالب سباح، أشار بإجابته إلى امتلاك المشهد الثقافي في الديوانية للفاعلية الكبيرة والتأثير الحقيقي في حياة المجتمع الديواني بدلالة المكانة المهمة التي يتمتع بها المثقف أديبا كان أو فنانا إذ إن المجتمع يترقب كل جديد من هذين الصنفين المبدعين.

وأضاف سبّاح بقوله: أما خصائص هذا المشهد فهي من وجهة نظري أن النفس الشعبي يطغى حتى على المنجز الذي يلبس الفصيح ثوباً لطرحه لإيمان المبدعين بجدوى إيصال الأفكار، الى أكبر شريحة من المجتمع هذا من جهة ومن جهة أخرى يتمثل فيها عطش الناس لما يبدعه المبدعون.

والمشهد الثقافي الديواني بحاجة إلى الدعم اللائق لتهيئة المؤسسات التي تحتضن النشاطات الثقافيّة والفنيّة وكما قيل أن الفن إنتاج فبلا هذا الدعم فإنّه يبقى حبيساً في الأوراق وفي صدور المبدعين.

والديوانية حالها حال أغلب المحافظات العراقية تفتقر الى البنى التحتيّة للثقافة ولمنجزها فلا يوجد فيها سوى مسرح قاعة الحرية الذي بني أواخر سبعينات القرن الماضي أما دور السينما فقد أصبحت مخازن للنشاط التجاري والاقتصادي، أما ما نراه من إبداع كبير ومنجزات فنيّة فهي نتاج لنشاط شخصي أو نقابي فلا يوجد أي دعم حكومي لها. بعد كل هذا اقترح تأسيس مجلس أعلى للثقافة وتكون له فروع في المحافظات ويكون مسدداً بميزانيات تليق بالثقافة العراقية ذات التاريخ

الناصع.


التحرّك داخل دائرة ضيقة 

الشاعر كاظم حميد الزيدي قال: ظل المشهد الثقافي في الديوانية منذ التغير حتى الآن يتحرك بدائرة ضيقة غير مدعومة من أي جهة سواء كانت حكوميّة أو غير حكوميّة، على نطاق النقابات والاتحادات والبيوتات الثقافية، متمثلة باتحاد الأدباء والكتاب في الديوانية، ونقابة الفنانين، والقصر الثقافي في الديوانية، وإذاعة الديوانية ففضلا عن عملها الإعلامي نجدها داعماً كبيراً للثقافة من خلال يومين في الأسبوع. على مستوى ضيق لا يتفاعل الجمهور معه كثيرا، ولولا هذه النشاطات لتصحّرت الديوانية ثقافياً.

وأضاف قائلا: أما خصائص ومميزات هذا النشاط فهو أدبي ومسرحي، ومحاولات للخوض في مواضيع تتطرق لعملية بناء الدولة وتعريف الجمهور ببعض النواحي الثقافيّة للتفاعل مع السياسة وبناء الدولة والمجتمع. 

وبالطبع لتحريك المشهد الثقافي ببنورامية عالية تحتاج الديوانية كغيرها من المحافظات الى بنى ثقافية تفتقر اليها في الوقت الحاضر، منها مثلا مقر لاتحاد أدبائها، مسارح، سينمات، دور عرض موسيقية، دار عرض للفنون التشكيلية، والأكثر من هذا هو تغير المناهج التعليميّة على مستوياتها المختلفة لتعريف الطلاب بالثقافة والادب، فضلا عن الدعم المالي لكل العاملين بهذا القطاع المهم الذي يبرز معالم الدولة ثقافيّاً وحضاريّاً. ولا يتم كل هذا إلّا بردم الفجوة بين الحكومة وشريحة الأدباء والكتاب والفنانين، وذلك بالدعم غير المشروط حزبياً أو جهويّاً.. وفاتني أن أذكر أن السينما وهي من أوسع الأبواب للثقافة ميتة وتحتاج إلى الكثير لتعود الى

بداياتها العظيمة.