شكوك

ثقافة 2023/08/12
...

  خالد خشان


مرّ السُكارى، مرَ المرتزقة

الصيارفة ورجال الدين   مرّ

مرّت البلاد بكل حزنها

ووجوه غريبة عَبرَتْ

مثل كل مرة

وما أينعت سوى الشكوك

هل صافحتَ يداً أم مخلباً؟

سنوات

وطريق يديكِ الأمين.

***

الاحتفاء  بيدي: 

بعيداً عن خراب العاصمة

أتحدث

عن الأيام الهائلة في ارتباكها 

أتحدث

عن الحياة  تلك التي جُرت بحبال 

عاصفة وابتعدت

أتحدث

عن يدكَ التي كانت عصا جلواز

أتحدث

عن أولئك الذين يلمّعون أظلافهم ليل نهار

واحتفي وحدي

بيدي 

التي خرجت كاملة وغير ملوثة.

***


أنقاض البَرابِرة:

أيها المُرّ

باسمكَ   

وأنا وريثه

سأشير إلى صدأ وصل النخاع

أينما يكن قلبك

في أحواض "التيزاب"

أو في قبو مظلم أكلت الجرذان روحك

لم يبق غير أنقاض البرابرة.

***؛


لا صابئة في محلة الصابئة:

إلى/ نصر حنتوش  وفهد ورد

وأنت ترجع من دمك المسفوح مثل كل يوم

اياك أن تمر دونما ملامسة جدران البيوت وكأنك تصافحهم

اياك ان تنحني لئلا تنفرط أسماء أولئك المعلقين في روحك.

كل ما اعطاك المد، عاصفة معبأة تركض في روحك، أسمع دُويَّها، تطوف في دمك، ثمة أصابع تقطّر صدأً وافواهاً مشوهة كثر، تقف الآن على موتك، يتأملون ما آلت اليه أيديهم، لا أدعي أن البلاد تخنقنا واحداً واحداً، لم نكن مقفرين في يوم ما، تلك أيام خارجة من قيامة الله تلك سنوات البرابرة، لا عزاء لك، لا عزاء لي، لا أحد يمنحك جناحيه، كلّ منا يحمل شاهدة قبره، نحن ننحدر، 

ننحدر بشدة أيها المندائي، مربوطين بحبل سريّ إلى أحشاء تلك المدن الرثّة، مدن مهرولة خلف رائحة ضحاياها، حيث لا صابئة في محلة الصابئة بعد الآن، سوى غصة فوق ذكراهم.