كاظم الطائي
حينما كان المدرب أحمد صلاح ينادي للملا أن مشاركة نادي الشرطة لن تكون عابرة في بطولة الأندية العربية كاس الملك سلمان في نسختها الحالية وسيعود للبلد مرفوع الرأس ولن يرتضي بمراكز ذيل الترتيب والوسط كان صوته لا يكاد أن يسمع في ظل تداخل الأصوات وغلبة التصورات المسبقة المبنية على معادلات رقمية وحسابية وتاريخية و جغرافية لا تمنح الأخضر  في أبلغ التمنيات جواز المرور لدور يفوق دور المجموعات أو قريب منه في أفضل الحظوظ
مدرب الشرطة كان منشغلاً عن هذه الأحاديث والعقبات برسم خارطة طريق لا تشبه حكايات القوم في منابر إعلامية وفي صفحات التواصل أو المجالس والمنتديات المهمة صعبة جداً وليس لعب جعاب كما يقول المثل الشعبي والمنافسين أصحاب اليد الطولى في العالم وقد فازوا ب 6 كرات ذهبية 5 منها للاعب النصر كريستيانو رونالدو وواحدة للاعب اتحاد جدة ابن العم الجزائري الأصل كريم بن زيمة ووسط هذا التحدي كان لبقية النجوم تواجد مع أندية مرموقة
تصور البعض أن الأخضر العراقي سيكون لقمة سائغة لفرق المجموعة لكن أن بعض الظن إثم ولولا هدف بن زيمة في شباك الشرطة لكان الحال صعبا على الاتحاد في عقر داره ولولا ركلة جزاء كريستيانو رونالدو لكان فريق الشرطة في نهائي البطولة منتشياً بهدف في آخر اللحظات إضاعه المتألق أحمد فرحان  
جيل يسلم الراية لجيل آخر ولم تذهب ذكريات العام 1971 سدى فقد أعاد نجوم القيثارة صولات الأمس في بانكوك إبان بطولة الأندية الآسيوية حينما قهروا الفرق وبلغوا المباراة النهائية لكنهم رفضوا ملاقاة مكابي تل أبيب الصهيوني ورفعوا العلمين العراقي والفلسطيني في ملعب المباراة النهائية قبل أن يغادروا المكان بأجمل موقف تضامناً مع قضية شعب ومصير وطن  
محمد نجيب كابان وأحمد صلاح مدربان دخلا التاريخ بنتائج ومواقف تسر الصديق وتغيظ العدا وكان الأخير بهدوئه وصمته الرهيب صندوق السعادة لعشاق الأخضر وهم يشاهدون كماشاة القيثارة تطبق على أقدام ورؤوس أشهر النجوم في المستطيل الأخضر ببرود بالغ وأعصاب وضعت في ثلاجة بالهمس غير المسموع والإشارة غير المنظورة كادت خطط ابن صلاح تطيح بمدربي الأندية الكبرى وتمكن من أبعاد فريقين تونسيين في دوري المجموعات وأبعد سد آسيا من ربع نهائي بطولة كأس العرب للأندية وواجه النصر بشجاعة
الكؤوس والأوسمة ليست ملاذاً أخيراً في غنائم أهل الرياضة فكم رياضي حرص على ترك أسمى الانطباعات بمواقف مشرفة تعادل شكبان المعادن النفيسة
لقد كان لكل لاعب ولكل عنوان آخر حكاية سيرويها غداً عن تفاني الجميع لرفع اسم البلد والنادي غير آبهين بمنافسين لم تغب عنهم شمس الإنجازات والقدرة على تغيير النتائج ومن ملاعب الطائف وأبها ومدن أخرى في السعودية كتب أحفاد عبد كاظم وفانوس الأسدي وبشار رشيد وصباح حاتم ورياض نوري ومظفر نوري ورعد حمودي وحسين لعيبي وعلي حسين محمود وستار خلف ويونس عبد علي وعدنان جعفر وباسم قاسم وعباس رحيم ودكلص عزيز وفيصل عزيز وكريم نافع ورياض عبد العباس وسعد قيس ومحمد طبرة وبقية الأسماء المبدعة واحدة من صولات كنا نعهدها بأنديتنا ومنتخباتنا في عقود منصرمة
كان اللقب على مرمى حجر لكن ما صنعتموه لا يثلم شيئاً من إبداعكم فلكم ترفع القبعات تحية وتصفق الأكف عرفانا لمشاركة يشار لها بالبنان أليس كذلك