الأسلوب الدفاعي والعامل اللياقي لم يسعفا الأخضر

الرياضة 2023/08/13
...

 قراءة: سعد علي حياوي

سنحاول اليوم تفسير بعض المتغيرات التي حدثت في مباراة الشرطة والنصر السعودي، لحساب الدور ربع النهائي لكأس الملك سلمان للأندية العربية الأبطال الكروية، بعيداً عن كلمات الإطراء وأمنيات التفوق وأحلام حصد درع البطولة، إذ لعب القيثارة في هذه المباراة بنظام لعب 5 - 4 - 1 وتارة  4 -  2- 3- 1 ومن خلال الرسم الخططي اتضحت رغبة المدرب أحمد صلاح الدفاعية التي اعتمدت على تثبيت ستة مدافعين في الخلف بقيادة قلبي الدفاع مناف يونس وكرار عامر.

جهة فرحان
أما الشق الهجومي فكان مكرسا على جهة اليسار عبر مشاركات فردية خجولة للظهير أحمد يحيى للعمل المركب في الأمام مع أحمد فرحان الذي كان هاجسه الوحيد الانتقال إلى العمق بنية التسديد أو رفع العرضيات إلى المهاجم أسو رستم الوحيد في جزاء المنافس، علما أن هذا الأسلوب نجح في المباريات السابقة لكنه لم يجد نفعا في تلك المواجهة، ما أثر واضحا في مجهود فرحان اللياقي الذي استنفد طاقته البدنية وخير دليل على ذلك إضاعته لكرة المباراة في دقائقها الأخيرة عندما واجه الحارس السعودي نواف العقيدي الذي برع في التصدي لها، كذلك لم يواجه فرحان مرمى منافسه من العمق وإنما من الطرف .

ملاحظات على أداء الشرطة

أولا: عندما نجح المدرب أحمد صلاح في أسلوب معين في دوري المجموعات، لا يعني ذلك ضمان نجاحه في الأدوار الإقصائية، لأن الأسلوب بات مكشوفا لمدربي الفرق الأخرى.

ثانيا: لماذا المغامرة بزج فيصل جاسم المنهار نفسيا بسبب وفاة والده قبل أيام من اللقاء المصيري وقد دفعنا ثمن فقدانه للتركيز في أكثر من كرة، سواء في تأخير الكرة أو أسلوب قطعها.

ثالثا: كان بالإمكان استغلال قدرات علاء عبد الزهرة الهجومية لاسيما في الشوط الثاني بدلا من تكبيله بواجبات صانع ألعاب التي أتقنها في الشوط الأول .

رابعا: غاب التنوع في التحضير وأصر المدرب صلاح على طريقة واحدة في بناء اللعب، فمهما كان دفاعك قويا إلا أنه سيرتكب الأخطاء حتما، فلم يقسم المباراة إلى دفاع وهجوم، وبالتالي فقد أراحت هذه المنهجية المنافس وتحديدا خطه الدفاعي.

خامسا: بسبب مخاوف مدرب الشرطة من الخسارة ورغبته في قيادة المباراة إلى نتيجة التعادل والرهان على ركلات الترجيح غابت عن الفريق المغامرة لأداء العمل الهجومي في فترات معينة من الشوط الثاني والضغط من منتصف ملعبهم.

سادسا: تساءل البعض عن سر عدم الزج بمحمود المواس منذ بداية اللقاء وما الجدوى من مشاركته في الدقائق الأخيرة من المباراة!  .

سابعا: يقولون إن الشوط الثاني هو شوط المدربين، لكن مدرب القيثارة يبدو أنه لم يكتشف أن مفتاح النصر هو ماني، من خلال تسلمه للكرات من الأطراف بعيدا عن الرقابة، ثم الدخول إلى العمق، وعمل الثنائيات الخطيرة مع رونالدو أو فوفانا أو الظهير إليكس تيليس الذي شكل عبئاً على فيصل جاسم وأمير صباح، لإرباك دفاعاتنا، ولم يكتف مدرب النصر لويس كاسترو بذلك فقد وضع ماني في الجهة الأخرى لإشغال أحمد يحيى لاستلام الكرات من خلفه وتعقيد الموقف الدفاعي على محترف الشرطة عبد المجيد بو بكر وقطع الصلة مع أحمد فرحان الذي كان يجب عدم تكليفه بالواجبات الدفاعية لأنها أكلت من جرف تركيزه الهجومي. تصوروا لو أن هناك لاعبا من الشرطة تم تفريغه فقط لمراقبة ماني ومصدر الهجمات ومراقبته كظله، كما يفعل المدربون الكبار .

ثامنا: من الطبيعي وفق هذا الأسلوب الدفاعي، ستختفي فاعلية هجماتنا، وكان بالإمكان زيادة عدد القادمين من الخلف أملا بالحصول على ركلة جزاء، بعيدا ًعن التسديد البعيد.

زبدة القول
إن الأسلوب الدفاعي سيطر على الأداء، كذلك لم يسعف العامل البدني اللاعبين في تنفيذ الواجبين الدفاعي والهجومي بمهارة عالية، في الوقت ذاته تبقى اللياقة البدنية الفيصل في أي مواجهة كروية مقارنة بالنصر السعودي الذي تمتع بجهد بدني مثالي لاسيما نجمه السنغالي سيديو ماني الذي نعم براحة طويلة، بينما وزّع ورونالدو جهده بين دقائق المباراة، بالتالي نقول.. هم ليسوا أمهر من لاعبي الشرطة ولا أسرع ولكنهم أكثر احترافية منا... ليس غريبا أن نخسر ولكن كان ممكنا أن نفوز.