حيدر فاخر: {طلسم} حمل في طياته فلسفة الموروث

ثقافة 2023/08/14
...

 بغداد: سرور العلي  


تأثر حيدر فاخر في بداياته بأفلام الرسوم المتحركة، والشخصيات المرسومة، مثل جريندايزر وماوكلي، وكان هناك صراع للوصول لواقع هذه الشخصيات، فمنذ طفولته شغف بالرسم والخط العربي، وكانت أول أعماله هي اشتغاله لوحات لسيارات الأجرة، والركاب في مدينة الثورة آنذاك، حين كان يعمل مع عمه في كشك بسيط، لبيع السجائر والحلويات، ويخط على ورق علب السجائر بأقلام صغيرة، وبواسطة شفرات الحلاقة، وحين أنهى دراسته الثانويَّة التحق بمعهد الفنون الجميلة، وبدعم وتشجيع من والده.  

مؤكداً "هنا الفارق الكبير بين مجتمعين، وبيئتين مختلفتين من شرق القناة إلى أهم وأجمل منطقة في بغداد، حيث مقر ومكان معهد الفنون الجميلة، واعتقد كان أعظم تحديا بالنسبة إلي، وكانت بدايتي لتغير كل شيء يختلف ومختلف ومرعب ومخيف في حينها، لكن بإرادتي حققت الأول على دفعتي".

ومنذ نشأته ودخوله المعهد، ثم الجامعة عمل من ضمن المدرسة الواقعيّة الكلاسيكيّة، باحترافٍ عالٍ، وبحسب المهارات الاساسيَّة التي تعلّمها، وبشهادة الآخرين على أعماله، وبعد تخرّجه وحصوله على شهادة الماجستير تعلّم آليَّة التفكير الفني، وكيف ينتج عملاً فنيّاً يؤسس خصوصيَّة له، وتكون إضافة للتشكيل العراقي، ومن هنا بدأت رحلة البحث الفني معه، ويعمل الآن تدريسيّاً في معهد الحرف والفنون الشعبيَّة.

قدم أول معرض شخصي بعد مشاركات مهمة مع أصدقائه، وحمل عنوان "طلسم"، في قاعة حوار عام 2019 وهي من أهم قاعات بغداد للفنون التشكيليّة، وعرض ٢٢ عملاً بحجم كبير نسبيّاً، يحمل في طياته فلسفة الموروث الشعبي الخاص بمدينته، ومفردات الحروف والأدعية، وما شابه التي تتعامل معها الأمهات لدى الأطفال الرضع، الذين يُعانون من البكاء المستمر، أو بعض الأمراض وعجزوا عنها الأطباء، وهذا الإيمان والعقائد المجتمعيَّة، هي جزءٌ يستخدمه في لوحاته، ويحاول إعادة صياغتها بشكل معاصر، ومعظمها هي أعمال تنتمي للمدرسة التجريديّة التعبيريّة، ونلاحظ الرموز والحروف، والخربشات والخطوط، والأشكال الهندسيّة فيها.

ولدى فاخر معارض مشتركة محليّة ودوليّة، ومنها معرض أربع خطوات مع الأصدقاء، وفي معارض الجمعيّة ببغداد، والسليمانية، والبصرة، وفي معرض طوكيو للشباب 2020، وعمان في رأس العين 2019، وفي فرنسا بمعرض "من برج بابل إلى برج أيفل"، عام  2018، وحصل على جائزة عشتار للشباب للسنوات من 2019 إلى 2023. 

وبشأن تقييمه للحركة التشكيليّة في العراق، أشار إلى أنّها حركة متقدمة، وتجارب فرديَّة وعظيمة، وهناك مبدعون منفردون بين أقرانهم، لكن لا توجد حركة مؤسساتيّة الآن، ويطمح إلى تقديم المزيد من الأعمال، وتمثيل العراق في المحافل الدوليَّة ورفع اسمه، ويسعى إلى إيجاد بيئة فنيَّة خاصة بالتشكيل العراقي الجديد، وتضم وتحتضن الحركة الشبابيَّة. 

وفي ختام حديثه قائلاً: "رسالتي بشكل خاص للذين يتصدون للعمل بمؤسسات الفنون التشكيليّة الخاصة، بأن يطمحوا للأفضل، ويستفادوا من الفن التشكيلي لخدمة العراق والعراقيين، وأن يتعلّموا من المؤسسات المعنية والمهنيّة في العالم".