مختصون يأملون إبعاد البيروقراطية عن المجلس الأعلى للشباب

العراق 2023/08/14
...

 بغداد: هدى العزاوي 


بيّن عدد من المختصين في المجال السياسي والتنمية البشرية أن جميع الحكومات السابقة لم تصل إلى عمق الأزمة التي يمر بها الشاب العراقي، إلا أنهم طرحوا تساؤلاً بشأن مدى إمكانية نجاح المجلس الأعلى للشباب في عهد الحكومة الحالية في ملامسة وعلاج تلك الأزمة بأن لا يكون مجلساً بروتوكولياً وفق آليات بيروقراطية، وأن يغير واقع الشباب العراقي بعد الكثير من الأزمات التي مر بها منذ عام 2003.

الكاتب والمحلل في الشأن السياسي علي البيدر، بيّن في حديث لـ"الصباح": أن "جميع أزمات العراق ومشكلاته ترتبط بالشباب ارتباطاً وثيقاً، خاصة أن هذه الشريحة أكثر تأثيراً وتأثراً بالجوانب الأمنية والسياسية وحتى الاقتصادية" . وأشار إلى أن "حكومة السوداني وفي منهاجها الوزاري قدمت العديد من الخطط والمشاريع التي تمسُّ واقع الشباب، لذا نتمنى أن تُطبق رؤية الحكومة الجديدة بقطاع الشباب وتجاوز الاجراءات البيروقراطية المتبعة في الكثير من المشاريع المقدمة في الجوانب الإصلاحية للحكومة" .

ولفت البيدر، إلى أن "تأسيس مجلس أعلى للشباب خطوة تتجاوز فرصهم للحصول على العمل أو التعليم أو الرعاية الصحية فقط، وإنما ستكون لهم مساهمة في صناعة القرار خاصة القرارات التي تتعلق بالنهوض بواقعهم، خاصة أن العراق يمتلك موارد شبابية كبيرة تصل إلى نسبة 65 بالمئة يمكن الاعتماد عليهم وتسخيرهم في تنفيذ المنهاج الوزاري وبناء دولة مؤسساتية للعمل باتجاه صناعة وعي مجتمعي كبير" .

متمنياً، أن "يتجاوز هذا المجلس الحدود البروتوكولية المتعلقة بلقاء أو تجمع، إذ يفترض أن تكون هناك بصمة اهتمام وتُخصص جلسة استثنائية لمجلس الوزراء من أجل مناقشة واقع الشباب ومقترحاتهم ليكون دليلاً على وضع هذه الفئة من ضمن أولويات مؤسسات الدولة، وأيضاً التزام مجلس الوزراء بمناقشة أفكار الشباب وتشكيل مجلس وزاري من شأنه أن يجعل منهم حلقة وصل مابين السلطة والمجتمع" .

وأكد البيدر، أن "حكومة السوداني تتطلع لحصول الشباب العراقي على كافة استحقاقاتهم وهذا ما كان غائباً عن الحكومات السابقة"، منوهاً بأن "من يعتمد على الشباب لن يخسر وسيكون له دور كبير في تنفيذ ما يخطط له وما يريده" .

من جانبه، قال مدير "المركز العراقي للدراسات الستراتيجية"، الدكتور غازي فيصل، في حديث لـ"الصباح": "مازالت الكثير من الإجراءات المتعلقة بالنهوض بالواقع الشبابي لم تثمر بإجراء تحولات جذرية خاصة في واقع الشباب الذي نشأ بعد عام 2003 وتعرض لمعاناة كبيرة بسبب ظاهرة الإرهاب وظروف الاحتلال وطبيعة الأحزاب السياسية التي لم تمتلك برنامجاً أو ستراتيجية  للتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وبالتالي تعرض الشباب إلى مشكلات وتحديات خطيرة منها البطالة بصورة خاصة" . وأوضح، أن "16 مليون من الشباب العراقي يعانون ظروفاً قاسية للبطالة، إضافة إلى 11 مليون شخص تحت خط الفقر و12 مليون أغلبهم من الشباب يعانون من الأمية وعدم القدرة على الكتابة والقراءة، وبالتالي  تنعدم فرص العمل والكفاءة والقدرات الانتاجية لهذه الشريحة وفي العراق مازال يوجد أكثر من 4 ملايين شخص في المدن العشوائية" .

وأكد، أن "هذا الجيل بحاجة إلى إعطاء فرصة حقيقية مستقبلية لقيادة العراق نحو الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وبناء دولة تعددية مدنية والابتعاد عن الخطاب الذي يعيد انتاج نفس الوعود، لذا نحن بحاجة إلى تطبيق النظريات بشكل عملي وتخليص الشباب من المشكلات التي واجهتهم وتواجههم على مدار 20 عاماً، حيث فشلت خلالها الحكومات السابقة في مواجهة التحديات الاقتصادية للشباب والفساد المالي والمحاصصة والتمييز الديني والمذهبي والقومي" .


تحرير: محمد الأنصاري