تطور لافت في الملف الرئاسي اللبناني المعقد

قضايا عربية ودولية 2023/08/15
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط

تطور كبير طرأ على المسار الرئاسي من خلال التواصل المثمر بين حزب الله والتيار الوطني الحر وهو ما انعكس إيجاباً على هذا الملف الحيوي، حيث أشار النائب "العوني" أسعد درغام، إلى أنَّ "القبول بسليمان فرنجية رئيساً وارد جداً".
التطور الملموس في الملف الرئاسي بانت مؤشراته منذ عيد الأضحى الماضي، إثر التواصل بين الحليفين حزب الله والتيار الوطني الحر، ومعلوم أنَّ الأخير كان يرفض بشكل قاطع ترشيح حزب الله لزعيم تيار المردة سليمان فرنجية، وهو ما وسع من فجوة الخلاف في وقته بين الحليفين وهدد تفاهم "مار مخاييل" في الصميم. اليوم وكما يبدو اختلف الوضع إذ أبدى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مرونة إزاء مسألة القبول بترشيح فرنجية مقابل تشريع اللامركزية ومسائل أخرى قابلها الحزب بشكل إيجابي.
عضو تكتل التيار، النائب أسعد درغام، أشار أمس إلى أنَّ "القبول برئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيساً وارد جداً إذا قبل الحزب بشروط التيار الوطني الحر الثلاثة، أي الصندوق الائتماني وبناء الدولة واللامركزية، ونطمح إلى اتفاق مع الحزب قبل أيلول"، وأضاف أنَّ "التيار لن يقبل إلا بأن تكون اللامركزية الإدارية ماليةً أيضاً، ولم نسمع رفضاً مبدئياً من الحزب على هذه النقطة، وننتظر ملاحظاته على ورقتنا المكتوبة".
وكشف درغام في حديث تلفازي، أمس الاثنين، أنَّ "هناك إرادة جدية لدينا ولدى (حزب الله) للوصول إلى اتفاق وربما تسوية، وأهم مطالبنا اللامركزية الإدارية والمالية وبناء الدولة"، ولفت، إلى أنَّ "الأجواء مُشجعة لدى (حزب الله) ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار (المردة) سليمان فرنجية، وننتظر الأيام لكي يظهر كل شيء بوضوح أمام الرأي العام".
إلى ذلك، رأى رئيس كتلة حزب الله، النائب محمد رعد، أنَّ "محاولات اشغالنا بانهيار مصرفي أو بأزمة اقتصادية أو مشكلة مناطقية كانقلاب شاحنة عند (كوع الكحالة) واستدرار أحقاد وكراهية وتحريض وإثارة للفتن، إنما ناتج عن غرف سوداء تعمل لمصلحة العدو الإسرائيلي من أجل الهائنا عنه، وبالتالي إتاحة الفرصة له لاستعادة المبادرة في مواجهتنا في ظل ما يعانيه اليوم من أزمة وجودية".
ولفت رعد، خلال احتفال تأبيني في بلدة كفرا الجنوبية أمس الاثنين، إلى أنَّ "هذه الغرف تشغلنا ببعضنا البعض بتوافه وباستثارة أحقاد وفتن وبدفع صبية من أجل التطاول على أبطال مقاومين، فيصادرون طرقات رئيسية ويتصدون وكأنهم هم الجيش وهم الدولة، ويحاكمون ويريدون أن يعرفوا ماذا تحمل هذه الشاحنة"، واعتبر أنه "إذا حصل حادث سير بين سيارتين على طريق ما ومر أحد على هذه الطريق، فلا يحق له أن يسأل أصحاب السيارة ماذا يحملون، إلا أنه وفي الكحالة أصبح الصغير المدفوع من الغرف السوداء يريد أن يسأل الشاحنة ماذا تحمل". وشدد على أنَّ "المسألة - في الكحالة - ليست مسألة انقلاب شاحنة تحمل ما تحمل، بل هي أن من حُرِّض وخرج لضرب الحجارة وإطلاق الرصاص، إنما يستهدف المقاومة وأثراً من آثار المقاومة، لأنهم لا يريدون مقاومة في لبنان، ولذلك يستهدفون الشاحنة".