بغداد: أ ف ب

يجهد نمران سيبيريان لالتقاط أنفاسهما، مستلقيَين قرب حوض في حديقة الحيوانات الوحيدة في بغداد، في حرارة تجاور الخمسين درجة مئوية يعاني منها البشر والحيوانات على السواء.

ولا تبدو على النمرين ملامح الراحة. فهذا النوع من الحيوانات، وموطنه الطبيعي في أقصى الشرق الروسي، معتاد على العيش في مناطق "تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما دون العشرين تحت الصفر"، على ما يوضح الطبيب البيطري في الحديقة وسيم صريح. وحيوانات حديقة الزوراء، تكافح للبقاء على قيد الحياة بسبب درجات الحرارة المرتفعة. وتضمّ الحديقة نحو 900 حيوان، بينها أسود وطيور جارحة، ودببة وقرود. ولمواجهة درجات الحرارة المرتفعة، وضعت إدارة الحديقة "أحواض مياه للدببة والنمور التي تحتاج للسباحة يومياً، فضلاً عن مبردات الهواء"، كما يقول مدير الحديقة حيدر الزاملي.

وتجمّعت قردة تحاول الفرار من حرارة الصيف، أمام مبردّ للهواء وُضع أمام أحد أقفاصها. مع ذلك، فإنّ المياه المخضرّة لا تشجّع النمور فعلاً على السباحة، أما أغلب الأقفاص، فهي قديمة، وبعضها "أنشئ في السبعينات"، وفق الزاملي.

ويقول الطبيب البيطري وسيم صريح إنَّ "الأقفاص الموجودة (في الحديقة) متخلفة جداً مقارنة بالحدائق العالمية.. أغلبها تلائم حيوانات المناطق الحارة، ليست لدينا أقفاصٌ لحيوانات المناطق الباردة". يشرح الطبيب أنَّ الحرارة المرتفعة تشكّل "ضغطاً على الحيوان ما يؤدي إلى انخفاض عمره الافتراضي" مقارنة "ببقية الحدائق في العالم".

ووفقا للطبيب، لا يتعدى أمد حياة النمر السيبيري في الحديقة 17 أو 18 عاماً بسبب الجهد الحراري، مضيفاً أنَّ هذا "الحيوان يعيش عادة في الأقفاص حتى 20 و25 عاماً" في حدائق مناطق أخرى.

ويقول إن أربعة دببة وأسود وطيور مختلفة قد نفقت خلال السنوات الماضية، مؤكدا أنَّ "أكثر من 50 بالمئة من حالات النفوق سببها التغير المناخي".

يرى الطبيب وسيم صريح أن "الحديقة ستنتهي في المستقبل القريب"، لا سيما في حال غياب "خطة عمل" لإعادة تأهيلها. ويقول متحسراً إنه في حال حصل ذلك، فإن "المجتمع سيخسر".