عقود المحترفين

الرياضة 2023/08/16
...

د عدنان لفتة
على أبواب دوري المحترفين ما زلنا ننتظر تغيرا إيجابيا في قضية التعاقد مع المحترفين الأجانب، وتطورا في إبرامها لاستقطاب أفضل الخامات والأسماء لتجربتنا الجديدة .

للأسف ما زالت أغلب أنديتنا تتعاقد مع لاعبين مغمورين لا أثر لهم في ملاعبنا فنيا أو إعلاميا، تعاقدات مخيبة للآمال لا تثري ولا تجذب الأنظار لأنديتنا أو دورينا.

نحن لا نطلب من إدارات أنديتنا تقليد التجربة السعودية، حديث العالم في الموسم الحالي، بجلب البرازيلي نيمار والفرنسي كريم بن زيما والسنغالي ساديو ماني والجزائري رياض محرز،  فتلك العملية تحتاج إلى أرقام فلكية من ملايين الدولارات  يصعب على أنديتنا توفيرها في تجربتنا الخجولة، كل ما أردناه منهم هو التعاقد مع محترفين مؤثرين أفضل من لاعبينا المحليين، ومن دول تسبقنا في التصنيف والريادة.

أنديتنا تواصل إعلان تعاقداتها مع لاعبين من دول خارج الخمسين الأولى في تصنيف المنتخبات العالمي، وبعقود لا تختلف عن عقود المواسم الماضية لموسم واحد لا أكثر، وهو أمر لا نعرف كيف يقبل به اتحاد الكرة الذي عليه تحديد ضوابطه وشروطه لدوري المحترفين عبر رفض أي عقد لمحترف ليس من الدول المتقدمة كرويا، وأن يكون العقد لموسمين كحد أدنى .

الاتحاد لم يفرض شروطه ولوائحه لأنه يفكر بإنجاح دوري المحترفين بأي شكل كان، من دون التعمق في الشروط والإصرار على تطبيقها تحقيقا لأهداف إقامة بطولة كهذه، نريد لها النجاح والارتقاء بكرتنا إلى الأمام . 

أخبار تلك التعاقدات الاحترافية المتواضعة لا تختلف عن الأكاذيب والأوهام التي تتناقلها بعض الصفحات والمواقع، مع انتهاء كل مشاركة لفريق عراقي في بطولة عربية أو آسيوية، إذ تتحدث عن ملاحقة الأندية الأوروبية والخليجية الكبرى للاعبينا وقرب انتقالهم أو تمثيلهم لتلك الفرق، لكن الجميع يكتشف أن تلك الفقاعات ليست أخبارا حقيقية ولا محل لها على أرض الحقيقة.

المشاركة الرائعة الأخيرة لنادي الشرطة في بطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية، مثال حي على الوهم الذي تصنعه بعض المواقع والصفحات الإلكترونية، القائلة مثلا إن نادي نيس الفرنسي بصدد التعاقد مع اللاعب أحمد فرحان أبرز لاعبي الشرطة في البطولة العربيةـ وإن اللاعب أحمد يحيى تحت رادار الأندية السعودية الكبرى، وإن هدف أمير صباح في شباك السد القطري قد فتح عيون السماسرة نحوه .

  وبرغم نفي إدارة النادي الواضح والصريح لتلك الأخبار المتداولة، بإعلانهم أنهم لم يتسلموا أي خطاب أو إشعار أو كتاب رسمي يؤكد هذه الأخبار الفيسبوكية !. 

الحقيقة لا تحجب، وللأسف هناك من يروج لهذه الأخبار على قاعدة: يكذب الكذبة ويروج لها ويصدقها، وبعض اللاعبين يكذب وخاصة مع نهاية كل موسم كروي، ليتحدث عن وجود عروض أوروبية على طاولته ما زال يفكر فيها.

عروض من إسبانيا وفرنسا وبلجيكا، أخبار من الخيال يريد بها الترويج لنفسه ورفع قيمة العقود المحلية المقدمة إليه، مع أنه إجمالا يبقى في ناديه أو ينتقل لناد محلي آخر من دون أن نرى أي حقيقة لعقود الكذب الأوروبية.

الأمل يبقى ملحا وقائما في ضرورة تدخل الاتحاد الكروي أو الجهات المسؤولة عن دوري المحترفين برفض التعاقد مع محترفي الدول المتواضعة كرويا، وأهمية أن تكون العقود المبرمة لسنتين أو أكثر إسهاما في تحويل الأندية من خاسرة دائمة بالعقود إلى رابحة، وتنفيذ قانون العرض والطلب في السوق .

المحترفون هم وجه مهم لدورينا ولابد من التشجيع على صفقات رافعة للجانبين الفني والإعلامي، من أجل التسويق لدوري المحترفين العراقي وعدم القبول بتعاقدات لاعبين ليس لهم أي قيمة.