بيلاروسيا تتوعد دول البلطيق وبولندا بالسلاح النووي التكتيكي

قضايا عربية ودولية 2023/08/19
...

 مينسك : وكالات

يبدو أنَّ الحرب الروسية الأوكرانية دخلت منعطفاً جديداً تتشابك فيه الأحداث والأطراف التي يحتمل دخولها ساحة الصراع، فبعد تحشيد حلف الناتو وشركائه قواهم وأسلحتهم لدعم الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي، لوّح الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية حال تعرضها لأي عدوان من جيرانه دول البلطيق أو أوكرانيا، بينما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" وثائق عن ما أسمتها خطة روسية ستقلب موازين الحرب، في وقت تقترب كييف من الحصول على جائزة أميركية طال انتظارها تتمثل بتزويدها بطائرات "F16".
وقال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في مقابلة عبر الإنترنت مع الصحفية الأوكرانية الموالية لروسيا ديانا بانتشينكو: إنه "يمكن أن يكون هناك تهديد واحد فقط.. عدوان واحد فحسب على بلدنا. إن بدأ العدوان على بلدنا من أوكرانيا أو بولندا أو ليتوانيا أو لاتفيا، فسنرد على الفور بكل ما نملك".
وكان الرئيس البيلاروسي أكد في حزيران الماضي بدء نشر أسلحة نووية تكتيكية روسية في بيلاروسيا، وأشار إلى أن بعض تلك الأسلحة أقوى 3 مرات من القنبلتين الذريتين اللتين القتهما الولايات المتحدة على هيروشيما وناغازاكي في اليابان عام 1945.
وقبل أيام، قال لوكاشينكو : إنَّ نشر أسلحة نووية في البلاد رد فعل مناسب على عسكرة أوروبا الشرقية، على حد تعبيره.
وتحدث لوكاشينكو في المقابلة الصحفية عن الحرب الدائرة في أوكرانيا، قائلاً: إنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يدفع بلاده للدخول طرفاً فيها، وقال للصحفية الأوكرانية: "إن لم تعبر أوكرانيا حدودنا فلن ندخل أبداً هذه الحرب الشرسة لكننا سنساعد روسيا دوماً".
وأقر بأن بعض وحدات الجيش الروسي عبرت الحدود الأوكرانية من أراضي بيلاروسيا، قائلاً: إنه يعتقد بأن روسيا حققت أهدافها من "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، منوهاً بأن 55 دولة تدعم أوكرانيا بينما روسيا تتلقى المساعدة من بيلاروسيا فقط.
ودعا لوكاشينكو إلى إجراء مفاوضات بين كييف وموسكو بشأن كل القضايا، بما في ذلك مستقبل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، معتبراً أن رفض السياسيين الأوكرانيين للتفاوض قد يؤدي لانقلاب عسكري في بلادهم، وتحدث الرئيس البيلاروسي عن توجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإعطاء جزء من أوكرانيا لبولندا.
إلى ذلك، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، نقلاً عن وثائق أن روسيا تحرز تقدما مطرداً نحو هدفها لإنتاج كميات كبيرة من أحد طرُز الطائرات المسيرة الهجومية الإيرانية التي يمكن أن تحلق لأكثر من ألف ميل وتستهدف مدناً أوكرانية، ما يقلب موازين الحرب.
ووفقاً للوثائق، فإن موسكو تعمل على نسختها الخاصة من المسيرة "شاهد 136"، رغم التأخيرات والعقوبات التي تؤثر في توريد قطع الغيار المطلوبة من دول أخرى، وحصلت الصحيفة على الوثائق من مصدر زعمت أنه شارك في العمل في منطقة ألابوجا الاقتصادية الخاصة بجمهورية تتارستان، لكنه يعارض الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
وتقر إيران بإرسال طائرات مسيرة لروسيا لكنها سبق أن ذكرت أنها أرسلتها قبل بدء الحرب الروسية - الأوكرانية في شباط 2022، وتنفي روسيا استخدام قواتها للمسيرات الإيرانية في أوكرانيا، إلا أنَّ الرئيس فلاديمير بوتين دعا إلى زيادة الإنتاج المحلي للمسيرات، وقال في نيسان الماضي: إنَّ قيمة صناعة الطائرات المسيرة في روسيا قد تتجاوز قريباً 20 مليار
دولار.
في المقابل، أعلن مسؤول أميركي أن بلاده وافقت على إرسال طائرات "F16" المقاتلة من الدانمارك وهولندا إلى أوكرانيا، ونقلت وكالة "رويترز" عن المسؤول قوله: إنَّ واشنطن منحت الدانمارك وهولندا تأكيدات رسمية بأنها ستُسرع إجراءات الموافقة على طلبات نقل الطائرات من طراز "F16" إلى أوكرانيا عند حصول الطيارين على التدريب.
وقال المسؤول الأميركي: إنَّ وزير الخارجية أنتوني بلينكن أرسل خطابين لنظيريه الدانماركي والهولندي يؤكد لهما أن الولايات المتحدة ستوافق على الطلبات.
وكان من المقرر أن يبدأ تحالف من 11 دولة تدريب الطيارين الأوكرانيين على تشغيل الطائرات من طراز "F16" هذا الشهر في الدانمارك.