بغداد: سرور العلي
حقق فيلم "أوبنهايمر" 430 مليون دولار في جميع أنحاء العالم، بميزانية إنتاج بلغت 100 مليون دولار، وهو سيرة ذاتية ودراما أميركية، من كتابة وإخراج كرسيتوفر نولان، ويروي حياة عالم الفيزياء النظرية روبرت أوبنهايمر، الذي قام بتطوير أول قنبلة نووية خلال الحرب العالمية الثانية، لكن هل حقق التسويق له والدعاية الإعلامية التي حصلت حوله ما كان متوقعاً؟ وما كان ينتظره الجمهور منه؟
وفي استطلاع للرأي مع العديد من الشباب العراقيين المهتمين بالأفلام العالمية جاءت الردود كثيرة ومتباينة، إذ تقول فرح أحمد ٢٦ عاماً (طالبة جامعية)، شاهدت الفيلم بإحدى سينمات المول في بغداد :"كان السرد فيه أكثر من الأحداث، والأهم من ذلك أن القنبلة الذرية التي قام بصنعها لم أفهم منها شيئاً، وكان من المفترض العودة عن طريق "الفلاش باك"، إلى اليابان لمعرفة ماذا حصل هناك؟ كما أن الفيلم ركز على حياته الشخصية أكثر من المحتوى الشيق".
ويصف عمر السامرائي ٣٢عاماً(مهندس) الفيلم، بانه:" سيرة ذاتية يحكي قصة أوبنهايمر، وهذا النوع من الأفلام لا يستمتع بمشاهدتها عموم الجمهور، وأعتقد أن سرد الأحداث كان طويلاً جداً، ما أثار انتباهي هو أنه لم يتطرق إلى ما عاشته دولة اليابان، والتأثيرات الجسيمة التي حدثت واستمرت لسنوات"، مشيراً إلى أن التسويق كان ممتازاً، فهنالك خطة تسويقية قوية، حصدت نتائجها مقارنة بالإيرادات، "كما ينبغي معرفة أن أفلام السيرة الذاتية تتميز بهذا الأسلوب، إذ إن هناك كثيرين تذمروا من كثرة السرد".
بينما قال بلين أيوب ١٩عاماً (طالب في المرحلة الثانوية) "إن الفيلم لم يخيب توقعاتي مطلقاً، عن الشخص الذي أصبح هو الموت، ومدمر العوالم، ومن شاهده سيرى جانباً مظلماً من أميركا، يجعلك تعتبر مخترع القنبلة هو أفضل الأشرار، وهذا يعني هزيمة العلم أمام ظلمات السياسة".
ومن وجهة نظر حوراء على (٢٩ عاماً) وتعمل موظفة، فإن الفيلم كان من أفضل الأفلام التي شاهدتها على الاطلاق، فهو تحفة فنية متكاملة بالنسبة لها، من حيث التصوير، والموسيقى والأداء، والسيناريو، كما أنه تجربة عظيمة لا تتكرر، ويستحق ما حصل حوله من ردود أفعال كثيرة، ولا ينقصه شيء ليكون في قائمة الأفلام العالمية المهمة في التاريخ"، وتضيف "لا أتوقع أنني سأشاهد فيلماً آخر يأسرني بتلك الطريقة".
وأوضح مصطفى فاروق (٢٦ عاماً)، طالب صيدلة أن:"الفيلم كان أعلى من توقعاتي، لأنني توقعت سيناريو معتاداً ومملاً، كونه أحد أفلام السيرة الذاتية، ولم أشاهد فيلماً وصل لهذا المستوى من الإيرادات، وتحقيقه "الترند" في وسائل التواصل الاجتماعي، وأتوقع أنه سيكون أحد أعظم الأفلام في التاريخ، وأكثر ما شدني هو الموسيقى، والتصوير، لا سيما مشاهد الذرات والالكترونيات، التي ظهرت مع الموسيقى، فكانت رائعة جداً، وأنا تستهويني تلك المشاهد السينمائية، وبرأيي هو ثاني أفضل فيلم لنولان، من بعد" بين النجوم "(Interstellar)، وأعده مرجعاً لتطوير السينما، إذ يمكننا صنع قصة فيلم عظيمة مهما كان التصنيف، وفي النهاية بالنسبة لي هو فيلم من الدرجة الرفيعة، ووضعني بتأمل وتفكير، وطرح لي اسقاطات سياسية عن كواليس الحكومات القذرة حول حياة الأبرياء، وهوسها بالهيمنة على الكرة الأرضية، لم نشهد الحرب لكن شهدنا الأبشع منها، هو القبح السياسي، وعن الصراع النفسي الأخلاقي، وتحديداً شخصية أوبنهايمر، وأعطى لي فكرة أن العبقرية لا تتفق بالضرورة مع الحكمة".
وترى زينب علاء (٢١ عاماً)، طالبة ثانوية، أن صدور الفيلم بالتزامن مع صدور فيلم "باربي"، شكل ظاهرة في السوشيال ميديا سميت "باربيهايمر"، ما شكل فريقين أحدهما راضٍ، والآخر يراه خطأً فادحاً، لكن يبقى لكل شخص رأيه الخاص، إذ إن هناك من لا يرغب بأفلام السيرة الذاتية، وينجذب لأفلام الغموض والإثارة.