محمد قريش: التشكيل العربي تابع لخبرات سطحيَّة

ثقافة 2023/08/22
...

 بغداد: سرور العلي 


بدأ محمد قريش يهتمُّ بالرسم منذ الطفولة في سن السابعةً، إذ كان يستخدم وبشكل عفوي الفحم المتبقي من فرن الخبز، ويضع رموزاً وأشكالاً غير معروفة على كلِّ طابوقة من جدار حديقة منزلهم، لتتحول الجدران من لونها الطبيعي الفخاري إلى لون فحمي أسود، لن يروقَ لوالده فعلته هذه، وعاقبه بأن ينظف الجدران لمدة ثلاثة أيّام متتالية.

ولد قريش في بغداد 1965، وتخرّج من إكاديمية الفنون الجميلة في بغداد عام 1994، ودرس الفن في الإكاديميّة الملكيّة في لاهاي عام 2008، ودرس التصوير الفوتوغرافي في كندا.

غادر بغداد عام 1995 متوجهاً إلى باريس، ومكث لعدة شهور فيها، ومن ثمَّ غادرها إلى إمستردام، ليقرّر الاستقرار والعمل في هولندا إلى عام 2012، ليغادرها إلى كندا للعيش هناك، ولكنّه احتفظ بمشغله الاستوديو الفني في هولندا، ليبقى متواجدًا فنيّاً بين كندا وهولندا، وفي عام 2009 زار المغرب، لعرض أعماله ليقرّر أن لا ينقطع عنها، ويبقى متواجداً فنيّاً ومواكباً الحركة التشكيليّة هناك، ولتضاف المغرب إلى خارطة مسيرته الفنيَّة.

أقام العديد من المعارض الفنيَّة الشخصيَّة، والتي بلغت أكثر من 45 معرضًا شخصيًا، والمعارض المشتركة التي تزيد على 200 معرض حتى الآن، وعرضت أعماله الفنيّة منذ عام  1988 في بغداد، وهولندا، وأسبانيا، وايطاليا، وفرنسا، وألمانيا، والمغرب، وعمان، ودبي ، وأبو ظبي، والقاهرة، واليونان، ونيو دلهي، ونيويورك، وكندا، وفي أهم المتاحف ومنها، المتحف الوطني العراقي، ومتحف لايدن، ومتحف رايكس، وارماندو في هولندا، ومتحف لوزان في سويسرا، متحف آغا خان في تورونتو بكندا.

وفي أهمِّ الجاليريات ومنها، دي جاليري، وكولكت ارت، وبيلد لاين، وبيلد وكراخت، وسنگل 60، ودلفي فورم، ومي يا، وترانزيت، وجاليري 9 في هولندا، وارت فير، وكوزمو ارت، ورينغو دي فيكتوريا في أسبانيا، وكريستا ريدل في ألمانيا، وبرود واي في نيويورك بجاليري مرسم كنت، وفي الرباط بالمغرب، وارت سيما في دبي، وفي الرواق في بغداد، وبعض من آرت فيرز في إمستردام ، وروتردام، وأوتريخت، ولاهاي، ونيويورك، وبروكسل، والقاهرة، وبريمافيرا، وايندهوفن هولاند ارت فير.

وفي عام 2015 قام بتنفيذ أكبر ورقة على مستوى العالم من سعف النخيل، في الإمارات لتدخل موسوعة غينيس، التي وثقها التلفزيون الإماراتي في أبو ظبي.

ويرى قريش أن الحركة التشكيليّة العربيّة بشكل عام ما زالت تابعة لخبرات كلاسيكيّة سطحيّة، لا تحمل ثوابت الهويّة العربيّة الزاخرة، بالفكر والعلم والابتكار، وتقلّص دورها كناتجٍ حضاريٍّ يسهم في رفد العالم ثقافيًا، كما كانت في السابق، وأصبحت الحركة التشكيليّة العربيّة تدور حول نفسها، لكن لا تخلو من تجارب انفراديّة قليلة تعد على أصابع اليد، كما وقد أسهمت التكنولوجيا الحديثة من اختصار المعرفة للذين يعملون في هذا المجال، من استسهال للعملية الفنيّة بشكلٍ كبيرٍ على حساب النوع.

ويعمل قريش حاليّاً في كندا في مشغله الخاص متفرّغاً للفن فقط.