المناسبة في قصيدة الحداثة

ثقافة 2023/08/22
...

 د. نجاح هادي كبة 

                

من الكتب التي صدرتْ عن دار الشؤون الثقافيّة - بغداد العام 2023، كتاب المناسبة في قصيدة الحداثة، وقد ذيِّلَ العنوان بعتبة دالة على نصوص الكتاب "من نص الاحتفال إلى الاحتفال بالنص.. الشعر العراقي أنموذجاً"، والكتاب للدكتور علي عز الدين الخطيب، يقع الكتاب في (133) صفحة من القطع المتوسط وجاءت عتبة العنوان جزءاً من نص الكتاب. فالعنوان أولاً وأخيراً كما يقول النقاد، والمؤلف يرى أن قصيدة المناسبة التقليدية سواء أكانت وطنيّة أو تأبينيّة أو دينيّة.. الخ تحتفل بالعموميّة وتبتعد عن الخصوصيّة لأنها تعالج موضوعاً رئيساً: يقول المؤلف: (فبعد أن كانت المناسبة والاحتفال بها يمثل غاية الشاعر وليس الشعر هو غايته، أصبح العكس هو السائد في المناسبة الحديثة، إذ أصبح الاحتفال بالقصيدة هو الغاية وهو المقصديّة، بمعنى أن الغاية الجماليّة تفوّقت لدى الشاعر على الغاية الاحتفائيَّة، وهذا التغيير هو الذي يسعى هذا الكتاب إلى تشخيصه وتقديمه لتأشير الفارق الاسلوبي بين القصيدتين، ليكون هذا الفارق صورة من صور تطور القصيدة العربيّة الحديثة والعراقيّة على وجه الخصوص). قسّم المؤلف الكتاب على ثلاثة فصول تطبيقيّة بعد المهاد النظري كالآتي:

الفصل الأول: أنماط المناسبات في قصيدة الحداثة من الإعمام إلى الخصوصيّة.

 الفصل الثاني: المناسبة في بنية القصيدة القصيرة.

 الفصل الثالث: الوسائط البنائيّة لقصيدة المناسبة الحديثة كالرمز، العلامة السيمائية، التقنيات السردية كالحلم، الشريط الصوري.

ولا بد من الاشارة إلى أن المؤلف انصب جهده على المقارنة بين قصيدة المناسبة التقليديّة وقصيدة المناسبة الحداثويّة من خلال تحليل نصوص المناسبات الشعريّة التقليديّة والحداثويّة، من حيث الفارق الأسلوبي، موضحاً أن موجة الحداثة الشعريّة في قصيدة المناسبة الحديثة قد اقتحمت قصائد الشعراء الحداثويين، ولأجل المقارنة بين قصيدة المناسبة التقليدية عند الشعراء الاحيائيين وقصيدة المناسبة عند الشعراء الحداثيين اختار المؤلف في الفصل الأول عدداً من قصائد المناسبات لكلا النوعين. 

ولا بد من الإشارة إلى أن قصائد المناسبات التقليديّة على الرغم من عموميتها إلا انها قصائد منصة أو منبريَّة بحكم ايقاعها الداخلي والخارجي وما تبعث من أصوات لا سيما صوت القافية على عكس قصائد المناسبات الحداثويّة فإنها قصائد تصلح أن تكون مقروءة لأنها تحتاج إلى التأمل والتفكير من قبل المتلقي.