أَنَاْ لَسْتُ أَنْتَ

ثقافة 2023/08/22
...

  لؤي امين


هناك الكثير من الموضوعات التي يستطيع كاتب الأطفال أن يطرحها على ألسنة الحيوانات والتي من خلالها يقدم فكرة تشغل بال الأطفال من دون الوقوع في المباشرة والسطحيّة مع إضافة عنصر التشويق في الحدث.

ماذا يحدث؟ لو أن أحداً حاول أن يفرض عليك أن تفكّر مثلما هو يفكر، وتحب ما يحب وتهتمّ بأشياء لا تعنيك.

قصة "أنا لستُ أنتَ" للكاتب السوري جيكر خورشيد تتطرّق إلى هذه الموضوعة المهمة. 

وحيد القرن يحب العشب الندي ويبحث عنه في الحقول، كان يأكله بتلذذ فهو طعامه المفضّل فيتدخل ضبع مغرور في شؤونه الخاصة عبر أسئلة لا معنى لها، فيسخر من الطعام الذي يتناوله موضحاً له أنّه يأكل اللحم الطازج فيجيبه وحيد القرن بهدوء: هذا شأنك أيّها الضبع، هو طعامي الذي أحبّه..  فأنا لست أنت وسأله من أين تشرب الماء؟ أشار وحيد القرن بقرنه من هذا النهر قال الضبع أنا أشرب من النبع فهو عذب ولذيذ كرر وحيد القرن قوله.. أنا لست 

أنت. 

شعر الضبع بنفاد صبر وحيد القرن من أسئلته وحاول تغيير نمط الأسئلة كي لا يغضب وحيد القرن فسأله هل أن الذئب زمرود صديقك؟، قال له لا أعرفه، استنكر الضبع عدم معرفته بالذئب وقال له انه صديقي قال له وحيد القرن هو صديقك وليس صديقي.. فأنا لست أنت، لم ينقطع الضبع من توجيه الأسئلة وعندما رأى علامات الغضب على وجه وحيد القرن طلب منه أن لا يغضب وسأله عن أمنيته أجابه وحيد القرن: أن تتركني وترحل، لكن الضبع قال له: يا لها من أمنية بسيطة، أما أنا فأمنيتي أن أطير في السماء، وقد استفزه في آخر سؤال عندما سأله عن مثله الأعلى في الحياة؟ أجابه .. أبي، ضحك الضبع بصوتٍ عالٍ ساخراً من اجابته واتهمه بالحماقة كيف لا يقتدي بجده الضبع فهو قدوة الحيوانات لم يتمالك وحيد القرن أعصابه فنطحه بقرنه الوحيد فطار في السماء وقال له بسخرية الآن حققت لك أمنيتك في 

الطيران. 

فسقط على الأرض وأصيب بجروح، ولكي يتدارك وحيد القرن ندمه قام بتطبيب جروح الضبع طالباً منه أن يبحث عن وسيلة أخرى للتفاهم وصارا أصدقاء قال وحيد القرن: لم تفهم كلامي الذي أكرره لك دائماً.. أنا لست أنت؟ قال الضبع.. نعم وأنا لست أنت.. القصة تعتمد على التكرار لجملة العنوان الذي أعطى لازمة جميلة تتخلل الحدث ففضلا عن الفكاهة المحبّبة كتبت بلغة شعرية تقترب من ميول الأطفال. 

رسم القصة الفنان السوري "فارس قره بيت" ومن اصدار دار الحدائق في بيروت، والجدير بالذكر أنَّ القصة وصلت الى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد.