أوجاع في الإعلام

الرياضة 2023/08/22
...

خالد جاسم
واحدة من الحالات الموجعة في المشهد الإعلامي الرياضي للأسف الشديد أنَّ معظم المكاتب الإعلامية في الأندية والاتحادات الرياضيّة تفتقر لمقومات العمل المهني الصحيح بل والكثير منها يحتضن شخوصاً يفتقرون إلى أبسط معايير الاحترافية الصحفية ومفاهيم التعاطي مع البيئة الرياضية تحديداً وفي تحقيق أبسط مقومات القبول المنطقي لدى المتلقي وهي نتيجة اختيارهم الخاطئ من مجالس إدارات أو الشخوص المؤثرة في إدارة هذه الجهات الرياضية ومن ثم صار الضعف وعدم التأثير والتواصل مع المحيطين الرياضي والشعبي سمة بارزة في عمل معظم هذه المكاتب التي تخضع لتأثيرات وأمزجة شخصية ومصلحية من المسؤولين عن القرار في الأندية والاتحادات.

كما تتجسد معاناة ومعوقات عمل هذه المكاتب في صعوبة حصولها على الحقائق والأخبار الصادقة من المصادر المسؤولة التي تحجب كل شيء تعتقده سلبياً ومؤثراً فيها وتكتفي بتزويد بل ومطالبة مكاتبها الإعلامية بتلميع الصورة والتركيز على الايجابيات في العمل والتغاضي عن كل السلبيات والمناظر المؤذية.

أما المعالجات التي أراها إضاءة متواضعة في التقويم فهي تتجسد في ضرورة العودة إلى المؤسسة المهنية كالاتحاد العراقي للصحافة الرياضية في ترشيح من يراهم مؤهلين ويحظون بثقته في العمل في هذه المكاتب الإعلامية وضرورة إبرام عقود عمل قانونية للعاملين في المكاتب تحفظ حقوقهم مع تثبيت ماعليهم من واجبات وضرورة تحديث الثقافة المهنية والمعرفية لهم عبر الدورات التدريبية وورش العمل في داخل العراق وخارجه كي يتسلح هؤلاء العاملون بكل ماهو جديد ومتطور في الإعلام الرياضي وبما يسهم في خدمة الأندية والاتحادات والرياضة عموماً.

 الإعلام في المؤسسات الرياضية إجمالاً هو إعلام دعائي أكثر مما هو إعلام مهني حقيقي..هذه المؤسسات ونتيجة الصراعات وتراكمات الماضي والحسابات الانتخابية والمنطق المصلحي البحت قد حولت واجهاتها الإعلامية إلى دكاكين ترويج تجاري لعمل تلك المؤسسات التي تفتقد أصلاً من معظم المسؤولين عليها إلى الفهم والنضج والادراك بأهمية الإعلام الرياضي كنتيجة طبيعية لخواء غالبية هؤلاء المسؤولين من الثقافة والإيمان العصري بالحوار الشفاف والرأي والرأي الآخر..هذه الحقيقة المريرة انعكست بدورها على الإعلام في هذه المؤسسات التي يبتغي أكثرية العاملين في مكاتبها الإعلامية تأمين لقمة العيش أو الحصول على مكتسبات أخرى مثل السفر والتربح من الوساطات التجارية وسواها...والسلام.