عالية الوهاب: الغربة جعلتني أتمسّك بموروثي

ثقافة 2023/08/23
...

  عمان: يعرب السالم

الغربة جعلتها أكثر تمسّكاً بعراقيتها، تعتز وتحترم أساتذتها فهي ما زالت تحتفظ بحقيبة ألوان أهداها لها الفنان إسماعيل الشيخلي، كما أنَّ حضورها المشرق في أغلب المعارض الدوليَّة جعل منها اسماً عراقيّاً لامعاً يشار إليه بفرشاة ذهبيَّة في مجال الفن التشكيلي، لقد تنوّعت أعمالها بين الانطباعي والتجريبي ولم تقف عند مدرسة محدّدة، بل حلّقتْ فوق اللونيَّة، وتمكنت من بسط اسمها في جميع المحافل مُعرفة بقدرة وأهمية الفنان العراقي، هي عالية الوهاب التي التقتها "الصباح" فكانت هذه اللوحة الملوّنة.
 *  البدايات موشومة بصعوبات تبقى عالقة في ذاكرة الفنان، لماذا التشكيل وكيف بدأ الاهتمام؟  
- الرسم هبة منحني إيّاها الله، إذ تعوّدت في بداياتي بنقل كلِّ الصور الموجودة في الكتب المدرسيَّة.
رافق ذلك حصولي على الجائزة الأولى في مرحلتي النهائيّة للثانويّة ضمن مسابقة أجريت في المدرسة.
في مرحلتي الجامعيّة تعرّفت على الفنان الكبير إسماعيل الشيخلي والذي زوَّدني بحقيبة ألوان زيتيَّة وبعض الفُرش ما زلت احتفظ بها حتى هذه اللحظة.
هذه الحادثة تمثل انطلاقتي الأولى والشيخلي حثني للمشاركة في معرض تشكيلي أقامته جامعة بغداد وفزت يومها بالجائزة الثانية من أصل (55) لوحة مشاركة. يكفي أن أقول أنّي أحببت الرسم منذ نعومة أناملي.
*  هناك مدارس وهناك تأثر لا بدَّ أن تكون في جعبة التأثر الفني؟
- أكثر من أثّر بي في رسوماته هو الفرنسي أوجست رينوار، وقد نقلت بعض اللوحات له، وكذلك انطباعيّة غوغان، وقد حثّني على متابعة أعماله الراحل الشيخلي.
أمّا الفنانون العراقيون فقد كان لتجربة فائق حسن تأثير كبير على أعمالي، لكن يبقى اعتقادي أن جميع المدارس خاضعة للتجريب، فأنا شخصياً لا أحب تكرار نفسي في نمط واحد.  
فمشاعر الإنسان ليستْ على وتيرة واحدة، فهناك ساعات فرح وأخرى غضب أو قلق.. إلخ، من المشاعر الإنسانيّة التي تتغيّر حسب الظروف والأوقات. وأؤمن أنَّ اللوحة البيضاء التي أقف أمامها هي مجال خلق الفنان.
فالإبداع له طرائق فنيَّة مختلفة تبتعد عن القوالب الواحدة أو الجامدة. ولا يجب حصر الفن في قالب واحد وأسلوب واحد.
* ماذا أضافت لك الغربة على مستوى المضمون في الأعمال الفنيَّة؟
- الغربة أعطتني التنوّع في طرح المواضيع وتنوّع الأسلوب والأفكار والتجدد فنيّاً. كما أنّها فرصة للاطلاع على الأعمال الفنيَّة العالميَّة وتجارب الفنانين الأوربيين.
كما أنّها جعلتني أكثر تمسكا بعراقيتي والتزامي وتأثري بالموروث الشعبي العراقي في الكثير من أعمالي.
ولا بدَّ أن أذكر أنّي درست الفن في لندن، وكذلك الأكاديميَّة اللبنانيَّة للفنون.
*  هل هناك سقف محدّد لطموح أيِّ فنان؟
- أعتقد أنَّ طموح أيّ فنان هو انتشار أعماله عالميّاً، وأنا أطمح أن يصل الفن العراقي الى مصافي عالميّة، وهو قادرٌ على ذلك.
وان لا تبقى العالميّة مقتصرة على أفراد معدودين. كما أن الحكومة العراقية قادرة على اتخاذ إجراءات تعطي الدعم والاعتراف بالفن كرسالة سلام، من خلال إقامة المعارض الدوليَّة ودعم الفنانين، فالفن أحد معايير التحضر.
*  أهم مشاركاتك الفنيَّة أين كانت؟
- عالميَّاً المعارض عديدة مشتركة وفرديّة، بدءاً من مونتريال وانتهاءً بالبرتغال وعدة مشاركات في لبنان، كذلك في دبي، والمغرب ضمن   women art word، ودمشق، واليونان zervas art.
والكثير من المشاركات تنوعت بين لبنان والرياض وفرنسا ودبي وأبوظبي ودمشق وبغداد وعمان، وأخيراً في أمريكا مع الجمعيّة السوريّة الامريكيّة، والجمعيّة العراقيّة الامريكيّة والجمعيّة الامريكيّة العربيّة.