علي الباوي
أثارت قائمة كاساس المعلنة العديد من الردود المتضاربة، لكن الأغلبية منها مالت إلى الاستهجان بل أنَّ البعض أعلن الخيبة الكبرى وراح يهاجم الإسباني واتحاد الكرة.
بكل الأحوال نحن نتفهم وجهة نظر المدرب واختياراته المعلنة وهو يشارك في بطولة تايلند الدولية، الكل تناسى الوضع المعقد لمنتخبنا الوطني وهذا الوضع لايمكن حتى لو استعنا بسوبرمان لتدريب المنتخب فان الاشكالات والصعوبات ستكون قائمة لا محالة .
كاساس يفكر في المستقبل ونحن نفكر بعجالة أن يظهر لنا فريق كبير ومتزن يتساوى بالأداء مع المنتخبات العالمية الكبيرة.
المدرب ينظر إلى كأس العالم ونحن كجمهور ومتابعين ننظر إلى بطولة تايلند وهذا هو مصدر التباعد بين الفكرتين، وهنا قائمة الإسباني منطقية ولا تخالف الواقع بشيء علماً أنَّ ثلث المنتخب هو من الطاقات الشابة المحترفة وعلى رأسهم زيدان إقبال.
لاشك أنَّ مدربنا بذل الكثير من الجهد للخروج بهذه الكابينة وهو يأمل تجربة اللاعبين وحسم مستوياتهم بعيداً عن الافتراضات المسبقة.
لا ضير أن يتمهل مدربنا كثيراً وأن يدرس كل الخيارات علماً أنه لا يعمل وفق المطلق ففي النهاية هذا هو واقع كرة القدم لدينا وهذه هي المستويات المتوفرة للوصول إلى أهدافنا البعيدة.
إنَّ السؤال الذي يطرح نفسه بشدة هل نحن ندرك الحقيقة مع الجهد المبذول لتغيير الواقع أم نحن ما زلنا في منطقة الحماسة ولا نفكر بالسياقات المنطقية لبناء المنتخب؟ نعتقد أننا مازلنا في منطقة الحماسة ولانستوعب ما يحتاجه المنتخب من وقت وجهد كي يظهر بالشكل الذي نحب أن نراه.
قائمة كاساس باعتقادنا هي الأرضية الأولى للمنتخب وهو إن عاد إلى قائمته القديمة التي حصل بها على كأس الخليج فانه قد سار في دهاليز عدة قبل أن يستقر رأيه على هذه القاعدة.
الأسماء التي طرحت من وجهة نظرنا نقطة الارتكاز الأخيرة التي على أرضيتها يمكن إنشاء البناية المتينة، لهذا يجب أن لا نتسرع في الحكم وأن نعطي المزيد من الوقت لهذا الرجل كي يعمل.
لا أحد يشك بجدية المدرب الإسباني وبالمقابل علينا أن لا نغضب لأن القائمة لم تأت وفق مخيلتنا، ويجب أيضاً إدراك أن بناء المنتخب يستغرق العديد من السنوات، وأن المعجزة لا تأتي فقط بالمدرب الأجنبي وإنما بالظروف المساعدة.
فكاتانيتش وادفوكات وبيتروفيتش لم تتوفر لهم الصحوة التي نحن فيها الآن وجاءت محاولاتهم منقوصة بسبب عدم توفر بنية تحتية للعمل الرياضي السليم.
مدربنا الحالي غير محظوظ بالكفاية التي نتخيلها وانما الرجل يعمل وفق مدرسة وفلسفة مختلفة عما كنا نعرف فنحن على مدى عقود كنا ننتهج المدرسة الأوروبية الشرقية والآن نحن في منطقة الغرب وهناك خطط لربط الدوري العراقي بالتفكير الإسباني.
وهذه فلسفة جديدة يجب أن نتكيف معها فالإسبان غير الهولنديين ومدرستهم جديدة على منطقتنا وبالتالي وبكل الأحوال نحن بحاجة إلى الوقت.