حربي محسن عبدالله
مطالعة روايات دان براون كلعب الدومينو، فما إن تقرأ له أول رواية حتى تجد نفسك منتقلا لقراءة أعماله الأخرى، تتميّز روايات دان براون بالكثافة الكميَّة في الزمن الروائي، فأحداث جميع رواياته تدوي في زمن محدد هو أربعة وعشرون ساعة، هذا وقد سئل دان براون يوما عن لماذا لا تدوم علاقات روبيرت لانغدون (وهو بطل رواياته) ونجده في كل رواية مع فتاة، فأجاب مازحاً أن «أربعة وعشرون ساعة غير كافية لروبيرت ليقع في الحب»، لكنها كافية لتشويق القارئ وجعله متسابقا مع الكاتب في فك فصول وأسرار الرواية ومصدوما من النهايات غير المتوقعة.
دان براون (مواليد 22 يونيو/ حزيران 1964 في ايكسيتير، نيوهامشير، الولايات المتحدة الأمريكية).
مؤلف أمريكي لقصص الخيال والإثارة الممزوجة بطابع علمي وفلسفي حديث بأسلوب مشوق مكّنه من تحقيق أفضل المبيعات.
حققت رواياته رواجاً كبيراً بين الأجيال الشابة في أمريكا وأوروبا، أشهر رواياته رواية «شيفرة دا فينشي» التي نشرت عام 2003، وتم تصويرها كفيلم سينمائي من بطولة توم هانكس.
كان والد بروان يعمل استاذ الرياضيات وحاز على العديد من الجوائز أما والدته فكانت محترفة للموسيقى الدينيَّة، وهكذا نشأ دان في بيئة تجمع بين العلم والدين.
تزوّج دان من بلايث وهي أستاذة في علم تاريخ الفن ورسامة، وكثيراً ما ترافقه في رحلاته الاستكشافية ورحلات البحث التي يقوم بها والتي كان آخرها في باريس حيث قضيا بعض الوقت في متحف اللوفر بشأن أمور تتعلق بروايته شيفرة دا فينشي.
تخرج دان من جامعة آمهيرست وأكاديمية فيلبس اكستير حيث عمل لبعض الوقت كمدرس للغة الإنجليزية قبل أن يوجّه كل طاقاته إلى الكتابة.
ولشغفه بفك الشفرات وأسرار المنظمات الحكومية، ألف أول رواية له بعنوان الحصن الرقمي والتي سرعان ما أصبحت (رقم واحد) في أكثر الكتب الإلكترونية مبيعاً على المستوى المحلي.
أطلقت عليه مجلة التايم بعد إصدار روايته شيفرة دا فينشي أنّه واحدٌ من أكثر مئة شخص أثروا في العالم.
ظهر دان براون على قناة سي إن إن، وبرنامج توداي شو وراديو ناشونال وصوت أمريكا وتصدرت صوره صفحات الجرائد والمجلات. تمت ترجمة رواياته إلى أكثر من أربعين لغة حول العالم.
الجدير بالذكر أيضاً، أن بروان عندما سُئِلَ عن كونه مسيحياً، أجاب: «نعم. فإذا سألت ثلاث أشخاص عن معنى كون المرء مسيحياً فستحصل على إجابة من ثلاث: بعضهم يعتقد أن المعمودية تكفي لأن يكون الشخص مسيحياً، والبعض يعتقد بحتمية قبول الكتاب المقدس على أنه حق مُسلّم به، بينما يعتقد البعض الآخر بوجوب قبول المسيح كمخلص شخصي للحصول على الخلاص وإلا ذهبت إلى الجحيم.
أنا اعتبر نفسي دارساً لعدد من الأديان وكلما تعلمت المزيد، زادت أسئلتي»، حيث اعتبرت إجابته تلك إجابة مرواغة إلى حدٍّ ما. ألَّف دان براون العديد من القصص والروايات: الحصن الرقمي، حقيقة الخديعة، ملائكة وشياطين، الرمز المفقود، شيفرة دا فينشي، الجحيم وأخيراً رواية « الأصل»، وروايته شيفرة دا فينشي التي اعتلت قائمة نيويورك تايمز كأفضل الكتب مبيعاً على الإطلاق. حيث تركّزت الأضواء في بداية عام 2004 على روايات دان بروان الأربعة في صحيفة نيويورك تايمز، وصارت من أكثر الكتب مبيعاً خلال الأسبوع نفسه. صدرت له بحلول 15 سبتمبر/ أيلول 2009 روايته «الرمز المفقود»، وقد انتهى في 2017 من كتابة روايته الجديدة بعنوان «الأصل» وما يُميز روايات دان براون التشويق والإثارة، وهذا متوفر في كثير من الروايات، لكن في روايات دان براون فإنَّ ذلك يظهر جلياً للقارئ من خلال أحداث الرواية التي نجح دان بروان في الربط بينها بطريقة سلسة وسهلة تمكّن القارئ وبسهولة جداً من تذكر الأحداث وتحليلها خلال قراءته للرواية وتخمينه للأحداث. العامل المشترك بين كل روايات دان براون أنّها كلها تبدأ بجريمة قتل أو انتحار كما في روايته الأخيرة «الجحيم» وفي 14 أيار 2013، صدرت عن دار دابلداي رواية براون الرابعة التي بطلها روبرت لانغدون، وهي بعنوان «الجحيم» وهي من قصص المغامرات المثيرة. حيث يفتح روبرت لا نغدون، وهو بروفيسور في علم الرموز في جامعة هارفرد، عينيه في منتصف الليل متألماً من جرح في الرأس، ليكتشف أنّه راقد في المستشفى لا يستطيع أن يتذكّر ما حدث معه خلال الساعات الست والثلاثين الأخيرة أو مصدر ذلك الشيء الرهيب الذي اكتشفه الأطباء بين أمتعته.
بعد هذه الحادثة تدبُّ الفوضى في عالم لا نغدون ويضطر للهروب في مدينة فلورنسا الإيطالية برفقة شابة لطيفة تُدعى سيينا بروكس، التي تمكّنت من إنقاذ حياته بفعل تصرفاتها الذكيّة، ليتبيّن له أنّه بحوزته مجموعة من الرموز الخطر التي ابتدعها في عالم فذّ.
تتسارع الأحداث عبر مواقع أثريّة شهيرة، مثل قصر فيكيو، ويكتشف لانغدون وبروكس شبكة السراديب القديمة، فضلاً عن أنموذج علمي جديد ومخيف، من شأنه أن يُستخدم إما لتحسين نوعية الحياة على الأرض، أو تدميرها.
على هذه الخلفية، يصارع لانغدون خصماً رهيباً بينما يتشبّث بلغز يأخذه إلى عالم الفنون الكلاسيكية والممرات السريّة والعلوم المستقبليّة، محاولاً اكتشاف الأجوبة ومعرفة مَن هو الجدير بثقته. قبل الانهيار الكبير.
يتوقع القارئ أحياناً أنّه سيدرك ماذا سيحدث في النهاية لكن تتغلّب عليه أحداث وحبكة الرواية فتحدث أمور مفاجئة. علاوة على ذلك، يسهل تخيّل أحداث الرواية بسهولة ومن دون عناء، فيشعر القارئ خلال قراءته وكأنّه يشاهد فيلماً سينمائياً. والجدير ذكره أن الترجمة العربية لروايات دان براون ناجحة؛ فعملية الترجمة لم تلغِ عاملي الإثارة والتشويق من الرواية.