قائد أوكراني يطالب بتعزيز الدفاعات في الشمال الشرقي

قضايا عربية ودولية 2023/08/28
...

 توماس غبسون نيف

 ترجمة: أنيس الصفار


بينما كييف وواشنطن تتداولان بشأن المواقع التي ينبغي على أوكرانيا أن ترسل قواتها إليها على امتداد خط الجبهة، دعا أكبر قائد عسكري أوكراني إلى مزيد من التعزيزات لرقعة من الأرض يهدد الروس بتحقيق مكاسب فيها.

فخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت القوات الروسية من التقدم والالتفاف حول مدينة كوبيانسك الواقعة في شمال شرق أوكرانيا مستغلة بطء تقدم قوات كييف في هجومها المضاد المستمر في الجنوب والشرق. لا تعد المكاسب الروسية التي تحققت ذات بال، ولكنها مع هذا اضطرت القوات الأوكرانية إلى تخصيص بعض القوات لتولي الدفاع عن بعض الأجزاء من خط الجبهة المترامي الذي يمتد لعدة مئات من الأميال، برغم الحاجة إليها في أماكن أخرى.

عبر تطبيق تلغرام قال الجنرال “أوليكساندر سايرسكي”، قائد قوات شرق أوكرانيا، يوم الجمعة الماضي: “وحدات العدو مستمرة في إنزال الضرر مستخدمة المدفعية وقذائف الهاون والطيران، وتحت ظروف كهذه يجب علينا أن نتخذ فوراً كافة الإجراءات لتقوية دفاعاتنا على الخطوط المهددة والتقدم حيثما أمكننا.»

أخذ الجدال بشأن ستراتيجية أوكرانيا يتسرب إلى الرأي العام في الأيام الأخيرة، عبر موجة من تقارير الإعلام، بما فيها صحيفة “نيويورك تايمز”، حيث يلقي المسؤولون الأميركيون اللوم في بطء التقدم الذي تحققه أوكرانيا على ستراتيجيتها إلى حد كبير.

وفقاً لمنطق البنتاغون كان على كييف أن تحشد قوات متفوقة عددياً في جزء واحد من خط الجبهة لمحاولة إحداث اختراق. لكن القادة الأوكرانيين قاموا بدلاً من ذلك بتوزيع قواتهم وقدراتهم النارية على نحو اعتقدوا بأنه سيكون عادلاً ومتساوياً قدر الإمكان ما بين الشرق والجنوب.

رد الرئيس الأوكراني “فلوديمير زيلنسكي” بصراحة على الانتقادات الأميركية في الأسبوع الماضي، إذ قال إن نقل القوات الأوكرانية بعيداً عن مواقع مثل “كوبيانسك” في منطقة “خاركيف”، هو ما تحاول روسيا تحقيقه.

ووفقاً لوكالة أنباء “برافدا” الأوكرانية قال زيلنسكي في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء الماضي: “لن نتخلى عن خاركيف أو الدونباس أو بافلوهراد أو دنيبرو. هذا هو القول الفصل وليقلع جميع المحللين في العالم عن التفكير في ذلك.»

تعليقات الجنرال سايرسكي تذكير آخر بأن هناك أجزاء أخرى من خط الجبهة لا تزال قلقة برغم التركيز العام على الهجوم المضاد في الجنوب.

قال سايرسكي: “يعمل العدو الآن على إعادة تجميع قواته ووسائله الأخرى، وفي الوقت نفسه ينشط في نقل الألوية والفرق التي شكلت حديثاً من الأراضي الروسية. إن هدف روسيا الأساسي هو رفع مستوى القدرات القتالية، ثم متابعة عملياتها الهجومية النشطة.” ولم يمكن تأكيد ادعاءات الجنرال من أطراف مستقلة بشأن وصول وحدات جديدة.  

في الأسابيع الأخيرة دعا المسؤولون الأوكرانيون إلى إخلاء “كوبيانسك” عندما اقتربت القوات الروسية من أطرافها بحذر وواصلت القصف المدفعي في ما وراء خطوط الجبهة. وفي يوم السبت قتل مدنيان جراء قصف مدفعي لقرية صغيرة تقع شرق هذه المدينة مباشرة، وفقاً لمسؤولين محليين.

استعادت أوكرانيا “كوبيانسك” من قبضة الروس في شهر أيلول الماضي بعد بقائها تحت الاحتلال منذ الأشهر الأولى للحرب، لذا سيكون فقدانها مرة أخرى بمثابة ضربة كبيرة. لكن احتمال أن تحاول القوات الروسية استعادة المدينة يبدو بعيداً لأن ذلك سيضعها في موقف سبق أن واجهته حين اضطرت إلى الانسحاب من “خيرسون” في العام الماضي بسبب استيلائها على مدينة يجري في ظهرها نهر مع خطوط إمدادات محدودة.

بدلاً من ذلك تستطيع القوات الروسية أن تزحف حتى نهر أوسكيل، الذي يجري من الشمال إلى الجنوب، وبعد ذلك تستخدم المجرى المائي كعائق طبيعي لصد مزيد من الهجمات الأوكرانية.

قال “أندريي بيسيدن” رئيس الإدارة العسكرية لمدينة “كوبيانسك”: “مدينتنا لن تخضع للاحتلال بعد اليوم تحت أي ظرف من الظروف.» 

عن صحيفة “نيويورك تايمز»