بورصة متخلفة

الرياضة 2023/08/29
...

خالد جاسم

ما نزال نبخس مدربنا الوطني حقه والتقليل من شأنه ومكانته ليس على مستوى المنتخبات الوطنية حسب بل امتد هذا الفيروس المتمثل في إهمال المدرب الكفء وعدم الاستعانة بقدراته وخبرته التدريبية الى إدارات الاندية أيضا من خلال إصرارها الغريب والعجيب على إسناد مهام قيادة فرقها الكروية الى أشباه المدربين الذين تكاثروا كالطحالب في واقعنا الكروي , وصار بعضهم نجما في الفضائيات وعلى الصفحات الرياضية مع إنه لا يمتلك مواصفات المدرب الحقيقي , كما يفتقر الى الخلفية الصحيحة وإلى الثقافة التدريبية لكن هذا النوع من الذين حسب أصحابه على جنس التدريب صدفة أو بفعل عوامل أخرى منها تخلف وجهل الإدارات في الأندية, يجيدون الوصولية بمهارة فائقة وقادرون على تسويق أنفسهم وتجديد حضورهم مع فرق الدوري في ما لا يقل عن أربع أو خمس مرات في الموسم الواحد نتيجة استعدادهم لتقبل وقبول كل شيء في مقابل تدريب هذا الفريق أو ذاك مع أن حقيقة الأمور تفصح عن وجود ما يشبه المافيا الكروية التي تجيد تسويق هذا الطراز من دخلاء المهنة مقابل عمولات مالية وسمسرة كروية مفضوحة غالبا ما تشترك فيها أطراف في إدارات الأندية عبر اقتطاعها لنسب مئوية من أقيام عقود هذا النوع من ممارسي التدريب , تماما كما تفعل مع معظم اللاعبين الذين تتعاقد معهم ولذلك ليس بالأمر المفاجئ أو الغريب أن تزدحم الساحة التدريبية بالطارئين الذين تحجز لهم مواقع تدريب الاندية وأحدهم حالما تتم عملية الاستغناء عن خدماته تراه قد أسندت إليه وفي ظرف أيام معدودات مهمة تدريبية أخرى , وهم في ذلك مستعدون بالطبع لتسديد المقسوم من مبالغ من أقيام عقودهم أو مرتباتهم للسماسرة أو من العاملين في إدارات الأندية نفسها في الوقت الذي تجد فيه خيرة الكفاءات التدريبية لم يجد أصحابها أماكن تدريبية لهم في هذا النادي أو ذاك المنتخب بعد أن صارت المهنة حكرا على بعض الجهلة والطارئين على التدريب ومن ثم ليس من علامات تعجب أو استفهام ونحن نشاهد موسما بعد آخر ذلك التراجع الفني المخيف في مستوى الدوري بشكل عام وهبوط أداء اللاعبين وافتقارهم الكثير من الأمور الأساسية في التكتيك والمهارة طالما سلمت الكرة العراقية مقاديرها لمن لا يحملون أدنى درجات الجدارة في تولي أصعب وأهم الحلقات الفنية في الرياضة وهو التدريب .