كاظـم السيدعلي بهـيّـة
إن لذة مصطفى الدواخلي ( 1968 – القاهرة) تكمن في اختيار الصحيح لأدواته الفنية وبحثه المتواصل كفنان تشكيلي أن يستخرج ما في داخل مكنوناته من إبداع، فكل ما تبدعه أنامله من فن وإبداع يخصه لوحده، بعيدا عما يرسمه الآخرون من مدارس فنية، كما وصفها، حيث التقيناه فكان هذا الحوار حيث قال: أعمالي الفنية هي عبارة عن إبداع فني بداخلي، فهو فن وابداع يخصني وهي حالة خاصة تشبهني بمفردي، ولهذا فلا أقارن لوحاتي بلوحات الآخرين، لأن لوحات الآخرين تشبهم، وأنا لوحاتي تشبهني فلا مقارنة بينهم، فالكل إبداع وفن متنوع. والفنان الدواخلي، خريج كلية الفنون الجميلة قسم تصوير زيتي 1990، عضو نقابة الفنون التشكيلية بالأوبرا، عضو الجمعية الأهلية للفنون الجميلة العام 1992، عضو اتيليه القاهرة سنة 1994 ،عضو جمعية محبي الفنون الجميلة سنة 2015.
وعن سر تعلقه بالرسم أكد أن سر تعلقي بالرسم بدأ في سنين مبكرة من حياتي، حيث لاحظت وأنا أجلس أن هناك أشياء كثيرة تلفت نظري مثل الاشجار الفاكهة والورود في البيئة، التي أعيشها وكيفية التأثيرات عليها، وحتى وجودي في الفصل مع زملائي واختلاف ملامحهم ، فكنت أجلب الورقة والقلم لكي أرسمهم، فهكذا كانت أول علاقتي في الرسم.
ويقول الفنان مصطفى عن أشكاله وعن ماذا تعتمد وما دور المكان بذلك: بالنسبة للمكان والبيئة التي تعيش فيها، فإنها تأثر في تكوين الفنان منذ الصغر، فإن الفنان يتأثر وتتأثر فيه البيئة في تكوين شخصيته من إبداع فني والموروث الشعبي المحيط به.
ويؤكد الدواخلي في اجابته عن سؤالنا هل ترسم بـ ( العاطفة) أم (العقل): أنا ارسم بالاثنين معا، لأن العاطفة تسبق العقل، فحين يترجم العقل العاطفة سوف تعمل عمل فني متكامل ومليء بالعاطفة والعقل أو المنطق معا.
وبالنسبة لدور الأكاديمية في اسلوبه فأجاب: لها دور مهم جداً جداً لأن الأكاديمية تعلمك وتثقفك ثقافة فنية وتدرس فيها كل أنواع المدارس الفنية، ومن هنا تختار الاسلوب المناسب لك وتدرس فيها القواعد الأساسية والسليمة والنسب والمنظور الذي تحتاجه في عمل لوحة فنية.
أما عن الشيء الذي يحتل الأهمية الأكبر في اعماله، فيقول إن البيئة التي أعيش فيها من مناظر طبيعية وعمال وفلاحين وجميع الألعاب، التي كنا نلعبها منذ الصغر، وكل فنان عنده المقدرة أن يحكي ويتحاكى عن البيئة الذي يعيشها ويجسدها في لوحاته الفنية.
وعن الذي يطمح إليه خلال تجربته التشكيلية فيتعرف الفنان بقوله: أنا أجسّد للآخرين جمال وأصالة البيئة، التي أعيش فيها وكم هي جميلة وجذابة للدول الأوروبية، وأن أكون سفيرا لبلدي من خلال لوحاتي الفنية، وأن أظهر لبلدي والمحيطين بي عن بعض السلبيات، التي نشكو منها، وأحاول معالجاتها في لوحات، لكي تكون ولو خطوة واحدة لتجاه الأفضل والأحسن.
أما المدارس الفنية التي مرر فيها وأي مدرسة عشقها ورسا فيه أخيرا، أكد في ختام حوارنا: أنه ومنذ اكثر من 35 عاما، مررت بجميع المدارس مثل الواقعية والكلاسيكية والتجريبية والسريالية وغيرها من المدارس الأخرى، فأنا والحمد لله تعالى انشأت مدرسة فنية خاصة بيَّ، وهي المدرسة التبريزية اللونية، وهي عبارة عن معجون بارز وزيت على، أما بالنسبة للمدرسة التي أحبّها وأعشقها وأعمل بها هي المدرسة الفطرية والتعبيرية.